23°C~9°C

صور ساخنة

الأخبار الساخنة  |  التصويت

ما هو السبب الرئيسي في رأيك وراء الضباب الدخاني الكثيف في الصين مؤخرا؟

  • كثرة انبعاث السيارات
  • نوعية الوقود الرديئة
  • رداءة الطقس
  • احراق الفحم للتدفئة في الشتاء
  • المصانع الكثيرة في الصين
  • سبب آخر
    1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻
    2. الحياة في الصين: أسئلة وإجابة

    تحليل إخباري: احتدام المواجهات مع إسرائيل لا ينبئ بالضرورة بانتفاضة فلسطينية جديدة

    2015:10:08.15:49    حجم الخط:    اطبع

    رام الله 6 أكتوبر 2015 / تتصاعد حدة التوتر والمواجهات الميدانية بين الفلسطينيين وإسرائيل منذ فترة، غير أن مراقبين فلسطينيين يستبعدون بشدة وفق المعطيات الراهنة أن تصل إلى حد اندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة.

    وبدأت موجة التوتر والمواجهات منتصف الشهر الماضي مع احتجاج الفلسطينيين الشديد على دخول جماعات يهودية إلى داخل باحات المسجد الأقصى في الجزء الشرقي من مدينة القدس بشكل شبه يومي تزامنا مع الأعياد اليهودية.

    وتصاعدت الأحداث الميدانية إثر عملية إطلاق نار قتل فيها مستوطن إسرائيلي وزوجته في نابلس شمال الضفة الغربية الخميس الماضي تلاها قتل إسرائيليين بإطلاق نار وطعن في شرق القدس.

    في المقابل قتل الجيش الإسرائيلي أربعة فلسطينيين اثنان منهم قال إنه قتلهما خلال تنفيذ عمليتي طعن في القدس، والآخران في سلسلة مواجهات متواصلة في مختلف مدن الضفة الغربية خلفت كذلك إصابة أكثر من 500 آخرين فلسطيني.

    "انتفاضة تتسم بالفردية"

    أعادت المواجهات الحاصلة مشاهد انتفاضتين سابقتين للفلسطينيين اندلعتا عامي 1987 و2000 واستمرتا عدة سنوات خصوصا الصدام مع الجيش الإسرائيلي على الحواجز العسكرية وفي مناطق سكنية مكتظة.

    لكن الصحفي والكاتب الفلسطيني محمد دراغمة يعتبر أن المشهد حاليا في موجة التوتر الحاصلة مختلف عن الانتفاضتين السابقتين، ويمكن تلخيصه في "انتفاضة تتسم بالهجمات الفردية العنيفة".

    ويقول دراغمة لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن ما يجري في المدن والمخيمات الفلسطينية "انتفاضة ردة الفعل بحيث يكون عنفها بحجم عنف الفعل الإسرائيلي خصوصا انتهاك المسجد الأقصى وهجمات المستوطنين".

    ويوضح أن الانتفاضة الشعبية "تتسم بالتنظيم والعمق الشعبي، وهو أمر غير متوفر في الانتفاضة الفردية الحالية التي لا قيادة موحدة لها، ولا قيادة تنظمها وتوجهها عبر بيانات تحدد فعاليتها".

    "فقدان الأمل"

    ويرى دراغمة، أن الفلسطينيين لن يقدموا على انتفاضة شعبية منظمة وعميقة كسابقاتها في هذه المرحلة، بسبب فقدانهم الأمل بنجاح هكذا تجربة في إنهاء الاحتلال وخشيتهم من الانجرار لعودة الفوضى والانفلات.

    كما يبرز دراغمة عدم وجود جهات فلسطينية منظمة لقيادة انتفاضة شاملة "إما لأن القوى الراغبة مثل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مستنزفة، أو لأن القوى القادرة مثل حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) غير راغبة".

    وسبق أن حذر مسؤولون فلسطينيون مرارا من احتمالات اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة لتأثير فشل عملية السلام سلبا على الواقع الأمني خصوصا في ظل "اليأس" الفلسطيني من مسيرة المفاوضات وسوء الأوضاع المعيشية.

    وللفلسطينيين تجربتين مع الانتفاضة كانت الأولى في العام 1987 قبل قيام السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة عام 1994 واتسمت بطابع شعبي بحت يعتمد على رشق الحجارة، فيما كانت الانتفاضة الثانية في العام 2000 في ظل حكم السلطة وتم اللجوء فيها إلى السلاح والمتفجرات داخل مدن إسرائيل.

    وفشلت الانتفاضتان في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية والقدس الشرقية الذي بدأ عام 1967 وتمكين الفلسطينيين من إقامة دولة مستقلة لهم.

    وقتل أكثر من 5 آلاف فلسطيني بين عامي 2000 و2007، فيما قتل أكثر من 500 إسرائيلي خلال ذات الفترة في نحو 140 هجوم فلسطيني.

    "حراك شبابي عفوي"

    يتفق رئيس الجمعية الفلسطينية الأكاديمية للشؤون الدولية في القدس مهدي عبد الهادي مع دراغمة، بأن ما يجري في الضفة الغربية والقدس لا يتسم بطابع الانتفاضة الشاملة ويعتبره "حراكا شبابيا فرديا".

