23°C~9°C

صور ساخنة

الأخبار الساخنة  |  التصويت

ما هو السبب الرئيسي في رأيك وراء الضباب الدخاني الكثيف في الصين مؤخرا؟

  • كثرة انبعاث السيارات
  • نوعية الوقود الرديئة
  • رداءة الطقس
  • احراق الفحم للتدفئة في الشتاء
  • المصانع الكثيرة في الصين
  • سبب آخر
    1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻
    2. الحياة في الصين: أسئلة وإجابة

    مقال خاص: من وحي الاستعراض العسكري الصيني الكبير (3)

    تعهد بحفظ السلام عبر القوة المقتدرة
    2015:09:08.14:33    حجم الخط:    اطبع

    نظرة الغرب وضرورة تغييرها

    قبيل هذا الاستعراض الكبير، وجّهت الصين الدعوة لكل الأصدقاء لحضوره، لتأكيد نهج علاقات الوحدة التي تجلت قبل 70 عاما خلال محاربة الفاشية والانتصار عليها في الحرب العالمية الثانية. ولقيت دعوة الصين قبولا وترحيبا من الكثير من دول العالم. وفي الثالث من سبتمبر، يوم النصر العالمي على الفاشية، ازدانت ساحة تيان آن مَن بأروع مظاهر البهجة والقوة في آن واحد، وحضر العديد من رؤساء الدول أو ممثلين خاصين عنهم، وزعماء أحزاب ودبلوماسيين ومحاربين قدامى من الصين وخارجها، ونحو 45 ألف شخص كمتفرجين، ليستذكروا التاريخ ويعززوا أهمية السلام. ولكن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذي كانت بلاده حليفا للصين في حربها ضد الغزو والعدوان والفاشية، غاب عن الحضور، ولم يرسل مبعوثا خاصا عنه، واكتفت بلاده بتكليف السفير الأمريكي لدى الصين لحضور الاستعراض. الإدارة الأمريكية لم تكتف بعدم الحضور، بل عملت سرّا وجهرا على حثّ حلفائها الغربيين للحذو حذوها، تماشيا مع مصالح جيوسياسية، وإرضاءً لهذا الطرف أو ذاك.

    تلك النظرة الغربية الضيقة التي تتجاهل الآخرين وتقلل من شأن إسهاماتهم، مازالت قائمة للأسف الشديد، وهناك ضرورة ملحة لتغييرها والتخلي عنها من أجل تحقيق علاقات عادلة ذات مصالح مشتركة تخدم شعوب العالم. الصينيون مدوا أيديهم بدعوات الصداقة للجميع، وهكذا يكونون قد تصرّفوا صحيحا. أما غياب الرئيس الأمريكي عن حضور العرض، فلا يقلل من قيمة العرض، والصينيون لا يعتبرونه علامة كبيرة تهدد العلاقات بين قوتين عالميتين كبيرتين. حضور الرئيس أوباما كان يمكن أن يكون فرصة لتأكيد مكانة بلاده في الشراكة العالمية، ويبرز بصورة أكبر وأوضح علاقة شراكة تعاونية مع الصين. عالمنا اليوم يؤكد أن النظر للأمور بزاوية واسعة، وانفتاح آفاق التفكير، أفضل كثيرا من حصر الأمور بزاوية ضيقة. وعلى هذا الأساس، ترى الصين أن حضور السفير يكفي، والعلاقات ستسير قدما والمصالح المشتركة أكبر وأوسع من الزوايا الضيقة، خاصة أن الرئيس الصيني شي جين بينغ سيزور الولايات المتحدة قريبا جدا، والبلدان يستعدان لضمان أن تتكلل الزيارة بالنجاح. وعلى نفس الأساس، ورغم عناد وصلف اليمين الياباني وتطرفه، ولكن العلاقات بين الشعبين الصيني والياباني ستبقى تاريخية ودية قوية، وسيستمر السعي نحو المصالح المشتركة.

    الاستعراض العسكري الكبير، وما يجري في الصين حاليا، والوقائع والأحداث تثبت أن الصين في طريقها نحو مكانة أبرز على الساحة الدولية، وهذه الحقائق ستستفيد منها الصين وكل القوى المحبة للسلام بالعالم.

