موسكو 9 أغسطس 2016 / التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الثلاثاء في سان بطرسبرغ نظيره التركي رجب طيب أردوغان في محاولة لتحقيق مزيد من الاستقرار للتعاون الثنائي.
ويعد هذا أول لقاء بينهما منذ أن أسقطت تركيا طائرة حربية روسية في نوفمبر الماضي بسبب ما زعم عن انتهاكها للمجال الجوي.
كما تعد هذه أول زيارة يقوم بها أردوغان للخارج بعد محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا في الشهر الماضي.
وخلال لقائهما، تم بحث نطاق كامل من التعاون الثنائي بما في ذلك بناء محطة طاقة نووية وإنشاء خط أنابيب غاز تركي، فضلا عن التنسيق في قضايا إقليمية مثل الأزمة السورية.
ووعد الرئيسيان بالعمل على إعادة تنشيط اللجان الحكومية المعنية بالشؤون الاقتصادية والسياسية والخارجية بالكامل للتشاور حول تفاصيل التعاون الشامل مع وضع برنامج تعاوني للفترة من 2016 إلى 2019.
ويتوقع الخبراء الروس أن يسرع هذا اللقاء استئناف التعاون الاقتصادي الثنائي وكذا يمهد الطريق لتنسيق مواقف البلدين حيال الأزمة السورية.
وصرح دميتري سوسلوف، الخبير بالمدرسة العليا للاقتصاد التابعة لجامعة البحوث الوطنية، لوكالة أنباء ((شينخوا)) بأن "المواجهة لم تخدم مصالح روسيا أو تركيا. وفقد عاني الجانبان سياسيا واقتصاديا".
أما الخبير آمور جادجييف، وهو باحث زميل بمعهد الدراسات الشرقية في الأكاديمية الروسية للعلوم، فذكر أن العلاقات الثنائية المتوترة وجهت بالفعل لطمة خطيرة لتركيا، ولا سيما لاقتصادها.
وأشار أردوغان إلى أن حجم التبادل التجاري بين تركيا وروسيا بلغ في وقت من الأوقات 35 مليار دولار أمريكي، ولكنه تراجع إلى حوالي 28 مليار دولار، وانخفض بصورة أكبر عقب حادث إسقاط الطائرة الحربية.
وفي هذا الصدد، وعد بوتين يوم الثلاثاء برفع القيود الاقتصادية المفروضة على تركيا تدريجيا، مشجعا الشركات الروسية على التعاون مع نظيراتها التركية
ومن جانبه أكد أردوغان على تقديم تيسيرات للمشروعات المشتركة مع روسيا.
وقال أردوغان "لقد حددنا هدفا يتمثل في الوصول بحجم التبادل التجاري إلى 100 مليار دولار، ونحن نسعى بقوة إلى تحقيقه".
ولفت الخبراء الروس إلى أن العلاقات الروسية- التركية المتوترة كان لها أيضا تأثير سلبي على مكانة تركيا في المنطقة ودورها في الشؤون الدولية.
وأوضحوا أن تركيا أدركت أنه لن يكون هناك دعم من الغرب في ظل مواجهتها مع روسيا، فيما تعلم موسكو أنه من المستحيل عمليا حل الأزمة السورية وغيرها من القضايا في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى بدون مشاركة أنقرة.
وذكر جادجييف أن أنقرة،في محاولتها إيجاد سبيل للخروج من هذا المأزق الدبلوماسي، عززت سيطرتها على الحدود التركية -السورية للحد من حركة الإرهابيين وخفضت دعمها للمسلحين المتطرفين النشطين في سوريا، وهما أمران لم يمرا مرور الكرام في موسكو.
فروسيا تتهم تركيا بدعم الجماعات المتمردة السورية وهناك أيضا خلافات بين الجانبين حول دعم الرئيس السوري بشار الأسد والقضية الكردية وذلك من بين أمور أخرى.
وعلق جادجييف، قائلا إن التحرك نحو تطبيع العلاقات لابد أن يكون تدريجيا.