الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> تبادلات دولية
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

الأهرام المصرية: «دبلوماسية السكك الحديدية» تقود الصين للتوغل فى إفريقيا

2016:08:31.08:37    حجم الخط    اطبع
الأهرام المصرية: «دبلوماسية السكك الحديدية» تقود الصين للتوغل فى إفريقيا

نشرت جريدة الأهرام المصرية يوم 29 أغسطس الجاري مقالا تحت إمضاء سـامى القمحـاوى، يتحدث فيه قصص السكك الحديدية الصينية في افريقيا، وفيما يلي النص الأصلي:

«مشروع خط السكك الحديدية مومباسا- نيروبى، سيساعد فى تعزيز الاقتصاد الكينى من خلال توفير تكاليف النقل وتيسير حركة الأشخاص والبضائع، وقد ساهم حتى قبل اكتمال بنائه فى نمو الناتج المحلى الإجمالى 2%»..

بهذه الكلمات وصف وزير النقل والبنية التحتية الكينى أحد خطوط السكك الحديدية الكثيرة، التى تنفذها الصين فى إفريقيا، والمخطط أن يكون بداية للربط بين كينيا وأوغندا ورواندا وجنوب السودان.

هذا الخط الجديد، الذى يمتد لأكثر من 480 كيلومترا بين العاصمة الكينية نيروبى وميناء مومباسا على ساحل المحيط الهندى وتتجاوز استثماراته 3.5 مليار دولار أمريكى ووفر أكثر من 27 ألف وظيفة للكينيين، كما أكد الوزير الكينى خلال ملتقى وسائل الإعلام ومراكز الفكر الصينية والإفريقية فى مومباسا مؤخرا، ليس خط السكك الحديدية الأول أو الأطول الذى تنفذه الصين فى إفريقيا، فالسكك الحديدية كانت تذكرة دخول الصين إلى إفريقيا منذ سبعينيات القرن الماضى، حينما ساعدت الصين كلا من تنزانيا وزامبيا فى إنشاء خط «تازارا» الذى يربط بين البلدين بطول 1860 كيلومترا، ومنذ ذلك التاريخ اتبعت الصين ما يمكن أن نطلق عليه «دبلوماسية السكك الحديدية» لتدعيم استراتيجية الشراكة مع الدول الإفريقية، خصوصا فى ظل احتياج القارة إلى تحديث بنيتها التحتية وفى مقدمتها النقل، الذى لا يقوم اقتصاد دولة بدون تطويره، حيث يوفر خط مومباسا نيروبى، الذى ستكون متوسط سرعات قطاراته 120 كيلو مترا فى الساعة، فى وقت الانتقال بين المدينتين من 12 ساعة فى القطارات الحالية إلى 4 ساعات فقط فى قطارات الخط السريع، ويوفر أيضا فى وقت نقل البضائع ويضاعف كمياتها.

وتؤكد قصة إنشاء خط «تازارا» عام 1976 أن للصين استراتيجية خاصة بالسكك الحديدية، ففى ذلك الوقت لم تكن الصين من بين الدول الغنية، ولم يكن اقتصادها بالقوة الحالية، ورغم ذلك وافق الزعيم الراحل ماوتسى تونج ورئيس وزرائه مهندس الدبلوماسية الصينية الراحل شواين لاى بلا تردد على طلب كل من تنزانيا وزامبيا بتمويل إنشاء ذلك الخط، وانتقل أكثر من 3 آلاف مهندس وفنى وعامل صينى إلى إفريقيا ربما للمرة الأولى لإنشاء ذلك المشروع الضخم، الذى كان يتحدى التضاريس الوعرة والطبيعة الصعبة للمنطقة، وقد فقد كثير من العمال الصينيين حياتهم خلال إنشاء ذلك المشروع وتم بناء قبر تذكارى لهم قام الرئيس الصينى شى جين بينج بزيارته ووضع إكليل من الزهور عليه خلال زيارته الأولى للقارة السمراء عام 2013 وركب أحد القطارات على هذا الخط.

كانت تلك الرحلة للرئيس الصينى على متن قطار «تازارا» تحمل رسالة للجميع بأن الصين ليست حديثة العهد بإفريقيا، لكنها نفذت مشروعا ضخما قبل أكثر من 40 عاما، بعدما رفض الغرب تمويله، حسبما ذكر رئيس زامبيا السابق كينيث كاوندا، حيث قال فى أحد الأحاديث الصحفية إنه ورئيس تنزانيا السابق جوليوس نيريرى توجها إلى الدول الغربية وأخبرا قادتها بالحاجة إلى خط للسكك الحديدية بين تنزانيا وزامبيا لأن خطوط السكك الحديد فى الجزء الجنوبى (من إفريقيا) يسيطر عليها عنصريون فى رودسيا وعنصريون فى جنوب إفريقيا وعنصريون فى ناميبيا وعنصريون فى أنجولا وفى موزمبيق، وأضاف كاوندا أن «الغرب رفض هذا الاقتراح. وقال إن المشكلة فى جنوب إفريقيا ستنتهى قريبا وإن المشكلة فى رودسيا ستنتهى قريبا. لا تقلقوا بشأن تلك المشكلات، لا تفكروا فى هذا الأمر»، وتابع رئيس زامبيا الأسبق أنه والرئيس نيريرى توجهنا آنذاك لمقابلة الرئيس ماو ورئيس الوزراء شواين لاى، وعرضا الأمر عليهما فوافقا بكل يسر وقالا (سنتوجه معا لبناء هذا الخط للسكك الحديدية).

وعقب إنشاء الشركات الصينية لخط «تازارا» تواصلت أعمالها فى إفريقيا، وأصبحت السكك الحديدية أحد أكثر مجالات التعاون بين بكين ودول القارة السمراء، من حيث حجم المشروعات وقيمة الاستثمارات بها، ومازالت هذه المشروعات تتواصل على نطاق أوسع مع تنامى الاقتصاد الصينى والاقتصادات الإفريقية، فقد وقعت الصين مع نيجيريا فى نهاية عام 2014 عقدا بقيمة 11.9 مليار دولار لإنشاء خط سكك حديدية على طول ساحل الدولة الإفريقية، ويعد ذلك المشروع أكبر مشروع عقد فردى للصين فى العالم، وسيمتد الخط بطول 1402 كيلومتر ويربط بين عاصمة نيجيريا الاقتصادية لاجوس فى الغرب ومدينة كالابار فى الشرق، وكان مخططا أن يوفر المشروع ما يصل إلى 200 ألف فرصة عمل للنيجيريين، كما يوفر الخط 30 ألف وظيفة ثابتة حال البدء فى تشغيله.

وهناك مشروعات كثيرة قائمة وأخرى تم الاتفاق عليها بين الصين والدول الإفريقية، فى ظل «دبلوماسية السكك الحديدية» التى تتوغل بها بكين فى دول القارة تحقيقا لهدف الكسب المشترك، والتى ربما تؤدى فى المستقبل إلى ربط للسكك الحديدية بين دول القارة، على غرار حلم الربط الحديدى بين مصر وجنوب إفريقيا عبر عدد من الدول الإفريقية، وهو الحلم الذى لم تبدأ محاولات تحقيقه بعد.

ملاحظة: المقالات المنشورة في الركن الخاص لا تعبر عن رأي صحيفة الشعب اليومية أونلاين وإنما تعبر عن رأي أصحابها

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×