    ويقول عبد الهادي ل((شينخوا))، إن 60 في المائة من المجتمع المدني الفلسطيني "تمثله شريحة الشباب وهي شريحة لا تنتمي لفصائل وغير متدينة وغير معقدة وشعارها لا أثق بأحد ولا ولاء لأحد".

    ويشير عبد الهادي، إلى أن الشباب الفلسطيني "يظهر اعتراضا شديدا على سوء أوضاعه وتصاعد انتهاكات إسرائيل لأرضه ومقدساته لذلك تحرك تلقائيا دون مرجعية أو قيادة أو تمويل أو غطاء للاحتجاج على الاحتلال".

    ويرى أن التحرك الشبابي الحاصل "انعكس على حراك شعبي أوسع في قرى ومدن الضفة الغربية، لكن هذا الحراك لا يمثل انتفاضة شاملة التي تتطلب قيادة موحدة وبرنامج ومرجعية وهو أمر غير متوفر حاليا لدى الفلسطينيين".

    "ضعف فلسطيني"

    يعاني الفلسطينيون من ضعف حاد في موقفهم خصوصا مع استمرار الانقسام الداخلي بين الضفة الغربية وقطاع غزة إثر سيطرة حركة حماس بالقوة على القطاع منتصف عام 2007 بعد جولات من القتال مع القوات الموالية للسلطة الفلسطينية.

    وظل قطاع غزة حتى الآن بمنأى عن التصعيد الحاصل مع إسرائيل وهو يظهر مستنزفا بعد نحو عام من هجوم عسكري إسرائيلي استمر 50 يوما وخلف أكثر من 2200 قتيل ودمارا هائلا في المنازل السكنية والبني التحتية.

    وأعلن مسؤولون في حماس دعمهم لتفجير انتفاضة فلسطينية ضد إسرائيل، لكنهم لم يظهروا أي إشارات لاحتمال التصعيد من قطاع غزة واعتبروا أن الدور الشعبي مطلوب في الضفة الغربية والقدس.

    أما في الضفة الغربية فيشتكى سكانها من هجمات دورية لأكثر من 650 ألف مستوطن إسرائيلي يعيشون داخل مستوطنات مقامة فيها وانتشار هائل للحواجز العسكرية للجيش الإسرائيلي، إضافة لتدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية.

    وعن ذلك يقول عبد الهادي، إن الفلسطينيين في الضفة والقدس يجدون أنفسهم في نفق مظلم لنظام "أبارتهايد تفرضه إسرائيل بعنصرية" ضدهم وقد يمتد بهم لسنوات طويلة ما يجعلهم في وضع مأزوم للغاية.

    ويضيف أن الأسوأ لدى سكان الضفة والقدس هو أن تجمعاتهم "باتت تدافع كل منها بشكل فردي عن بقائها وصد هجمات المستوطنين والجيش الإسرائيلي ضدها وليس عن وطن أو قضية".

    "لا قرار سياسي بالتصعيد"

    سارعت القيادة الفلسطينية إلى تحميل إسرائيل مسؤولية موجة التوتر الحاصلة، وأعلن مسؤولون فيها أن عمليات شبان فلسطينيين ضد أهداف إسرائيلية "فردية وليست منظمة ولا تتم بقرار سياسي".

    وجاء هذا الموقف رغم إعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأربعاء الماضي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عدم إمكانية استمرار الالتزام الفلسطيني بالاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل.

    وبرر عباس تهديده، باستمرار "خرق" إسرائيل للاتفاقيات وتعثر عملية السلام التي توقفت آخر مفاوضاتها بين الجانبين نهاية مارس 2014 بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية دون أي تقدم لإنهاء الصراع.

    في هذه الأثناء أكد مصدر عسكري إسرائيلي وصفته الإذاعة الإسرائيلية العامة بالمسؤول، استمرار التنسيق الأمني مع أجهزة الأمن الفلسطينية بالرغم من التصاعد الحاصل في الأوضاع.

    ويقول الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري ل((شينخوا))، إن القيادة الفلسطينية لا تؤيد اندلاع انتفاضة شاملة خشية خروجها عن السيطرة ونجاح إسرائيل في دفعها نحو مربع تتمكن فيه من استخدام تفوقها العسكري.

    وينبه المصري، إلى تأكيد عباس أمام الأمم المتحدة اعتماده فقط على الوسائل القانونية والسلمية وعدم تضمن خطابه أي مواعيد زمنية للتحلل من الاتفاقيات مع إسرائيل أو خيارات للتصعيد معها.

    كما يرى أن إسرائيل لا تريد حتى الآن أن تدفع الأمور مع الفلسطينيين إلى تدهور شامل "بدليل التسهيلات التي تقدمها لتسهيل حياتهم في كل فترة ومستوى العنف الذي تستخدمه لقمع احتجاجاتهم".

    ويضيف المصري سببا آخر لاستبعاد اندلاع انتفاضة شاملة هو "فقدان الجمهور الفلسطيني أمله بإمكانية إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة على الأرض بعد أن تكثف الاستيطان واستمر الانقسام الفلسطيني وتراجع الموقف العربي".

    غير أن المصري يعتبر أن غياب الخيارات الفلسطينية قد يؤدي لانزلاق الوضع للفوضى من دون قرار "كتعبير عن استمرار الفراغ السياسي الحاصل وتراجع الملف الفلسطيني إقليميا ودوليا دون أفق لإيجاد حلول له".

    /مصدر: شينخوا/
    تابعنا على