أعلنت جماعة "الحوثي" المسلحة في اليمن عن شن مقاتلات جوية لقوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية ضربات جوية على قاعة العزاء في العاصمة اليمنية صنعاء يوم 8 أكتوبر الجاري، ما أسفر عن مقتل 140 على الاقل شخصا على الاقل وجرح 525 شخص. وظهرت في لقطات بثتها محطات التلفزيون بي بي سي حالة من الفوضى التي خلفتها الهجمات، والدمار الكبير للمنازل، وهرعت عدد كبير من سيارات الاسعاف والاطفاء العديدة الى مكان الحادث، ولا يزال عمال الانقاذ ينتشلون جثث الضحايا. وقال مسلح حوثي نقلا عن عمال الانقاذ، أن الضربات الجوية حولت مشهد الجنازة الى " نهر من الدم".
ويذكر أن الحادث وقع لدى تجمع مشيعين في مجلس للتعزية في على الرويشان، والد وزير الداخلية جلال الرويشان، حليف الحوثيين، وبالتالي سقوط عدد كبير من المسؤولين من جماعة "الحوثي" المسلحة بين الضحايا. وقال المتحدث باسم جماعة الحوثي المسلحة محمد عبدالسلام، أن الهجوم على قاعة العزاء يرتقي إلى مستوى سلوك الإبادة الجماعية، ما يستدعي التحقيق الفوري في الحادث بمشاركة خبراء الولايات المتحدة.
وكان التحالف الدولي بقيادة المملكة العربية السعودية قد بدأ شن غارات جوية على اليمن في 25 مارس 2015، فيما يطلق عليه عملية عاصفة الحزم، لكن حادثة العزاء هو الهجوم الاكثر دموي حتى الان. ونفت السعودية في وقت سابق في بيان نشرته وكالة الانباء السعودية المزاعم الصادرة عن الحوثيون في صنعاء والتي أفادت بأن التحالف هو المسؤول عن الضربات الجوية التي أسفرت عن قتلى وجرحى. وأشار البيان إلى أن قوات التحالف تتجنب دائما استهداف التجمعات السكانية وتجنب المدنيين. وفي نفس الوقت، وقالت السعودية في البيان إنه سوف يتم إجراء تحقيق بشكل فوري من قيادة قوات التحالف، وبمشاركة خبراء من الولايات المتحدة الأمريكية تمت الاستعانة بهم في تحقيقات سابقة، كما سوف يتم تزويد فريق التحقيق بما لدى قوات التحالف من بيانات ومعلومات تتعلق بالعمليات العسكرية المنفذة في ذلك اليوم، وفي منطقة الحادث والمناطق المحيطة بها، وستعلن النتائج فور انتهاء التحقيقات.
أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الهجوم الذي وقع ضد قاعة العزاء في صنعاء، قائلا:" أي هجوم متعمد على المدنيين غير مقبول كليا"، ودعا إلى تحقيق فوري وشامل في تلك الواقعة. كما أدان جيمي ماكغولدريك منسق الشؤون الإنسانية في اليمن الغارات الجوية في اليمن ووصفها ب" الهجمات الارهابية".
وقد أدى الحادث الى اخذ هذا الولايات المتحدة قرار اعادة النظر في سياستها الداعمة للعمليات العسكرية التي يشنها التحالف الدولي بقيادة المملكة العربية السعودية في اليمن، وتعتزم خفض المساعدات العسكرية إلى المملكة العربية السعودية. وقال نيد برايس المتحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض:" نشعر بقلق عميق جراء الغارة الجوية على قاعة عزاء في اليمن"، "أن التعاون الأمني الأمريكي مع المملكة العربية السعودية ليس شيكاً على بياض". "شرعنا في مراجعة بخفض كبير للدعم العمليات العسكرية لقوات التحالف بقيادة السعودية في اليمن ."
حاليا، الوضع في اليمن متدهور للغاية ومحادثات السلام اليمنية عالقة. وأشار محللون CNN إلى أن الصراع المتواصل جعل الأزمة اليمنية تشهد التصاعد السريع الى حرب متعددة الاطراف، وأتاح فرصة للنمو السريع لتنظيم " الدولية الاسلامية" وتنظيم " القاعدة". واضافت مثل هذه الاضطرابات الكثير من العوامل الجديدة غير اليقين في البيئة السياسية المحلية. ومن ناحية أخرى، بالرغم من محادثات السلام بين الأطراف المتنازعة في اليمن بوساطة الامم المتحدة، إلا أن توصل الطرفان الى توافق وحل الصراع في اليمن بطريقة سياسية لا يزال طويلا.