الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم العربي
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تحقيق إخبارى: أهالي داريا يشعرون بأنهم عادوا للحياة من جديد بعد خروجهم من داريا إلى مراكز الإيواء المؤقتة

2016:09:02.09:47    حجم الخط    اطبع

دمشق أول سبتمبر 2016 / وقف بشير شحاده ( 65 عاما ) على مدخل غرفته في مركز إيواء الحرجلة بريف دمشق الجنوبي الشرقي، رافعا يداه للأعلى " الآن أشعر بأنني خلقت من جديد، بعد أن خرجت من داريا" ، لافتا إلى أنه عاش أيام صعبة في ظل حصار مدينة داريا.

وقال بشير، الذي فضل الخروج من مدينة داريا بالحافلات التي خصصتها البلاد إلى مركز إيواء الحرجلة، في 26 أغسطس الماضي، دون أن يفكر بالعواقب ، قائلا "كنت أتمنى الموت يوميا أثناء وجودي في داريا، فلا طعام ولا دواء، واليوم أشعر بأنني خلقت من جديد وعمري الآن أيام" .

وأضاف بشير الذي خرج مع عائلته المؤلفة من 6 أفراد إن "مسلحي داريا مارسوا بحقنا أبشع أنواع التعذيب، خاصة إذا علموا بأن أي شخص يريد الهروب باتجاه حواجز الجيش السوري القريبة من داريا"، مشيرا إلى أنهم كانوا يرمون التهم جزافا على الناس بحجة أنه "عوايني " باللهجة المحلية أي "جاسوس".

وتابع يقول "كنا نعيش على الشوربة، وأصبحت أجسامنا هزيلة من شدة الجوع ، واضطر البعض منا لحمل السلاح بهدف الحصول على المال من المسلحين لشراء الطعام والسكر للعائلات" .

وأشار إلى أن كل الذين خرجوا من داريا، كانوا خائفين من أن الدولة سوف تنتقم منهم، مؤكدا " كنا نقول نموت على يد الجيش، أفضل من أن نبقى بداخل داريا تحت رحمة هؤلاء "، مبينا أن الذي يمرض أو يصاب لا يوجد علاج له، وكان يطلب الموت على أن يبقى مصابا.

ولاحظ مراسل وكالة (شينخوا) بدمشق، الذي زار مركز إيواء الحرجلة، بأن عشرات العائلات التي تجلس في شقق صغيرة مسبقة الصنع مجهزة بفرشات وأغطية وسلل غذائية، قد بدا عليهم الارتياح ، بعد أيام من وصولهم ، وشوهد عناصر من الهلال الأحمر السوري ومنظمات الأمم المتحدة العاملة في دمشق توزيع على العائلات التي خرجت البسة، وتستفسر منهم ما إذا كانوا بحاجة إلى أي شيء آخر.

وبدوره قال أبو ياسر (55 عاما) ، الذي بدا عليه التعب والأعياء ، إنه اضطر للعمل مع أحد الفصائل المسلحة في داريا من أجل الحصول على المال لتأمين الطعام لأمه التي كانت تعيش معه.

وأضاف أبو ياسر "اليوم شعرت بنفسي أنني إنسان، وأن هناك أناس يتهمون بنا"، مبينا أنه "خلال السنوات الأربع الماضية بداخل داريا، كان مجرد رقم لا نرى سوى الذل والقهر والجوع" .

وتابع يقول "منذ وصولنا إلى مركز إيواء الحرجلة قام فريق طبي بتقديم العلاج لي، ورأيت متابعة واهتمام"، لافتا إلى أن الأطفال الذين خرجوا كتب لهم عمر جديد، خاصة أولئك الذين ولدوا في ظل الأزمة ، فهم لا يعرفون سوى أصوات القصف ورائحة البارود، مؤكدا أن معظم الأطفال يخرجون للعب بدون خوف ولساعات طويلة.

ومن جانبها، قالت مها ( 47 عاما ) إنها " شعرت بسعادة غامرة عندما خرجت من جحيم داريا"، مؤكدة أنها كانت تعيش بكابوس موحش مع أفراد عائلتها بقبو تحت الأرض منذ سنتين تقريبا.

وأضافت مها، والتي فقدت زوجها قبل نشوب الأزمة بأشهر "نحن الآن نعيش في الجنة .. كل شيء متوفر "، مؤكدة أن أولادها لم يأكلوا البسكويت منذ أكثر من ثلاث سنوات، ولا يعرفون طعم السكر.

وتابعت تقول، وعيناها تغرورقان بالدمع "عشنا أيام صعبة .. ولحظات كنا نتمنى فيها الموت .. الحمد الله اليوم كتبت لنا حياة جديدة" .

وبدوره قال محمد ديب قرواني رئيس مركز الايواء في الحرجلة إنه "تم إنشاء هذا المركز بجهود الحكومة السورية وساهمت فيه بعض المنظمات الدولية، وتم تأهيل المركز للمواطنين الذين هجروا قسرا من قراهم" .

وأضاف أنه تم استقبال خلال يومي 26 و27 من شهر أغسطس الماضي حوالي 495 شخصا وتم تقديم كل الخدمات المطلوبة إن كانت مواد غذائية أو طبية وحليب أطفال، مشيرا إلى أنه تم إخراج حوالي 35 أسرة أي 130 شخص تقريبا، بناء على طلب منهم إلى أماكن مختلفة في سوريا.

ويشار إلى أن مركز إيواء الحرجلة يحتوي 300 شقة سكنية تستوعب حوالي 4 آلاف شخص، وهناك 300 شقة سكنية قيد الإنجاز سيتم وضعها بالخدمة في أقرب وقت ممكن .

وكان الجيش السوري والمعارضة المسلحة قد توصلا يوم 25 أغسطس الماضي إلى اتفاق في مدينة داريا لإخلائها من السلاح والمسلحين.

ويقضي الاتفاق بخروج 700 مسلح من داريا إلى مدينة إدلب شمال غرب سوريا بعد "تسليم أسلحتهم المتوسطة والثقيلة" إلى الجيش السوري، حسب مصادر رسمية.

كما ينص على خروج المدنيين إلى مراكز إقامة مؤقتة في عدة مناطق في دمشق وريفها.

ويبلغ عدد المدنيين الذين سيتم إخراجهم من داريا إلى مراكز الإقامة المؤقتة نحو "4000 مدني من الرجال والنساء والأطفال"، حسب الإعلام الرسمي ووسائل إعلام محلية.

وتمكن مقاتلي المعارضة المسلحة من السيطرة على مدينة داريا بريف دمشق الجنوب الغربي في عام 2012 ، ذات الموقع الاستراتيجي ، بعد أن انسحب الجيش السوري منها، ولكنه فرض حصارا خانقا عليها ، وكانت تدور معارك بين الجيش السوري ومقاتلي المعارضة المسلحة بشكل شبه يومي.

يشار إلى أن داريا هي أكبر مدينة في الريف الغربي الغوطة، وثاني أهم معقل لمقاتلي المعارضة المسلحة بريف دمشق، بعد مدينة دوما بريف دمشق الشرقي.

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×