بكين 18 يناير 2016 / بفرض عقوبات جديدة على ايران اظهرت الولايات المتحدة ان عداءها العميق المتأصل تجاه الدولة التى تقع فى منطقة الشرق الاوسط لا يزال قائما رغم تنفيذ اتفاقية تاريخية بشأن برنامجها النووي.
كانت الولايات المتحدة اعلنت امس الاحد عن عقوبات جديدة ضد ايران نتيجة لاطلاق صاروخ بالبيستى فى اكتوبر الماضي، بعد يوم واحد من رفع العقوبات الدولية المتصلة بالبرنامج النووى الايرانى. وفى اليوم (الاثنين)، أدانت ايران العقوبات الامريكية الجديدة ضد برنامجها الخاص بالصواريخ الباليستية ووصفتها بأنها "غير مشروعة".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية حسين جابر انصاري وفقا لما ذكرته وكالة انباء الطلبة الايرانية "ان برنامج الصواريخ الايرانى ليس مصمما لحمل اسلحة نووية."
واضاف "ان العقوبات الامريكية ضد برنامج ايران الصاروخى ليس لها شرعية قانونية او اخلاقية."
تبادل السجناء تبعه عقوبات جديدة
وقالت تقارير ان العقوبات الجديدة تم تأجيلها فعليا لمدة اكثر من اسبوعين من قبل الجانب الامريكى بسبب مخاوفها من اجراءات تقييدية جديدة قد تخرج مفاوضاتها مع ايران بشأن تبادل السجناء عن مسارها.
الا ان الجانب الامريكى لا يرغب فى ان تؤثر العقوبات الجديدة بشكل سلبي على المحادثات النووية, صرح بذلك تشو يين، نائب استاذ للشؤون الدولية فى جامعة العلاقات الدولية التى تتخذ من بكين مقرا لها.
وقال البيان الذى صدر عن وزارة الخزانة الامريكية ان ستة مواطنين ايرانيين و11 شركة تم وضعهم فى القائمة السوداء من قبل السلطات الامريكية بسبب تورطهم فى برنامج الصواريخ.
واضاف البيان "ان هذا الاجراء يتسق مع التزام الحكومة الامريكية بمواصلة استهداف اولئك الذين يساعدون جهود ايران لتقديم مواد لبرنامجها الخاص بالصواريخ الباليستية."
وقد اكد ادم زوبين، وكيل وزارة الخزانة بالانابة لشؤون الارهاب والجرائم المالية، ان الولايات المتحدة ستضغط من اجل فرض عقوبات جديدة ضد الانشطة الايرانية خارج الاتفاق النووي.
وبالاضافة الى تلك المتعلقة ببرنامج الصواريخ الباليستية، فإن الانشطة المتصلة بدعم ايران للارهاب والزعزعة الاقليمية وانتهاكات حقوق الانسان تكون ايضا من أهداف العقوبات الامريكية.
يذكر انه فى خطاب له بالبيت الابيض حول ايران امس الاحد، تعهد الرئيس الامريكى باراك اوباما باتخاذ اجراء ثابت حول سلوك الزعزعة الذى تتخذه ايران حيث تظل هناك خلافات عميقة بين البلدين.
توازن سياسة الشرق الاوسط
كمثال للخلافات بين الولايات المتحدة وايران، فإن العقوبات المعلنة حديثا تعد بوضوح جزءا من جهود واشنطن لاعادة توازن سياستها فى الشرق الاوسط لأن تنشيط العلاقات مع ايران يعد اضافة لتعقيدات الموقف الاقليمي.
وقال اوباما فى الخطاب الوطني الذي بثه التليفزيون يوم الاحد "لن نتردد فى الدفاع عن امننا او الخاص بالحلفاء والشركاء."
وقد ذكر تقرير لخبراء الامم المتحدة فى شهر ديسمبر الماضي ان ايران انتهكت قرار مجلس الامن الدولى بإجراء تجربة لاطلاق الصاروخ عماد القادر على حمل رؤوس نووية، ما يمكن الولايات المتحدة من فرض عقوبات جديدة على الجمهورية الاسلامية.
وقال لو جين، الباحث فى الاكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، انه من اجل الحد من قدرات الضرب طويل المدى لدى ايران فإن الولايات المتحدة تسعى الى حماية الحلفاء فى الشرق الاوسط.
وقال تشو ان واشنطن فرضت حالة تأهب قصوى فيما يتعلق بتطوير طهران لاسلحة ذات دقة عالية.
واضاف "ان العقوبات الجديدة تختلف عن العقوبات القديمة وتركز على الصواريخ الايرانية تحت اطار شامل يهدف الى الحد من طموحاتها النووية."