    اهتمام عالمي كبير

    منذ أن أعلنت الصين عن عزمها على إقامة الاستعراض العسكري الكبير لإحياء ذكرى الانتصار على العدوان والفاشية، وعزمها على تأكيد مسار التنمية السلمية، استقبل الكثير من دول العالم والقوى والمنظمات الشعبية، ذلك الإعلان بالترحيب والتفهم، وبادر المتحدثون باسم الدول والحكومات، ووسائل الإعلام بمختلف أنواعها لإبراز هذا الإعلان، وتحليله من كافة جوانبه. الغالبية العظمى من وسائل الإعلام ركزت على الجوانب الإيجابية لهذه الخطوة الصينية، والعديد منها كتب معترفا بمساهمات الصين خلال الحرب العالمية الثانية ودحر الفاشية. ولكن بعضها، خاصة الغربي، ظل على حاله من تلك النظرة البالية لفترة الحرب الباردة، وأخذ يحلل هذه الخطوة من جوانب غامضة بعيدة عن الواقع، مثل التهديد واستعراض القوة واستهداف طرف مُعيّن، وغيرها من التحليلات البعيدة عن واقع وهدف الخطوة الصينية. اللافت للنظر أن كافة وسائل الإعلام قد أجمعت على القوة المتنامية للصين بكافة المجالات، وخاصة المجال العسكري الحديث. لقد تناولت وسائل الإعلام ووكالات الأنباء بالعالم هذا الحدث وأسهبت في الحديث عنه على صدر صفحاتها الأولى، ونشرت أبرز الصحف الغربية المعروفة عالميا، ومنها على سبيل المثال لا الحصر الوول ستريت جورنال والغارديان والواشنطن بوست ونيويورك تايمز وهيئة الإذاعة البريطانية(بي بي سي)، صورا ومقاطع فيديو وتقارير وتحليلات حوله، وركزت جميعها في يوم الاستعراض، على الخطاب الذي ألقاه الرئيس الصيني شي جين بينغ، وأعلن فيه العزم على تخفيض عدد القوات الصينية بواقع 300 ألف عنصر، مشيرة إلى أن هذا الإعلان يؤكد في ظاهره التوجه السلمي للصين، ولكنها غمزت أيضا باتجاه التحذير من القوة المتنامية للصين في كافة المجالات وخاصة التحديث العسكري العصري.

    حقيقة للتاريخ

    الملاحظ في تاريخ الأمة الصينية أنه خال من العدوان، بل أن هذه الأمة قد وقعت فريسة للاستعمار والنهب والسلب والاعتداء، ولكن روح الاستقلالية كانت المنجاة لها في كل حين. الاستقلالية عامل مهم جدا، بل الأهم في مسيرة أية أمة. والاستقلالية ضرورة قصوى لتحقيق التوازن بكافة عناصره، ومنها عنصر القوة المتطورة التي رأيناها في الاستعراض العسكري الكبير للقوات المسلحة الصينية. ولكن ينبغي النظر هنا، ونحن مجبرون على المقارنة بين قوة ناهضة للصين وقوة أخرى مسيطرة للولايات المتحدة، ونرى بوضوح أن عقيدة القوات المسلحة الصينية عقيدة دفاعية أساسا، ثم للبناء والإعمار، والإغاثة والإنقاذ محليا وخارجيا، وعمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام، وحماية الممرات الملاحية الدولية، في حين أن القوة الأخرى الأمريكية غالبا ما تتواجد في نزاعات تثيرها الإدارة الأمريكية إما للاستعمار أو السلب والنهب أو التدخل بالشئون الداخلية للغير والإطاحة بأنظمة هنا وهناك.

    لا يوجد أحد له ذرة من ضمير، يعارض سعي الشعوب لتغيير مصيرها نحو الأحسن ونيل حقوقها وكرامتها، ولكن ليس من خلال التدخل بالقوة. فما فائدة فوضى يخلقها غزو أجنبي يطيح بحكومات دول ويترك شعوبها فريسة للفوضى والتناحر الذي لا يحقق شيئا من الحقوق، بل يخلف دمارا هائلا، والعراق وسوريا وليبيا واليمن مثال واضح على العواقب الكارثية للتدخل الخارجي. ونكرر ونقول إن السلام لن يأتي أو يتحقق إلا بقوة حامية له، والضعف والتخلف لن يحققا سلاما، والقوة لا تعني الهيمنة، ولا تعطي الحق بالتدخل في شئون الآخرين. إنها الأساس لتتحد مع الحق لحماية الناس وأمنهم وسلامتهم وكرامتهم، وتؤسس لمجتمع دولي أكثر عدالة وإنصافا ومشاطرة تحقق النفع المشترك.

    جدير بالذكر هنا أن نستشهد بما قاله الرئيس الصيني مختتما خطابه قبيل بدء الاستعراض حيث قال: "علينا أن نتذكر دائما تلك الحقيقة التاريخية العظيمة وهي أن العدل سينتصر، والسلام سيسود، والشعوب هي الباقية." 


    【1】【2】【3】

    تابعنا على