عمان 20 سبتمبر 2016 / اتسمت عملية الاقتراع في الانتخابات النيابية الاردنية التي جرت اليوم (الثلاثاء) بالجدية والنزاهة والحيادية كما ابدتها الهيئة المستقلة للانتخاب من متابعة اي خروقات حدثت تم التبليغ عنها .
ويرى مراقبون ان العملية الانتخابية بدت سلسة وسريعة نتيجة الاجراءات التي وفرتها السلطات الاردنية للخروج من الصورة النمطية السابقة لدى المواطنين والتي كانت في السابق تتسق بالتزوير وعدم الدقة والنزاهة .
وشهدت المحافظات الاردنية والارياف والبادية اقبالا ملحوظا على صناديق الاقتراع نتيجة التركيبة الديمغرافية التي تتسم بالعشائرية وحرص ابناء كل عشيرة على افراز ابن عشيرته ومناصرته .
ولكن تراجع الاقبال في المدن الكبرى مثل العاصمة عمان والزرقاء واربد على رغم النشاط الملحوظ للاحزاب وخاصة الاحزاب الاسلامية والقومية واليسارية وسجلت دائرة بدو الجنوب اعلى نسبة تصويت في حين كانت الدائرة الثالثة في العاصمة عمان اقل نسبة تصويت.
وناشد رئيس الوزراء الاردني هاني الملقي الذي ادلى بصوته في مدرسة وصفي التل الثانوية الشاملة للبنين في الدائرة الاولى بمحافظة اربد، المواطنين كافة ان يقوموا بواجبهم بالمشاركة في الانتخابات " وهو واجب عزيز علينا ويجب ان نقوم به لنخط الطريق نحو مستقبل زاهر لوطننا ومواطنينا.
واعرب رئيس الوزراء الاردني عن السعادة للمشاركة في هذه الانتخابات، وقال " انا في غاية السرور للمشاركة في هذا الواجب الوطني والاستحقاق الدستوري".
وأكد في تصريحات للصحفيين عقب ادلائه بصوته "اننا فخورون باجراء الانتخابات في هذا الجو من الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي في الاردن واننا نحتكم الى الصناديق والى الاقتراع والى العملية الانتخابية لتحديد مسار المستقبل "
وقال الملقي " هذا اليوم يعد دليلا ناصعا على الرؤى الثاقبة لجلالة الملك عبدالله الثاني بضرورة السير في اجراءات الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي في الاردن وانه لا يوجد شيء يمنعنا من الاستمرار وبناء وطننا".
وقال إن إجراء الانتخابات في الاردن يوصل رسالة للعالم بان الاردنيين يحتكمون الى صناديق الاقتراع ويلجأون اليها للتعبير عن خلافاتهم واختلافاتهم، بينما الاخرون يعبرون عن هذه الاختلافات والخلافات بوسائل دموية ويحتكمون للسلاح.
وقال الملقي ردا على سؤال اذا ما كان سيجري تعديلا وزاريا على حكومته بعد الانتخابات بتأكيده "أن الامر بيد صاحب الامر(الملك)".
من جانبه، عرض وزير الدولة لشؤون الاعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الاردنية محمد المومني، في مؤتمر صحفي عقد اليوم في المركز الاعلامي للانتخابات دور الحكومة في إنجاح العملية الانتخابية، مبينا "اننا استطعنا في الاردن مأسسة حوارنا الوطني".
وأكد الاهمية التي تنطوي على هذه الانتخابات التي تجرى في ظل وجود قانون انتخاب جديد يؤسس لمرحلة هامة من مراحل التطور في تاريخ الدولة الاردنية، واننا "ندشن اليوم حقبة جديدة من تطور حياتنا السياسية من خلال نظام القائمة النسبية المفتوحة".
وقال إن وجود المتابعين الدوليين "سمة بارزة في الانتخابات تؤكد ثقة الدولة بإجراءاتها في عملية الانتخابات"، مشددا على ان الاعلام الذي يقوم بتغطية الانتخابات "على مستوى عال من المهنية ويمتلك الوعي الكافي قبل المسارعة في نشر اي معلومة".
واشار ايضا الى "نظريات المؤامرة التي تسكن البعض من خلال التشكيك بالإجراءات، والمسارعة في تعميم الاخبار المغرضة قبل التحقق منها من قبل الهيئة المستقلة للانتخاب".
على صعيد متصل، أعلن الناطق باسم الهيئة المستقلة للانتخاب جهاد المومني انه جرى اعتداء على مركز اقتراع في منطقة رجم الشامي في الموقر ومركز تجميع نتائج الانتخابات في البلقاء وتم قطع خدمات الانترنت عنهما.
واضاف المومني ان الفرق الامنية والفنية تحركت الى المركزين ويجري العمل على اصلاح الاعتداء واعادة الامور الى طبيعتها.
كما اعلن انه تم القاء القبض على لاجئ سوري حاول الاقتراع بهوية اردني في لواء الرمثا شمال الاردن وانه تمت احالة على القضاء.
من جانبه، قال مدير الامن العام اللواء عاطف السعودي إن 33 الفا من قوات الامن تشارك في توفير مظلة امنية لكافة المشاركين في العملية الانتخابية، موضحا ان التفتيش امام مراكز الاقتراع اجراء قانوني للحفاظ على حياة المشاركين.
وأشار السعودي الى اجراءات الامن العام لحماية العملية الانتخابية ومرونة رجال السير والتخفيف من المخالفات باستثناء المخالفات الخطيرة بهدف تمكين المواطن من الوصول الى مراكز الاقتراع والمشاركة في هذا الاستحقاق الدستوري، مؤكدا انفتاح الامن على وسائل الاعلام وتقديم التسهيلات الكاملة للصحفيين بما يمكنهم من اداء دورهم بحرية تامة.
ولفت الى ان الحوادث التي شهدتها العملية الانتخابية حتى اللحظة هي خروقات بسيطة "تمثلت بضبط سلاح ومشاجرة تخللها اطلاق اعيرة نارية، بالإضافة الى قيام ثلاثة اشخاص بمنع المواطنين من التصويت، حيث تم اتخاذ الاجراء القانوني الملائم".
ودعا السعودي المواطنين الى الابتعاد عن الاشاعة والتعاون مع رجال الامن العام للحفاظ على سلامة العملية الانتخابية وحفظ الامن.
من جانبه، أهاب التحالف الوطني للإصلاح الممثل لحزب جبهة العمل الاسلامي الذراع السياسي لجماعة الاخوان المسلمين في الاردن بالجهات المختصة تدارك إنجاز انتخابات نيابية نزيهة وخالية من التزوير حفاظا على المصالح الوطنية العليا.
وقال في بيانه، حول مجريات العملية الانتخابية، انه رصد العديد من التجاوزات والمعوقات والخروقات التي رافقت العملية الانتخابية ومجرياتها ومحاولة التأثير في إرادة الناخبين.
ووفق بيان تحالف الاصلاح فان فقد رصدت هيئات المراقبة والهيئة المستقلة بها عددا من التجاوزات منها إيقاف شاشات العرض داخل بعض قاعات الاقتراع، وطرد عدد من مندوبي المرشحين من داخل بعض المراكز، وشراء الأصوات العلني أمام بعض المراكز، وسهولة إزالة الحبر السري، وتوجيه الناخبين من قبل بعض لجان الانتخاب لقوائم معينة، اضافة الى العثور على صناديق فارغة تحمل ذات الارقام التسلسلية للصناديق المستعملة للاقتراع في غرف خاصة مغلقة في نفس المراكز, والتصويت (الأمي) العلني في العديد من المراكز.
من جانبه، أكد رئيس الهيئة المستقلة للانتخاب خالد الكلالدة أن الهيئة تمرر اي معلومة حول شراء الاصوات الى الاجهزة الأمنية.
وقال الكلالدة انه لا يوجد أدلة قطعية حتى هذه اللحظة حول شراء الاصوات ، منوها الى ان التحقيق الان جار بعملية بيع اصوات تم تصويرها من قبل مصور صحفي، مشيرا الى ان التحقيقات الاولية تبين انها صحيحة.
من جانبه، سجل تحالف راصد في مراقبة الانتخابات النيابية لمجلس النواب الثامن عشر 162 خرقا في جميع الدوائر الانتخابية وقال ان هذه الخروقات فردية لم تؤثر على العملية الانتخابية.
واشار الى ان نتائج المراقبة الميدانية إلى أداء جيد لكوادر الهيئة المستقلة للانتخاب استمر منذ فترة الصباح وحتى المساء .
وبلغ عدد المقترعين في جميع مراكز الاقتراع بالمملكة لغاية الساعة العاشرة صباحاً 222 الفا و496 مقترعا ومقترعة بحسب الهيئة المستقلة للانتخاب فيما بلغ عدد المقترعين حتى الساعة الثانية عشرة والنصف ظهرا 510 الاف ناخب وناخبة .
ووصل عدد الناخبين في كافة مراكز المملكة لـ510 آلاف مقترع ومقترعة، وفقا لاحصائيات الهيئة المستقلة للانتخاب حتى الـ 12.10 ظهرا.
وبلغ عدد المقترعين في جميع مراكز الاقتراع لغاية الساعة 45ر4 من عصرامس ، مليونا و4 آلاف و950 مشاركاً ومشاركة، منهم 525 ألفا و550 ذكورا، و479 ألفا و365 اناثا، وفقاً للهيئة المستقلة للانتخاب.
ووصل عدد المقترعين في جميع مراكز الاقتراع بالمملكة لغاية الساعة 30ر6 من مساء اليوم مليون و313 ألفا و636 مشاركاً ومشاركة، منهم 673 آلاف و371 ذكور، و640 ألفا و265 من الاناث، وفقاً للهيئة المستقلة للانتخابات.
ويبلغ عدد من يحق له الانتخاب 4130142 ناخبا وناخبة، منهم نحو مليون ناخب لن يتسنى لهم المشاركة في الانتخابات بحسب مدير عام دائرة الأحوال المدنية والجوازات مروان قطيشات .
وكانت عملية تسجيل الناخبين تمت وفق القانون الحالي للانتخاب بشكل تلقائي وليس طوعي كما كان معمولا به سابقا حيث تم اعتبار كل من هو في السجل المدني وبلغ السن القانوني للانتخاب ناخبا، وبالتالي زادت قاعدة من يحق له الاقتراع .
ومن المتوقع ان تظهر نتائج الفرز في الساعات الاولى من فجر يوم غد (الاربعاء) وستعلن النتائج النهائية الرسمية في غضون 48 ساعة.