تعليق: دروس يمكننا تعلمها من هجمات بروكسل الإرهابية

بكين 24 مارس 2016 / كشفت الهجمات الإرهابية التي استهدفت بروكسل يوم الثلاثاء وراح ضحيتها 31 قتيلا على الأقل, النقاب عن حقيقة انه لا ينبغي التقليل من قدرات الإرهابيين كما ينبغي زيادة الحذر من وقوع هجمات إرهابية أخرى فى أنحاء العالم.

أولا, ينبغي زيادة الحذر في ظل الوضع الدولي متزايد التعقيد .

لقد أصبح العالم اكثر تعقيدا. فمن ناحية, تعدل الولايات المتحدة, القوة العظمى الوحيدة في العالم, استراتيجيتها الدولية بعد تضاؤل نفوذها على مناطق الاحداث الساخنة. ومن ناحية اخرى, لم يكتمل تشكيل العالم متعدد الاقطاب وتحارب قوى مختلفة بعضها بعضا وتحتوي بعضها بعضا للوصول لنقطة توازن جديدة.

وفي ظل تلك الظروف, من الصعب للشرق الأوسط الذي مزقته الحروب والذى أصبح مرتعا للإرهاب, ان يتخلص من حالة الفوضى في وقت قصير ومن المحتمل ان يواصل الإرهاب نموه هناك.

إن حقيقة اختيار بعض الدول الأوروبية التي تتمتع بمستوى جيد نسبيا للأمن العام, كأهداف للهجمات تكشف ان الإرهابيين سيستخدمون كافة الفرص الممكنة لشن هجماتهم وإثارة الفزع سعيا لتحقيق أهدافهم الخاصة.

وقد شددت الدول الأوروبية المعنية تعاونها في مكافحة الإرهاب بعد سلسلة الهجمات الارهابية فى باريس التى أسفرت عن مقتل 130 شخصا في نوفمبر. الا ان ذلك التعاون لم يردع الإرهابيين على ما يبدو.

ولم يمنع القبض على الهارب صلاح عبد السلام, العقل المدبر لهجمات باريس, يوم الجمعة وقوع هجمات عديدة بعد اربعة ايام على ذلك في مطار بروكسل قلب أوروبا ومحطة مترو انفاق بها , التي اسفرت عن اصابة اكثر من 270 اخرين.

ثانيا, لا ينبغي التقليل من قدرات الارهابيين.

قال تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف, الذي اعلن مسؤوليته عن هجمات الثلاثاء, إنه ارسل "خلية سرية من الجنود " إلى بروكسل لتنفيذ الهجمات.

وتقول تقارير إن ما يتراوح بين 400 الى 600 مقاتل تابع للتنظيم دُربوا على تنفيذ هجمات بدول اجنبية على نحو خاص وتظهر شبكة الخلايا المدى الذي وصلت اليه التنظيم في اوروبا بعد فقدانه السيطرة على اراض في سوريا والعراق.

ويعلم العديد من الارهابيين, من ذوي الخبرات الغنية في القتال الواقعي, نقاط الخلل في شبكة مكافحة الارهاب الحالية واستغلوها , ما يجعل من الملح لتطويرها.

ثالثا, ينبغي تعزيز التعاون الدولي في مكافحة الارهاب.

مع عولمة السياسة والاقتصاد والمالية, يتم تدويل الارهاب ايضا. وبدأت منظمات ارهابية مختلفة التنسيق مع بعضها البعض. ويطلقون حاليا حملات دعاية ويجندون اعضاء جدد على الانترنت لجعل الشبكة الارهابية اكبر.

وعبر تقوية التعاون الدولي ومعالجة كل من الأعراض والأسباب الجذرية للارهاب فقط, يمكن للمجتمع الدولي تحقيق الانتصار النهائي في حربه على الإرهاب.