الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> تبادلات دولية
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

مقالة خاصة: الصين ترغب في العمل مع الهند للحفاظ على علاقاتهما السليمة التي تحققت بشق الأنفس

2016:10:16.09:54    حجم الخط    اطبع

نيودلهي 15 أكتوبر 2016 /خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي على هامش قمة مجموعة العشرين في مدينة هانغتسو شرقي الصين في الشهر الماضي، ذكر الرئيس الصيني شي جين بينغ أن الصين ترغب في العمل مع الهند للحفاظ على علاقاتهما السليمة التي تحققت بشق الأنفس وتعميق التعاون.

وقال شي لمودي إن العلاقات الصينية- الهندية شهدت تنمية صحية ومستقرة وسريعة خلال السنوات الماضية، ويتعين على البلدين باعتبارهما جارتين ودولتين ناميتين مواصلة التبادلات رفيعة المستوى.

كما أشار إلى أنه يتعين على الصين والهند مواصلة الحوار على مختلف المستويات وفي شتي المجالات، وتبادل وجهات النظر بصورة متكررة حول القضايا الكبرى ذات الاهتمام المشترك لتعزيز التفاهم والثقة. ويتعين على البلدين السعى لتحقيق التضافر بين بين إستراتيجاتهما التنموية وبحث تنفيذ تعاون براغماتي في المشروعات الكبرى المتعلقة بالبنية التحتية والقدرة الإنتاجية.

واقترح أن يعمل الجانبان على تدعيم التبادلات الشعبية ووعد بأن تواصل الصين تشجيع الشركات الصينية على الاستثمار في الهند. ويتعين على الصين والهند احترام الآخر ورعايته في القضايا التي تمثل شاغلا رئيسيا، والتعامل مع الخلافات بطريقة بناءة.

وقال مودي ردا على ذلك إن الشراكة الإستراتيجية ذات أهمية كبيرة للبلدين وسائر أنحاء العالم، مسلطا الضوء على التبادلات الوثيقة رفيعة المستوى والتبادلات التجارية والشعبية الثنائية.

-- علاقات سليمة تحققت بشق الأنفس

إن الصين والهند دولتان آسيويتان كبيرتان تذخران بحضارات عريقة وتحافظان على تبادلات ثقافية وشعبية عميقة منذ آلاف السنين. وقبل حوالي 1400 عام، زار الراهب البوذي الصيني شيوان تسانغ الهند ومكث فيها لفترة طويلة وكتب عن الحضارات القديمة للهند، ولا يزال ما كتبه من المواد التاريخية الأكثر موثوقية بالنسبة للهند.

وخلال المعركة ضد الإمبريالية الغربية في القرن الـ19 والنصف الأول من القرن الـ20، أيد شعبا البلدين وتعاطفا مع بعضها البعض. وأيدت الصين كفاح الهند من أجل التحرر من الحكم الاستعماري البريطاني، فيما أرسل الهنود أفضل أبنائهم مثل الدكتور كواركاناث أس. كوتنيس إلى الصين للمساعدة في حرب المقاومة ضد العدوان الياباني.

وفي المجال الثقافي، تحظى الدولتان بعلاقات عميقة وواسعة. ويعد رابيندراناث طاغور أحد الكتاب والشعراء الأكثر شعبية في الصين. وفي قمة مجموعة العشرين بهانغتشو، استشهد الرئيس شي بقصيدة لطاغور تتحدث عن جمال البحيرة الغربية كتبها الشاعر قبل قرابة قرن من الزمان.

وفي خمسينات القرن الماضي، تعاون رئيس مجلس الدولة الصيني السابق تشو إن لاي ورئيس الوزراء الهندي آنذاك جواهر لال نهرو لشرح المبادئ الخمسة للتعايش السلمى التي كان لها الريادة في وضع مبادئ توجيهية عالمية جديدة للعلاقات الدولية والنهوض على نحو كبير بمكانة الدول النامية والدول الآسيوية والإفريقية التي نالت استقلالها حديثا.

ولأسباب تاريخية ومشكلات خلفها الإمبرياليون، شهدت الدولتان بعض الاضطرابات في العلاقات في ستينات وسبعينات القرن الماضي. ولكن العلاقات عادت تدريجيا إلى طبيعتها منذ الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الهندي السابق راجيف غاندي لبكين في عام 1988.

وكان الزعيم الصيني السابق دنغ شياو بينغ قد قال إن قرنا آسيويا لن يصبح حقيقة إذا لم تنعم الصين والهند، وهما أكبر دولتين من حيث عدد السكان في العالم، معا بالرخاء

وعلى مدى العقود القليلة الماضية، تواصلت الصين والهند بصورة سريعة وشهدتا انتعاشا لتعاونهما في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتبادلات الشعبية. وبلغ حجم التبادل التجاري بينهما قرابة 80 مليار دولار أمريكي سنويا.

كما وقع الجانبان معاهدات للحفاظ على السلام والهدوء في المنطقة الحدودية، فيما أجريا مفاوضات باشرها ممثلون خاصون حول النزاعات الحدودية سعيا لإيجاد حل سلمي في الوقت المناسب وبطريقة مقبولة للطرفين وبأسلوب عادل. وأقام جيشا الجانبين عدة آليات لتفادى وقوع اشتباكات في المنطقة الحدودية.

إن الوضع السلمي بين البلدين لم يعد بالفائدة على شعبي البلدين فحسب، وإنما أيضا على المنطقة برمتها ومنطقة المحيط الهندي.

ومنذ مجيء مودي إلى السلطة قبل عامين، حدث تبادل متكرر للزيارات رفيعة المستوى بين قادة البلدين لبلد كل منهما الآخر.

ومن الواضح أن العلاقات السليمة الحالية بين البلدين هي علاقات تحققت بشق الأنفس، كما قال الرئيس شي.

-- حوار مستمر لتعزيز الثقة والتفاهم

ومن المسلم به أن هناك العديد من الخلافات بين الصين والهند. وفضلا عن النزاعات الحدودية، تختلف الدولتان أيضا حول بعض القضايا الدولية والإقليمية التي يمكن أن تعوق بل وتعطل التنمية السلسة للعلاقات الثنائية.

ولكن، كما أشار القادة الصينيون مرارا وتكرارا، لا ينبغي أن تعرقل الخلافات بين البلدين تطوير علاقات طبيعية وجيدة. فالمصالح المشتركة تفوق الخلافات بين الجانبين.

وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، انخرطت الدولتان في حوار إستراتيجي في نطاق واسع من القطاعات بما فيها التمويل،والإدارة الكلية للاقتصاد، والأمن الإلكتروني، ومكافحة الإرهاب.

وعلاوة على ذلك، تجرى الدولتان تعاونا داخل أطر مجموعة العشرين، وكتلة بريكس التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، والأمم المتحدة. وتعد الصين والهند عضوتين مؤسستين بالبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية وبدأتا حوارا حول السلامة النووية العالمية وعدم الانتشار. ويحاول البلدان تعزيز الثقة والتفاهم من خلال قنوات مختلفة.

وعند حضوره الاجتماع السادس لكبار ممثلي بريكس حول القضايا الأمنية في نيودلهي الشهر الماضي، قال عضو مجلس الدولة الصيني يانغ جيه تشي إن الصين مستعدة لبذل جهود مشتركة مع الدول الأخرى الأعضاء في بريكس لانجاح قمة بريكس المرتقبة في غوا بالهند وضخ دينامية جديدة في تعاون بريكس.

وعندما التقى ممثلو دول بريكس لدى الاجتماع الأمني، قال مودي إن دول بريكس تلعب دورا بناء على نحو متزايد في الشؤون الدولية، فيما أعرب عن اعتقاده بأن قمة بريكس في غوا يمكن أن تخرج بنتائج عملية وتوطد علاقات الصداقة بين دول بريكس من أجل تعزيز تأثير الدول النامية والاقتصادات الناشئة.

وذكر يانغ أن "الصين مستعدة للتعاون مع الهند لتنفيذ التوافق الذي توصل إليه قادة البلدين،وتعميق الثقة السياسية المتبادلة،وتوسيع التعاون البراغماتي والتبادلات الودية، والتعامل بشكل ملائم مع القضايا الحساسة من أجل دفع تنمية العلاقات الثنائية في الاتجاه الصحيح وتعزيز تنمية آسيا ورخائها".

فقد تعاونت الهند في العام الماضي مع منظمة شانغهاي للتعاون لتنسيق المواقف حول الحفاظ على السلام الإقليمي واستعادة السلام في أفغانستان وتدعيم مكافحة الإرهاب.

وأعرب مسؤولون هنود مؤخرا عن عزمهم دفع التواصل السياسي، وتوسيع التعاون البراغماتي، وتعزيز التعاون والتنسيق مع الصين داخل إطار مجموعة العشرين وكتلة بريكس من أجل المضى قدما في تحقيق التنمية المشتركة وحماية المصالح المشتركة للبلدين.

-- السعي إلى التضافر في تحقيق التنمية والتعاون البراغماتي

وأشار الكثيرون إلى أن التنمية الاقتصادية للصين والهند يمكن أن تتيح فرصا للآخر من خلال التجارة والاستثمار وغيرها من التبادلات. فلقد ثبت أن التعاون البراغماتي في مجالي الاقتصاد والتجارة يعد بمثابة قاطرة قوية لتنمية العلاقات الثنائية.

وباعتبارهما أكبر دولتين ناميتين واقتصادين ناشئين في العالم، بإمكان الدولتان الاستفادة من رخاء الأخرى وهناك مساحة كافية للبلدين للسعي إلى تضافر إستراتيجياتهما التنموية وتحقيق التنمية المشتركة.

فالصين والهند تتعاونان بنجاح في تكنولوجيا المعلومات، والبنية التحتية، والتجارة الإلكترونية، والإنتاج الصناعي. ويدرس آلاف الطلبة الصينيين في الصين، وأغلبهم في كليات الطب. كما تضاعف عدد السائحين الزائرين لبلد الآخر خلال السنوات القليلة الماضية، وخاصة بعدما منحت الهند تأشيرات دخول إلكترونية للسائحين الصينيين.

كما رحبت الصين باقتراح الهند العمل على تحقيق التلاحم بين مبادرة "الحزام والطريق" ومشروعي "طرق التوابل والرياح الموسمية" الهنديين لتوسيع العلاقات الاقتصادية والتجارية مع الدول الجزرية بالمحيط الهندي وإفريقيا وفي الوقت نفسه تحقيق التعاون مع الهند في بناء خطوط أنابيب نفط تمتد من آسيا الوسطى وروسيا.

فقد طرح الرئيس شي في عام 2013 مبادرة "الحزام والطريق"، التي تتألف من الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21، بهدف بناء شبكة تجارة وبنية تحتية تربط آسيا بأوروبا وأفريقيا بطول مسارات طريق الحرير القديم.

أما بالنسبة لسياسة "التوجه شرقا" التي تنتهجها الهند، فقد بعثت الصين برسائل إيجابية لتعزيز الترابط البيني مع الآسيان (رابطة دول جنوب شرق آسيا) ودول جنوب آسيا من أجل التقريب بين ديناميات القارة الآسيوية بأكلمها.

كما دعت الصين الهند إلى المشاركة معا في تطوير منطقة جبال الهيمالايا من خلال بناء ممر اقتصادي ثلاثي مع نيبال وأيضا بناء ممر اقتصادي بين بنغلاديش والصين والهند وميانمار.

ومن خلال تضافر الإستراتيجيات التنموية والتعاون البراغماتي، بإمكان الدولتين بناء علاقات أوثق والاستفادة من إمكانات التعاون لما فيه خير شعبيهما.

وهذا سوف يساعد أيضا على زيادة الثقة السياسية المتبادلة والتفاهم بين البلدين سعيا لحل خلافاتهما ونزاعاتهما مستقبلا.

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×