الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> تبادلات دولية
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

جولة الرئيس الصينى شى جين بينغ فى الشرق الأوسط: ضخ طاقة إيجابية للسلام والتنمية فى المنطقة

2016:01:22.10:22    حجم الخط    اطبع
جولة الرئيس الصينى شى جين بينغ فى الشرق الأوسط: ضخ طاقة إيجابية للسلام والتنمية فى المنطقة

- تعليق دولى من صحيفة الشعب اليومية الصينية:

لا يمكن أن نعرف أهمية منطقة الشرق الأوسط بوضوح إلا إذا وضعناها فى الإطار الدولى العام.

فهنا يوجد تقاطع قنوات الملاحة العالمية، وهنا يوجد صمام تزويد العالم بالطاقة، وهنا أيضا توجد إحدى أوائل المناطق التى أشرقت عليها شمس الحضارة البشرية.

كان تاريخ الشرق الأوسط دائما تاريخ حرب وسلام. وفى نهاية 2010، مثل إضرام شاب تونسى النار فى نفسه فتيلا أشعل الاضطرابات فى كامل المنطقة، هالى الآن مازالت تبعات ذلك خطيرة على النظام الدولى والصراع الدموى فى المنطقة. وعلى مدى السنوات الأخيرة، عاشت دول الشرق الأوسط تحديات قاسية فى مسيرة البحث عن السلام والاستقرار والتنمية.

سيبدأ الرئيس شى جين بينغ، فى 19 يناير الجاري، جولة شرق أوسطية، تشمل ا لسعودية ومصر وإيران. ويأمل المجتمع الدولى أن يتعرف على مخططات الصين فى توسيع فرص التنمية الثنائية مع الشرق الأوسط وتقديم تصورها حول التنمية والسلام فى المنطقة والإسهام فى الأمن والاستقرار العالميين، من خلال جولة شى فى الشرق الأوسط.

(1) ساهم طريق الحرير فى ربط الصين والشرق الأوسط بشكل وثيق منذ التاريخ القديم إلى الوقت الراهن. ومن تجليات ذلك، اق أطلق الجغرافى العربى المشهور، المقدسي، الذى ولد بالقدس بعد القرن العاشر، على موانى عمان واليمن اسم ممر الصين. وفى حقبة أسرة سونغ الشمالية، تركزت غالبية التجار العرب بمدينة تشوان تشو بفوجيان.

ورغم تقدم التاريخ وتغير الأوضاع، لكن روح السلام والتعاون والانفتاح والتسامح والتعلم المتبادل والمنفعة المتبادلة والربح المشترك التى نشأت فى طريق الحرير، مازالت تلعب دورا كبيرا داخل مسيرة الصداقة والتعاون بين الصين والشرق الأوسط.

تعهدت الصين منذ مؤتمر باندونغ قبل 60 سنة للدول العربية التى لم تكن قد أسست معها علاقات دبلوماسية بعد، بدعم الصراع العادل للشعب الفلسطيني. وفى مايو 1956، بادرت مصر كأول دولة شرق أوسطية لتأسيس علاقات دبلوماسية مع الصين. وفى أكتوبر 1971 صوتت 13 دولة عربية وإفريقية صديقة من أجل دعم استعادة الصين لمقعدها فى الأمم المتحدة.

وفى سبتمبر 1972 صوتت الصين فى مجلس الأمن ضد مشروع القرار الغربى الذى استهدف فلسطين والدول العربية.

تعمل الصين ودول الشرق الأوسط اليوم، على دفع بناء الحزام والطريق بشكل مشترك، وكتابة فصل جديد في قصة طريق الحرير. وتحتضن الجامعات السعودية عددا كبيرا من الطلبة الصينيين، والنسخة البحرينية من مدينة إيوو للسلع الصغيرة افتتحت أعما لها، وولى عهد إمارة أبوظبى جاء إلى الصين بحثا عن الفرص التجارية. مع النمو السريع للتعاون الاقتصادى والتجارى والبشري، تشهد الثقة السياسية المتبادلة والتعاون الاستراتيجى بين الصين ودول الشرق الأوسط زيادة مستمرة أيضا.

(ب) واضحة هى خصائص السياسة الصينية تجاه دول الشرق الأوسط. لا حاجة لتنفيذ نفس السياسات فى دول مختلفة، فكل سياسة جيدة اذا كانت تفيد الشعب. إذ تدعم الصين بصدق وإخلاص دول وشعوب منطقة الشرق الأوسط فى استكشاف طريق التنمية المناسب لأوضاع كل بلد، كما ترغب فى أن تشارك خبراتها فى إدارة الدولة مع هذه الدول.

الأرض الجدباء لا تنمو فيها شجرة السلام، وثمار التنمية لا يمكن قطفها تحت وابل الرصاص. فجذور اضطرابات الشرق الأوسط الطويلة تعود إلى التنمية، والحل يكمن فى التنمية أيضا. الصين من جهتها ترغب فى أن تزاوج بين إستراتيجيتها فى التنمية والاستراتيجيات التنموية فى دول الشرق الأوسط، لتحقيق المنفعة المتبادلة والربح المشترك.

السلام مثل الهواء والضوء، ننتفع ب لكننا لا نراه، وإذا افتقدناه يصبح من الصعب علينا البقاء. لذا، تتمسك الصين بالانطلاق من المصالح الجوهرية وطويلة المدى بالنسبة للشعوب، وتطرح الحوار السياسى بديلا، لتجنب الحروب والوقاية من الاضطرابات، فى عملية دفعها لمعالجة القضايا الشائكة التى يواجهها الشرق الأوسط.

تشكل الألوان المختلفة لوحة جميلة، كما أن مزج الألحان ينتج موسيقى متناغمة. لذا، تتمسك الصين بروح منفتحة ومتقبلة للآخر فى التعامل مع دول الشرق الأوسط، مما يمثل نموذجا لتعايش وتناغم مختلف الدول على اختلاف أنظمتها الإجتماعية وأديانها وثقافاتها.

لكن هناك من يحاول إلصاق صفة الشر بجزء من دول الشرق الأوسط، ويصل الأمر أحيانا إلى ممارسة تشويه خطير للحضارة الإسلامية. والصين من جانبها، تعارض بشدة ربط الإرهاب بأمة ما أو دين معين، وتعارض استعمال المعايير المزدوجة وفقا للتحيز السياسى والمصالح الذاتية أثناء مقاومة الإرهاب.

(ت) عملت مختلف حكومات دول الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة، على مزاوجة استراتيجياتها التنموية مع استراتيجية التنمية الصينية، وفى الوقت الذى ترغب فيه شعوب مختلف دول الشرق الأوسط مشاركة ثمار التنمية الصينية، تصدر عن وسائل الإعلام والأوساط السياسية الغربية، من حين إلى آخر، اتهامات للصين بـاستغلال السياسات الغربية فى المنطقة دون مقابل، أو مكنة جنى الأموال أو نهب الثروات وغيرها من النظريات.

لكن كما يقول المثل العربي أحسن القول ما صدقه العمل، وهذا ما يمكن أن يلخص حقيقة العلاقات الصينية مع دول الشرق الأوسط.

إن الحزام والطريق هو طريق المصالح المتبادلة والربح المشترك. حيث يتيح للصين ودول الشرق الأوسط، فرصة دفع إنشاء البنية التحتية، وتحقيق نقاط نمو جديدة فى الاقتصاد والتوظيف، وتعزيز الحيوية الداخلية للتنمية الاقتصادية وقدراتها على مقاومة المخاطر. وقد صرح الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربى فى لقاء صحفى بما يلي: إن توسيع التعاون مع الصين فى إطار مبادرة الحزام والطريق ستعود بالفائدة على الدول العربية، لذا، ترغب جامعة الدول العربية فى تأسيس علاقة شراكة استراتيجية مع الصين.

فى ذات الوقت الذى تعمل فيه الصين على تعزيز التعاون البراغماتى مع دول الشرق الأوسط، تقوم الصين بجهود حثيثة من أجل معالجة القضايا السياسية والأمنية الشائكة فى المنطقة.

وفى إطار جهودها الرامية إلى حل ا لنزاع الفلسطينى الإسرائيلي، دعت الحكومة الصينية فى صيف 2013 الرئيس الفلسطينى محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو لزيارة الصين، وطرحت مبادرة من 4 نقاط لحل القضية الفلسطينية، وبالنسبة للقضية السورية، تتمسك الصين بموقفها الداعى إلى وقف العنف ودعم المفاوضات، وحل الأزمة من خلال القنوات السياسية؟ وفى نهاية 2013، اتجهت سفن البحرية الصينية التى تشرف على مهام حراسة الملاحة بالمحيط الهندى إلى البحر الأبيض المتوسط، لمشاركة الجيش الروسى وجيوش أخرى فى مساعدة الأمم المتحدة على تدمير الترسانة الكيمائية السورية، أما فيما يخص مفاوضات الملف النووى الإيراني، فقد تمسكت الصين بالحل السياسى للأزمة، ولعبت الصين أدوار وساطة بالغة الأهمية فى كل مرة تتعطل فيها المفاوضات.

(ث) هناك مشهدان لن يمحيا من ذاكرة الدبلوماسية الصينية فى الشرق الأوسط.

أولا، مؤتمر باندونغ، حيث شارك فى الوفد الصينى الإمام الأكبر كمستشار للشئون الدينية، وتولى أستاذ من قومية هوى مهمة الترجمة. الشيء الذى رأى فيه الرئيس المصرى جمال عبدالناصر علامة على احترام الحكومة الصينية لشخصه ولمصر وشعبها والشعوب العربية والدين الإسلامى والثقافة العربية والإسلامية.

أما المشهد الثانى فكان إبان الغزو العراقى للكويت فى أغسطس عام 1990. وفى تلك اللحظة الحرجة، أجرى نائب رئيس مجلس الوزراء الكويتى ووزير الخارجية صباح جابر الصباح زيارة إلى الصين.

وحينها قال وزير الخارجية الصينى بشكل صريح، رغم أن الصين دولة صديقة لكل من العراق والكويت، إلا أن الصين تلتزم الموضوعية والمواقف العادلة فى القضايا، وتعارض بشدة غرو الكويت.

الاحترام يجلب التقارب، والعدالة حاضنة للثقة. يعتبر الاحترام والعدالة اللونين الأساسيين للدبلوماسية الصينية فى الشرق الأوسط، وهما أيضا مفتاح الصين للعب دورها كدولة كبرى فى المنطقة وكسر اللعنة التى تقول بأن الشرق الأوسط مقبرة الدول الكبرى.

ورغم أن عدم الاضرار بالتنمية والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط يعد الحد الأدنى الطبيعى فى المنطقة، إلا أن الدول الغربية لا تتوانى عن كسر هذا الحد مرارا وتكرارا. وتمارس تارة نظرية الفوضى الخلاقة وتارة نظرية صراع الحضارات أو نظرية الإصلاح الديمقراطي المتغطرسة. تتدخل ا لدول الغربية فى شئون الشرق الأوسط تحت رايات متنوعة، وتخلف كوارث خطيرة على شعوب الشرق الأوسط، وفى ذات الوقت، تغرق نفسها فى مستنقع استراتيجى عميق.

وعندما تتعامل الصين مع دول الشرق الأوسط، تضع فى اعتبارها جدلية الممكن وغير الممكن، وتنطلق جميع مواقفها من الأخلاق والعدالة، وتستند سياساتها المفصلة الى الواقع، ما يضمن لها لعب دور إيجابى.

(ج) لن تحقق أى دولة كبرى حلمها اعتمادا على استغلال الاخرين، كما لن تحصل على كاريزما بدون الجهود.

تستفيد التنمية الصينية من المجتمع الدولي، لذلك، على الصين أن تسهم فى التنمية العالمية. إن الدبلوماسية الصينية اليوم أكثر عالمية وأكثر وعيا بالتقدم وأكثر ثراء بروح الريادة. وتستلهم دبلوماسية الدولة الكبرى ذات الخصائص الصينية جذورها من الثقافة التقليدية التى تتطور مع العصر، وتبذل الصين جهودا حقيقية، وتعمل على بناء نمط جديد من العلاقات الدولية تبنى على التعاون والربح المشترك، وتسعى لبناء رابطة المصير المشترك للبشرية، وتدفع بإصلاح النظام العالمي، وتضخ قوة ايجابية فى العلاقات الدولية التى تمر بمرحلة انتقال عميقة.

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×