دمشق 3 مارس 2015 / شهدت العاصمة السورية دمشق خلال الأيام القليلة الماضية نشاطا وحراكا على مستوى الوفود البرلمانية والسياسية من عدة دول غربية واقليمية، ويرى الخبراء والمحللون السياسيون في سوريا أن هذه الزيارات المتتالية، والمتزامنة مع زيارات لبعض المسئولين في الدول الصديقة لسوريا، تهدف إلى فك وكسر طوق العزلة عن دمشق.
كما وتتزامن هذه الزيارات الى دمشق مع النجاحات التي يحققها الجيش السوري في المنطقة الجنوبية من سوريا، وفي الشمال وفي محافظة حلب، واستعاد السيطرة على مواقع استراتيجية كانت تحت سيطرة المعارضة المسلحة، إضافة لموافقتها على ايقاف الطلعات الجوية والقصف المدفعي في حلب لمدة ستة أسابيع تمهيدا لتنفيذ خطة المبعوث الأممي الى سوريا ستيفان دي ميستورا بشأن تجميد القتال في حلب.
واعتبر الكاتب والمحلل السياسي السوري حميدي العبدالله أن زيارة الوفود الغربية الى دمشق بأنها "شكل من أشكال التغيير في المواقف السياسية من سوريا "، مبينا أن زيارة الوفد البرلماني الفرنسي الى سوريا يشكل دلالة بردود الأفعال التي ظهرت في الداخل الفرنسي .
وقال العبد الله في تصريحات خاصة لوكالة أنباء (( شينخوا)) بدمشق يوم الثلاثاء إن زيارة الوفود "هي تعبير عن شكل من أشكال التغيير في المواقف السياسية من سوريا "، مبينا أن زيارة الوفود التركية والباكستانية والأمريكية لدمشق كان لها تأثير، لكن زيارة الوفد البرلماني الفرنسي " شكل دلالة هامة عبر ردود الفعل عليها بداخل فرنسا "، مؤكدا أن ردود الفعل كان " لها قيمة أكثر من الزيارة بحد ذاتها لأنها عكست انقساما على نطاق واسع داخل فرنسا على مستوى داخل كل حزب ومتسوى الحزب الحاكم حاليا وعلى مستوى النواب والوزراء".
وأضاف الكاتب السوري العبد الله أن " هذا الانقسام في الداخل الفرنسي يؤكد من جديد أن السياسة التي اتبعها الرئيس الفرنسي فرانسو هولاند والحكومة الفرنسية منذعام 2011 حتى الآن ضد سوريا هي سياسة خاطئة وبالتالي لابد من إعادة مراجعة المواقف والانفتاح من جديد على سوريا"، مشيرا لى أن هذه الدول باتت محاصرة وتوجه اليها الانتقادات بقوة أكثر مما توجه الى الحكومة السورية.
ورأى الكاتب السوري أن هناك دول أوروبية أكثر استعدادا ونضجا لإقامة علاقة مع دمشق بالمقارنة مع فرنسا التي كانت أكثر دولة أوروبية عداءا للنظام السوري، مؤكدا أن دول غربية أخرى داخل الاتحاد الأوروبي ستزور سوريا في المستقبل القريب، معربا عن اعتقاده بأن وفودا أمريكية رسمية ستأتي في وقت قريب الى دمشق .
وكان الرئيس السوري بشار الأسد التقى في 25 فبراير الماضي مع وفد برلماني فرنسي برئاسة عضو مجلس الشيوخ جان بيير فيال رئيس لجنة الصداقة الفرنسية السورية في المجلس، زار دمشق لأول مرة منذ نحو أربع سنوات.
وتشهد العلاقات بين دمشق وباريس قطيعة بسبب دعم الحكومة الفرنسية للمعارضة المسلحة التي تخوض قتالا ضد القوات السورية منذ نحو أربعة أعوام.
وبدوره قال المحلل السياسي السوري حيان سليمان في تصريحات مماثلة لوكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق إن " سوريا الآن أصبحت قبلة ومحطة لكل الوفود الأجنبية وخاصة تلك التي اتخذت العداء لسوريا منذ بداية المؤامرة عليها في مارس 2011 "، مؤكدا أن هذه الدول "بدأت الآن تتلمس طريق الحقيقية ومن هنا بدأ صوت الضمير يصحو عن بعض الأوروبيين بعد رؤية الأعمال التي ارتكبتها التنظيمات الارهابية في سوريا".
واعتبر سليمان الذي يشغل منصب معاون وزير الاقتصاد السوري أن زيارات الوفود الى سوريا هي " خطوة في الاتجاه الصحيح "، معربا عن أمله في أن تعمم هذه الزيارات لتشمل دول أوروبية أخرى، وأن تعمل على فتح سفاراتها بدمشق.
ورأى المحلل السياسي سليمان أن سوريا " لم تعش عزلة سياسية "، مؤكدا أن دمشق لها علاقات قوية مع الصين وروسيا وايران وماليزيا مع البرازيل ودول الآلبا، مشيرا إلى أن البعض يعتبر أن المجتمع الدولي هو أمريكا وفرنسا وبريطاينا لهذا يعتقد البعض ان سوريا تعيش بعزلة، مؤكدا أن كل الدول الأوروبية التي تآمرت على سوريا والحقوا الضرر بشعبها ستنفتح على سوريا.
ومن جانبه اعتبر محمود مرعي رئيس هيئة العمل الديمقراطي المعارض في الداخل السوري أن زيارة الوفود الاحنبية الى سوريا هي "خطوة إيجابية "، مبينا أن الدول الأوروبية أخطأت عندما أغلقت سفاراتها بدمشق.
وقال مرعي لوكالة ((شينخوا)) إن " البعثات الدبلوماسية أخطأت عندما سحبت سفاراتها من دمشق وهذا الخطأ واضح من خلال وصول وفود تركية وفرنسية وأمريكية الى دمشق لكي تتبادل المعلومات مع الدولة السورية فيما يخص الإرهاب وملف داعش والقاعدة لذلك هذا الحراك ايجابي بالاتجاه الصحيح وباتجاه فتح السفارات في دمشق ".
جدير بذكر أن شخصيات سياسية واقتصادية وحزبية تركية قامت بزيارة سوريا، ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمي(سانا) عن الرئيس الأسد قوله خلال لقائه مع هذه الشخصيات يوم الثلاثاء إن "هذه الزيارة مؤشر على أن العلاقات الحقيقية بين الدول تبنتها الشعوب لا الحكومات التي قد يتبنى بعضها سياسات منغلقة وهدامة لا تخدم مصالح الشعوب، وهو ما يقوم به أردوغان من خلال دعم القوى التكفيرية المتطرفة وغيرها من أجل إرضاء أسياده وتنفيذا لمخططاتهم".
كما زار ناشطون أمريكيون على رأسهم المدعي العام الأمريكي السابق رمزي كلارك، في أواخر فبراير الماضي دمشق، والتقوا بمسؤولين سوريين بغية الاطلاع عن كثب عما يجري في هذا المضطرب من اربعة سنوات.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn