23°C~9°C

صور ساخنة

التصويت  |  الأخبار الساخنة

ما هو السبب الرئيسي في رأيك وراء الضباب الدخاني الكثيف في الصين مؤخرا؟

  • كثرة انبعاث السيارات
  • نوعية الوقود الرديئة
  • رداءة الطقس
  • احراق الفحم للتدفئة في الشتاء
  • المصانع الكثيرة في الصين
  • سبب آخر
    1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻
    2. الحياة في الصين: أسئلة وإجابة

    تحقيق:الهروب من مناطق داعش في العراق .. رحلة في قلب الخطر

    2015:01:27.08:49    حجم الخط:    اطبع

    بغداد 26 يناير 2015 / باتت رحلة الهروب من مناطق سيطرة تنظيم "الدولة الاسلامية" المعروف بـ (داعش) في العراق أكثر خطورة وزادت صعوبتها عن ذي قبل بعد اجراءات فرضها التنظيم المتشدد أخيرا لاجبارهم على البقاء.

    وروى فارون لوكالة أنباء ((شينخوا)) قصصا مؤلمة لاتخلو من المغامرة والمخاطر عبر الطرق الوعرة للوصول الى بر الأمان رغم محاولات (داعش) لمنعهم من السفر ربما لجعلهم دروعا بشرية في حال تعرض مناطق نفوذه لعمليات عسكرية لطرده.

    ويحكي أبوعبدالله (65 عاما متقاعد) من سكان تكريت شمالي العراق رحلة هروبه الى بغداد ومن ثم الى كركوك بصحبة زوجة ولده وطفليها اللذين اختطف مسلحو (داعش) والدهم منذ ثلاثة أشهر.

    ووصف الستيني العراقي عملية الهروب والطرق التي سلكها بأنها من أكثر الرحلات ارهاقا ورعبا.

    وقال انه اصطحب أسرة ولده وقرر مغادرة المنطقة مع تزايد الحديث عن عملية عسكرية جديدة لاعادة السيطرة على مدن تكريت والعلم والدور.

    وفي هذه الاثناء اصدر (داعش) امرا منع بموجبه مغادرة العوائل لمناطق تواجدها لاي سبب كان وقام بالفعل بوضع نقاط تفتيش على مداخل المدينة ومخارجها لاعادة اي شخص يحاول الهرب.

    وبحسب أبوعبدالله ، تم بالفعل اعادة الكثير من العوائل التي حاولت المغادرة.

    ويمضي قائلا "عملية الهروب من قبضة المسلحين كانت أشبه بقصص الأفلام التي شاهدها في دور السينما".

    "كل شيء يجري في السر ، فالاتفاق مع السائق لينقلنا باتجاه منطقة الفتحة (50 كم) شمال تكريت كان سريا وبسعر خيالي بلغ مليون دينار عراقي (800 دولار أمريكي) تدفع مقدما" ، يقول المسن العراقي.

    وتابع "كل شيء يجري عبر الهاتف بين السائق وبين محطات اخرى للرحلة والسؤال الدائم هو عن حال الطريق وخلوه من المسلحين وعدم وجود عمليات عسكرية او طيران امريكي او عراقي".

    وقرب منطقة الحضر جنوب غرب مدينة الموصل (200 كم) شمال تكريت ، تم استبدال السيارة التي كانت تقل أبوعبدالله ومن معه بأخرى سارت بطرق ترابية وهضاب وتلول ووديان متجهة نحو الجنوب لمسافة أكثر من (150 كم) حتى اقتربت من مدينة حديثة بمحافظة الانبار غربي العراق بعد عشر ساعات من مغادرة تكريت.

    ويقول أبوعبدالله ان طول الرحلة "ارهقنا جميعا وأرهق الأطفال الذي أصبحوا في حال يرثى له بسبب ما لاقوه من مشقة السفر والتعب عبر الطريق غير المعبد والخوف من مفاجآته".

    ويكمل أبوعبدالله "توقفنا عند نهر الفرات وباتصال هاتفي حضر صاحب زورق وعبرنا الى الضفة الأخرى للنهر وكانت سيارة أخرى تنتظرنا سارت بنا السيارة عبر طرق معبدة".

    في ذلك الوقت يقول أبوعبدالله "ألقى علينا السائق التعليمات الواجب اتباعها عند تعرض المسلحين للسيارة وسؤالهم عن الجهة التي أتينا منها والجهة التي نقصدها وما هو سبب الزيارة".

    ولم تمض السيارة سوى نصف ساعة واذا بنقطة تفتيش للمسلحين بكامل اسلحتهم وسياراتهم العسكرية منها والمدنية فدب الخوف والرعب في نفوس الجميع.

    وتذكر أبوعبدالله في هذه اللحظة ما لقيته أسرته في تكريت وضواحيها من سوء معاملة من جانب العناصر.

    ويمضي قائلا " عند توقف السيارة وتقدم احد عناصر (داعش) نحوها، والسؤال عن الجهة التي اتينا منها والتي نقصدها، اجبنا باننا من مدينة القائم غربي الانبار ونريد الذهاب الى الرمادي لزيارة اقربائنا الذين لديهم حالة وفاة".

    ويضيف " وبعد ساعة من المسير بطريق معبد، اتصل السائق على طريقة مهربي المخدرات الذين نشاهدهم في الافلام وقال لسائق اخر اننا سنصل بعد حوالي 45 دقيقة وطلب منه أن ينتظر في المكان المعتاد".

