تونس 18 ابريل 2016 / بدأت مساء اليوم (الإثنين) بمدينة سوسة التونسية الساحلية فعاليات ندوة دولية حول تعزيز قيم السلام والحوار التي تنظمها وزارة التربية التونسية والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو) والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو).
ويشارك في هذه الندوة التي ستتواصل أعمالها على مدى ثلاثة ايام، العديد من الشخصيات السياسية والفكرية، منها رئيسة جمهورية مالطا ماري لويز كوليرو بريكا، والوزير حمد بن عبد العزيز الكواري المستشار الثقافي لأمير دولة قطر، والحبيب بن يحيى الأمين العام لإتحاد المغرب العربي، إلى جانب عدد كبير من الباحثين والأكاديميين .
ويتضمن جدول أعمال هذه الندوة مناقشة عدة محاور منها " الدول المغاربية وأوروبا إزاء التحولات الجيوستراتجية لمنطقة الساحل : مقاربات انفرادية''، و''تحديات السلام في المنطقة : العنف والإرهاب والهجرة والاتجار غير الشروع بالمخدرات وتهريب السلاح "، و'' التعاون الإقليمي بكل أبعاده أفق لبناء السلام في الفضاء".
وإفتتح هذه الندوة التي تهدف إلى دعم قيم التسامح والاعتدال ومعاضدة المجهود الدولي للتصدي للعنف والإرهاب، رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد بكلمة إعتبر فيها أن "الإنسانية قاطبة تواجه اليوم تحديا خطيرا وهو التحدي الإرهابي الذي تحول إلى ظاهرة دولية معقدة ومتشعبة عابرة للحدود والقارات ظاهرة لا دين لها و لا وطن".
ولفت إلى أن هذه ظاهرة "لا يمكن دحرها والقضاء عليها إلا برص الصفوف وتضافر الجهود وتطوير آليات التعاون والتنسيق الدوليين لا فقط على المستويين الأمني والعسكري بل كذلك على المستوى الفكري والثقافي".
وأضاف انه "لما كان الإرهاب يتغذى من الفكر المتطرف والمتعصب فإن السلاح الأنجع لمقاومته حاضرا ومستقبلا هو تحصين ناشئتنا وشبابنا في المدارس وفي مدارج الجامعات من الفكر التكفيري الهدام الذي ينفي الأخر ومراجعة المناهج والمقاربات في اتجاه بث ثقافة قوامها الفكر النقدي والمتبصر".
وختم كلمته بالتاكيد على أن تونس "المتشبثة بهويتها وبرصيدها الإصلاحي والتنويري والتي أنجبت أعلاما ساهموا في تنمية الفكر البشري وإثراء الحضارة الإنسانية ستبقى منارة للثقافة الإسلامية السمحة القائمة على الاعتدال والوسطية ونبذ الغلو والتطرف".