دمشق 11 فبراير 2015/ في حركة غير إعتيادية تشهدها محافظتا دمشق والسويداء ( جنوب سوريا ) يوم الاربعاء ، مع بدء تعرض البلاد لعاصفة ثلجية قوية ، فبدأ الاهالي بالتحرك سريعا في تأمين احتياجاتهم من طعام ودواء ووقود للتدفئة تحسبا لانقطاع الحركة غدا، بسبب تراكم الثلوج على الطرقات، وسط امتعاض الغالبية منهم من الظروف المادية الصعبة .
وشهدت الافران ومنذ ساعات الصباح الباكر ازدحامات كبيرة غير معتادة ، وشوهد ارتال من المواطنين وهم يصطفون للحصول على عدة ربطات من الخبز تكفيهم ليومين على الاقل ، وكذلك اسواق الخضار والفاكهة في دمشق والسويداء ، شهدت حركة نشطة وشراء كميات كبيرة تحسبا لتلك العاصفة، رغم غلاء الاسعار الكبير لتلك السلع، بحسب مراسل وكالة ((شينخوا)) بدمشق.
وبدأ تساقط الثلوج على العاصمة دمشق ومحافظة السويداء منذ مساء الاربعاء، وبدأت الارض تكتسي لونها الابيض ، ومن المتوقع ان تزداد فعالية المنخفض الجوي يوم الخميس .
وقال المواطن ايمن الساروجي ( 45 عاما ) وهو يحمل عدة اكياس في كلتا يديه لوكالة ( شينخوا)) بدمشق إنه " منذ سماعنا عبر وسائل الإعلام المحلية بقدوم عاصفة ثلجية ستضرب سوريا ، بدأنا نتأهب ونقوم بتخزين بعض الاشياء ، تحسبا لانقطاع الطرقات بسبب تراكم الثلوج " ، مشيرا إلى ان العاصفة الماضية كانت قاسية علينا .
وفي مكان آخر في العاصمة السورية كان الناس يقفون بالدور اما سيارة لتوزيع الغاز المنزلي ، حيث أكد ابو سامر ( 38 عاما ) أن السوريين في ايام تساقط الثلوج يقومون بإعداد بعض الاكلات التراثية ، مشيرا إلى أنه قام بتأمين بعض السلع اللازمة لمنزله تحسبا للعاصفة الثلجية القوية .
وقال ابوسامر لوكالة ((شينخوا)) بدمشق إن " الغاز المنزلي هو أحد أهم الاشياء حاليا في مثل هذه الايام ، خاصة مع نقص وقود التدفئة "، مبينا أن الاسعار باتت غالية جدا، ورغم كل ذلك الناس تسعى لتأمين ما يلزمهم من سلع ضرورية ، متسائلا " هل يمكن ان ترك اطفالنا تنام جائعة ؟".
وفي جنوب سوريا كانت الاحتياجات الضرورية للعاصفة الثلجية هي مادة الحطب للتدفئة الذي يؤتى بها من الاحراش والغابات ، إلى جانب حاجتهم للطعام والشراب ، لترى معظم الاهالي يقصون الحطب من الاشجار ، في ظل النقص الحاد في وقود التدفئة ( المازوت ) .
قال الشيخ ابو أحسان (26 عاما) لوكالة ((شينخوا)) ، وهو يقوم برمي الحطب بداخل احد الغرف المهجورة في بيته " لم أجد عاما أسوأ من هذا العام طيلة سنوات حياتي " ، مبينا أن العاصفة الثلجية الماضية استهلك كمية كبيرة من الحطب الذي ادخره في الصيف .
وأضاف ابو أحسان إنه " اشترى كميات من الخبز ، والطحين ، وبعض المعلبات الجافة ، تكفيه لأيام "، مشيرا إلى ان الثلوج في محافظة السويداء قد تصل إلى اكثر من نصف متر وفي مناطق أخرى متر أو اكثر .
ويشار إلى أن محافظة السويداء تبعد عن دمشق العاصمة حوالي 100 كيلو متر ، وترتفع عن سطح البحر اكثر من 1200 متر ، ولم تشهد هذه المحافظة اعمال عسكرية عنيفة ، وحافظت على هدوئها طيلة السنوات الاربع الماضية من عمر الأزمة .
ومن جانبها قالت أم عمرو ( 33 عاما ) متزوجة ولديها ثلاثة أطفال ، إن وسائل الإعلام المحلية قامت بالتحذير من هذه العاصفة الثلجية ، وقد اطلقوا عليها اسم اسمهان "، مشيرة إلى انها ستقوم بالذهاب الى السوق لشراء ما يلزم تحسبا لتلك العاصفة الثلجية .
وأشارت أم عمرو لوكالة ((شينخوا)) بعض التجار يقومون باستغلال هذه الاخبار لرفع الاسعار ، واستغلال حاجة الناس لتلك السلع ، في هذه الظروف الجوية الصعبة .
ودعا عاطف النداف محافظ السويداء اليوم مديريات ومؤسسات وشركات القطاع العام لاتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتأمين الجاهزية الكاملة لورشاتهم ومعداتهم الهندسية وآلياتهم لمواجهة الأحوال الجوية الطارئة واتخاذ كافة التدابير لفتح الطرق في حال أغلقت بسبب تراكم الثلوج ، وفقا لوكالة ((سانا)) .
وأشار النداف خلال اجتماع لجنة الطوارئ الفرعية في محافظة السويداء إلى أن الخطة تضمنت تأمين المناطق الأكثر تعرضاً للهطل الثلجي بالمستلزمات الأساسية من حيث احتياجات الأفران من الدقيق والمحروقات ووضع الآليات الهندسية في المحافظة في جهوزية تامة للعمل على فتح الطرقات في حال إغلاقها بالثلوج.
وكانت سوريا قد تعرضت لعاصفة ثلجية الشهر الماضي، تركت أثارا سلبية على حياة المواطنين السوريين بسبب نقص وقود التدفئة، والغاز المنزلي والبنزين، ونقص بعض الادوية ، وانقطاع الطرقات بسبب تراكم الثلوج .
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn