الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> الأعمال والتجارة
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

مقالة خاصة: " نجع المسلمات".. مصدر الأثاث المصنوع من جريد النخيل في مصر

2016:09:28.08:20    حجم الخط    اطبع

قنا، مصر 27 سبتمبر 2016 /قرية بحاجر جبلي أغلب منازلها من الطوب الطيني، طرقاتها عبارة عن ورش لصناعة الأثاث من الجريد (سعف النخيل المنزوع أوراقه) إنها "نجع المسلمات" بمحافظة قناة جنوب القاهرة.

بمجرد أن تطأ قدماك القرية، التي يبلغ تعدادها 39 ألف نسمة، تجد عربات تحمل الجريد تتزاحم لتوريده إلى السكان الذين يعملون في صناعة الأثاث من الجريد، وهي مهنة توارثوها منذ عشرات السنين، حتى باتت القرية المصدر الأساسي لمحبي هذا النوع من الأثاث.

ويقول محمود البط وهو صانع أثاث من الجريد يبلغ من العمر (40 عاما) لوكالة أنباء ((شينخوا)) "كنا نصنع آلاف القطع من الأثاث التي كنا نبيعها للقرى السياحية في محافظات البحر الأحمر والأقصر وأسوان، إلا أن الفترة الأخيرة بدأت الصناعة في الركود بسبب عدم وجود طلب عليها".

وتابع "نكتفي حاليا بصناعة أقفاص الخضر والفاكهة فقط، والقفص الواحد يأخذ أربعة جرائد، ويباع القفص بثمن يتراوح بين تسعة إلى عشرة جنيهات" قرابة (دولار واحد).

ويشتري محمود البط 120 جريدة بسعر يتراوح بين 100 إلى 130 جنيها، حسب نوع وجودة الجريد، ويتم شراؤها وهي خضراء، على أن تترك لمدة أسبوع حتى تجف من المياه بداخلها.

ونظرا لأن أهالي القرية الذين يعملون في صناعة الأثاث من الجريد يضعونه أمام منازلهم لضيق مساحة الورش أو عدم امتلاكهم إياها، فإن مجلس المدينة (المسؤول عن إدارتها) يقوم بتحرير عشرات المحاضر لهم.

وطالب البط بضرورة إيجاد حل لهذه الأزمة المتكررة.

أما طلعت سيد (35 عاما) فيصنع "كنب" (مقاعد تتسع لأكثر من شخص) من جريد الشجر.

ويقول سيد إن "الكنبة الواحدة تستغرق صناعتها يوما واحدا، وتتكلف 55 جنيها كحد أدني، وتباع بمبلغ يتراوح بين 80 إلى 100 جنيه".

ويستخدم سيد في صناعة الكنب "سكينا كبيرا لتوضيب الجريد، ومبردا ومواسير ومدقا يضع عليه سعف النخيل".

وتأثرت هذه الصناعة بشكل كبير بسبب تراجع حركة السياحة في مصر.

ويقول ثروت سبيلي (56 عاما) إن "توقف السياحة أصابنا بالشلل التام"، مشيرا إلى أن القرى السياحية كانت تطلب كميات كبيرة من الأثاث المصنوع من الجريد.

وتلقت السياحة المصرية ضربة قاصمة منذ نشوب ثورة 25 يناير 2011، حيث بلغ عدد السياح الذين زاروا مصر في عام 2010 حوالي 14.7 مليون سائح، وحققت البلاد ايرادات سياحية في هذا العام أكثر من 13 مليار دولار، مقارنة بـ 9.3 مليون سائح في عام 2015، وبايرادات 6.1 مليار دولار فقط.

وتابع سبيلي "أصبحنا نعيش حاليا على صناعة أقفاص الخضر والفاكهة، وحصاد الطماطم من أكثر المواسم التي نعمل فيها لأنها تحتاج إلى كميات كبيرة من الأقفاص".

وأوضح أن المهنة لا يعمل بها في الوقت الراهن سوى كبار السن الذين توارثوها منذ عشرات السنين بسبب عزوف غالبية الشباب عنها.

ويشترى سبيلي الألف جريدة بمبلغ يتراوح بين 500 إلى 700 جنيه، أي ما بين نحو (56 و80 دولارا).

في حين قالت رزقه حسيب (48 عاما) إنها تساعد زوجها في صناعة الأثاث من الجريد داخل منزلها، مشيرة إلى أن البعض يشتريه لمنزله بديلا عن الأثاث المصنوع من الخشب بسبب سعره الزهيد.

وشاطرها الرأي محمود سيد صانع أثاث جريدي (60 عاما)، بقوله إنه بديل جيد للأثاث الخشبي، لاسيما أنه أثاث راق يفضله بعض العرب والقرى السياحية.

" هناك إقبال كبير على شراء كراسي الجريد، لاسيما من الأجانب الذين يرسلون في طلبها"، قال حربي محمود صانع كراسي جريدي (55 عاما).

وتابع إن بعض رجال الأعمال يقبلون أيضا على هذه الكراسي التي يرون فيها أثاثا بسيطا لفيلاتهم أو مزارعهم الخاصة.

بينما طالب أحمد السيد، سمسار أثاث جريدي، بفتح أسواق في الدول العربية والأجنبية أمام الأثاث المصنوع من الجريد، لا سيما أن الأحداث التي مرت بها مصر منذ الثورة أثرت سلبا على حركة البيع والشراء بالداخل.

وقال إن العاملين في هذه الصناعة يقومون بتصنيع أثاث غرف نوم وغيرها، ما يخفف العبء علي المواطنين في شراء أثاث خشبي.

ومازالت البيوت الريفية بجنوب صعيد مصر تستخدم كافة منتجات الجريد والخوص، لأنها جزء من تراثهم وبيئتهم، التي يعتز بها السكان، حسب شيخ القرية (مسؤول محلي) عيد حسان.

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×