23°C~9°C

صور ساخنة

التصويت  |  الأخبار الساخنة

ما هو السبب الرئيسي في رأيك وراء الضباب الدخاني الكثيف في الصين مؤخرا؟

  • كثرة انبعاث السيارات
  • نوعية الوقود الرديئة
  • رداءة الطقس
  • احراق الفحم للتدفئة في الشتاء
  • المصانع الكثيرة في الصين
  • سبب آخر
    1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻
    2. الحياة في الصين: أسئلة وإجابة

    تحقيق إخباري:مسنة فلسطينية تحلم بحرية أبنائها الأربعة الأسرى لدى إسرائيل

    2015:04:18.10:21    حجم الخط:    اطبع

    رام الله 17 أبريل 2015 / تنتظر المسنة الفلسطينية أم ناصر أبو حميد يوم الاثنين من كل أسبوع بفارغ الصبر لتكحل عيناها برؤية فلذات كبدها الأربعة في أحد السجون الإسرائيلية.

    ورغم صعوبة حركتها نتيجة كبر السن إلا أنها تهم فجر كل اثنين بعد حصولها على تصريح خاص متحاملة على أوجاعها للقاء أبنائها في سجن (عسقلان) الإسرائيلي، وإن كانت مدة اللقاء لا تتجاوز ال45 دقيقة.

    وخلال الزيارة يجلس أبناء أم ناصر الأربعة أمامها تفصلهم عنها قضبان حديدية لا تمنع عينيها عن تأملهم واحد تلو الآخر وفؤادها ينفطر شوقا لاحتضانهم وضمهم بيديها اللتان أيبستهم سنوات الحرمان واللهفة.

    وتقول أم ناصر (67 عاما) لوكالة أنباء ((شينخوا)) بينما كانت تجلس في صدر صالة منزلها الصغير في مخيم (الأمعري) للاجئين الفلسطينيين في رام الله بالضفة الغربية محاطة بصور أبنائها الأسرى وهداياهم التذكارية من داخل السجن "قضيت عمري بزيارتهم لكن ذلك لم تخفف يوما وجع الفراق".

    ويقضي أبناء هذه المسنة (ناصر، ونصر، وشريف، ومحمد) أحكاما بين أربعة إلى سبعة مؤبدات في السجون الإسرائيلية منذ 12 عاما بعد اعتقالهم بتهمة الانتماء لكتاب (الأقصى) المنبثقة عن حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح).

    وتشير أم ناصر، إلى أنه منذ اعتقال أبنائها "أشعر أنهم حولي ومعي لا تفارقني وجوههم وكأني أعيش على أمل حريتهم وضمهم".

    ولأم ناصر قصة طويلة تغلبها مرارة الحرمان والألم إذ قتل أحد أبنائها العشرة ويدعى عبد المنعم برصاص الجيش الإسرائيلي في العام 1994 تلاه بشهور هدم منزلها.

    وبلغت ذروة معاناة المسنة عند العام 2002 عندما اعتقل الجيش الإسرائيلي سبعة من أبنائها خلال تنفيذه عملية (السور الواقي) العسكرية في مدن الضفة الغربية.

    وبعد اعتقالهم منعت أم ناصر من زيارة أبنائها لمدة خمسة أعوام متواصلة، وعندما سمح لها بالزيارة بعد ذلك كانت تقابل أبناءها السبعة داخل السجن "فكنت أشعر بالاختناق وأنا أتأملهم متجاورين ويداي تعجزان حتى عن لمسهم".

    وبينما أفرجت السلطات الإسرائيلية حتى العام 2012 عن ثلاثة من أبناء أم ناصر تباعا بعد انتهاء الأحكام الصادرة بحقهم، فإن حلمها بأن تجتمع بهم جميعا لا زال بعيد المنال بالنظر إلى استمرار اعتقال أربعة يقضون أحكام بالمؤبدات.

    تقول أم ناصر بنبرات متقطعة حزينة "قبل أربعة أشهر توفي زوجي بعد أن انتظر 12 عاما متحملا مرضه على أمل أن يشهد كل أبنائنا أحرارا، لكن ذلك لم يتحقق ليترك لي الخوف والقلق من نفس المصير".

    وتضيف "أغفو كل ليلة على الأمل والألم معا فأصحو على صورهم (...) لا أملك سوى المزيد من الانتظار".

    وثلاثة من أبناء أم ناصر الأسرى منهم أكبرهم لم يسبق لهم الزواج وتحلم والدتهم أن تزفهم بعد أن ينالوا حريتهم.

    كما أنها تحلم أن ترى أبنها نصر يحتضن أخيرا طفليه اللذان تركهما عند اعتقاله أحدهما طفلا رضيعا لم يتجاوز الخمسة أشهر من عمره، والآخر جنين في بطن أمه وكلاهما اليوم تجاوز العشرة أعوام.