    لكن أبوعبدالله لم يعرف هذا المكان الذي وصل اليه حوالي الساعة السادسة مساء أي بعد حوالي 14 ساعة من الرحلة.

    وخلال هذه المدة ، اكتفى أبوعبدالله ومن معه بتناول بعض الكعك والمأكولات الجافة وشرب الماء الا قليلا كي لا يضطروا للنزول من السيارة، فيما الاطفال تم الباسهم الحفاضات.

    ويسترسل ابو عبدالله"وصلنا بغداد بعد رحلة استمرت 18 ساعة لم يغمض لنا فيها جفن نحن الكبار وقضيناها بين الخوف والترقب والامل فبتنا ليلتين عند اقرباء لنا من النازحين من تكريت الى بغداد ثم توجهنا الى كركوك ووصلناها بعد يومين وليلتين".

    ولا تتجاوز الرحلة التي تقطعها السيارة بين تكريت وكركوك في الظروف الاعتيادية الساعة الواحدة مهما كانت الاحوال والظروف ، كما يقول أبوعبدالله.

    ويؤكد أبوعبدالله ان الوضع في الاماكن التي يسيطر عليها (داعش) سيء للغاية ، ويقول عن ذلك " لقد بلغ الامر ان الناس تتمنى الموت على البقاء تحت سيطرتهم فيما ينتظرون ويترقبون بفارغ الصبر مجيء القوات الحكومية لتخليصهم".

    ويمضي قائلا "اصبح عدد المواطنين في تكريت والعلم والدور اقلية يمنع سفرهم داعش، ربما من أجل جعلهم دروعا بشرية للمعركة المرتقبة مع القوات الأمنية العراقية".

    ولا تختلف كثيرا معاناة أحمد صالح من سكان منطقة البوجواري شمالي مدينة الضلوعية (90 كم) شمال بغداد.

    ويقول صالح "تركت منزلي بعد سيطرة داعش على منطقتنا اواخر يونيو الماضي وتوجهت مع عائلتي الى مدينة كركوك شمال بغداد، الا ان السلطات الكردية لم تسمح لنا بالدخول الى المدينة فاستقر بنا الحال في منطقة الحويجة (60 كم) جنوب غرب كركوك والتي تخضع لسيطرة داعش".

    واضاف"عندما سمعنا بتحرير القوات الامنية لمنطقتنا قبل اقل من شهر بدأنا بالتفكير بالعودة الى منزلنا، ومن هنا بدأت رحلة المعاناة بالبحث عن طريق آمن نهرب من خلاله بعيدا عن انظار مسلحي داعش وجواسيسهم".

    ويتابع صالح"حاولنا الخروج لعدة مرات وفي كل مرة تمنى محاولتنا بالفشل ويتم ارجاعنا من قبل مسلحي التنظيم الى الحويجة".

    ويتذكر صالح كيف اخذه المسلحون في احدى المرات الى الحويجة حيث قيل له بالحرف الواحد"لايجوز ترك ارض الخلافة الاسلامية الى ارض الحكومة الكافرة، ولذلك فان الطريقة الوحيدة لخروجكم من الحويجة، هي ان يخلق الله لكم اجنحة تطيرون بها"، في محاولة لزرع اليأس في النفوس.

    ومع ذلك يؤكد صالح ان اليأس لم يدب في نفسه، ولم يفارقه حلم العودة الى منزله، رغم تهديد التنظيم بقطع رأسه اذا استمر بمحاولاته للخروج من الحويجة.

    وانتظر صالح حتى دله احد الجيران من اهالي منطقة الحويجة، عن كيفية الخروج عبر طريق لاتوجد لـ (داعش) نقطة تفتيش عليه شريطة ان يكون ذلك سرا وفي وقت متأخر من الليل.

    ويشير الى انه قرر القيام بهذه المحاولة رغم ما تنطوي عليه من مخاطر وامكانية الامساك به من قبل المسلحين وربما يكون الثمن قتله مع عائلته.

    وأرجع اقدامه على تلك الخطوة لانه "لم يعد يطيق العيش في ظل القوانين التعسفية التي يفرضها المتشددون، كما انه يريد الوصول الى منطقته التي اصبحت محررة وتنعم بالاستقرار، فيما ينتظره وعائلته مستقبل مجهول اذا بقوا في الحويجة".

    وتشهد المنطقة قصفا مستمرا من قبل طائرات التحالف الدولي والطيران العراقي.

    ويقول صالح "نجحت اخيرا في الهروب من جحيم (داعش) وغادرت الحويجة في جو ممطر وانخفاض كبير لدرجات الحرارة الا ان كل ذلك لم يثن عزيمتي في الوصول".

    واشار الى ان الرحلة استغرقت منه حوالي 15 ساعة، رغم انها لا تتجاوز ساعتين في الظروف الاعتادية.

    وفي ظل الاجراءات الصارمة التي يفرضها (داعش) على سكان المناطق التي يسيطر عليها، تبقى الاف العوائل بين مطرقة التنظيم الذي يمنعها من الخروج للاحتماء بها من العمليات العسكرية والقصف الجوي وسندان القوات الامنية التي لا بد لها من اقتحام هذه المناطق لطرد المسلحين منها.

    /مصدر: شينخوا/
    تابعنا على