    وفي خضم تمسكها بأحلام حرية أبنائها تشتكى أم ناصر مما تصفه تقصير رسمي وشعبي فلسطيني إزاء قضية الأسرى لدى إسرائيل، وتعتبر أن المطلوب تفعيلها بكل السبل الممكنة كأولوية حتى الإفراج عنهم جميعا.

    ويحيي الفلسطينيون في 17 من كل أبريل يوم الأسير في السجون الإسرائيلية بموجب قرار أصدره المجلس الوطني الفلسطيني باعتباره السلطة العليا لمنظمة التحرير الفلسطينية في العام 1974.

    ووفق إحصائيات فلسطينية رسمية تعتقل إسرائيل حاليا 6 آلاف و500 فلسطيني موزعين على 22 سجن ومركز توقيف، بينهم 478 صدر بحقهم أحكاما بالسجن المؤبد لمرة واحدة أو لمرات عديدة.

    وتظهر الإحصائيات، أن من بين الأسرى 21 امرأة بينهن قاصرتان، و205 طفل دون سن الثامنة عشر، و480 معتقل إداري، إضافة إلى 13 نائبا في المجلس التشريعي الفلسطيني ووزيرين سابقين.

    ويصف رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين في منظمة التحرير الفلسطينية عيسى قراقع ل((شينخوا))، أوضاع الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية ب"الصعبة والقاسية للغاية".

    ويتهم قراقع مصلحة السجون الإسرائيلية، بأنها "تشن منذ عدة أعوام شبه حرب على الأسرى متمثلة بتصعيد الممارسات القمعية بحقهم في سياسة متعمدة بغرض الانتقام منهم والتضييق المستمر عليهم".

    ويشير إلى "تصاعد عمليات اقتحام إدارة السجون الإسرائيلية لأقسام وغرف الأسرى وتفتيشهم بشكل مهين، وممارسة التعذيب الجسدي والنفسي بحقهم، عدا عن إهمالهم طبيا، وعزل نحو 30 منهم عن العالم الخارجي".

    وترصد إحصائيات فلسطينية وفاة أكثر من 200 أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية منذ العام 1967 منهم أربعة توفوا خلال العامين الماضيين.

    ويقول الفلسطينيون، إن ألف و500 أسير يعانون أمراضا مختلفة داخل السجون الإسرائيلية، منهم قرابة 80 أسيرا في حالة صحية خطيرة جدا.

    وكان تسبب رفض إسرائيل الإفراج عن 30 أسيرا فلسطينيا معتقلون منذ ما قبل اتفاق (أوسلو) للسلام المرحلي الموقع عام 1993 بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل في توقف آخر مفاوضات فلسطينية-إسرائيلية نهاية مارس 2013

    وانطلقت المفاوضات بموجب اتفاق رعته الإدارة الأمريكية نص على إفراج إسرائيل عن 104 فلسطينيين اعتقلوا قبل اتفاق (أوسلو) مقابل تجميد التوجه الفلسطيني لطلب عضوية المنظمات والمعاهدات الدولية خلال فترة تسعة أشهر هي فترة المحادثات بين الجانبين.

    ورغم التزام إسرائيل بالإفراج عن ثلاث دفعات من المعتقلين القدامى، إلا أنها لم تلتزم بالإفراج عن الدفعة الرابعة والأخيرة التي تضم من يحملون الجنسية الإسرائيلية وهو ما اعتبره الفلسطينيون إفشالا للمفاوضات التي لم تفض لأي اتفاق.

    ويأتي إحياء الفلسطينيين يوم الأسير لهذا العام بعد إعلان انضمامهم رسميا إلى عضوية المحكمة الجنائية الدولية مطلع هذا الشهر وهو ما يؤمل استثماره مستقبلا في دعم قضية الأسرى.

    وفي هذا الصدد، يقول قراقع "يجب تحويل شكاوى وقضايا تتعلق بجرائم ارتكبت بحق الأسرى داخل السجون من خلال القتل المباشر أو القتل بالتعذيب إلى المحكمة الجنائية الدولية لمقاضاة إسرائيل بتهم ارتكاب جرائم حرب بحق الأسرى".

    ويضيف "لدينا قرائن ودلائل بمخالفة السلطات الإسرائيلية للاتفاقيات والمبادئ الدولية بشأن معاملة الأسرى بما يمثل مخالفات جسيمة، ومن حقنا ويجب أن نرفع هذه القضايا للمحكمة الجنائية لمحاسبة إسرائيل وإلزامها بمبادئ الاتفاقيات الدولية".

    /مصدر: شينخوا/
    تابعنا على