ريجا 6 نوفمبر 2016 /من المتوقع ان تحقق العلاقات بين الصين ودول وسط وشرق اوروبا نموا كبيرا، حيث ضخت زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ فى المنطقة قوة دافعة كبيرة للتعاون النشط بالفعل.
واختتم لي زيارته التى استمرت 3 ايام إلى لاتفيا صباح اليوم (الاحد)، حيث حضر امس السبت اجتماعا بين رؤساء حكومات الصين ودول وسط وشرق اوروبا ال16، قمة 16+1.
واتفق لي وقادة دول المنطقة على تعزيز التعاون البراجماتي مع الصين، وزيادة التبادلات الشعبية لزيادة تعزيز التكامل المتبادل.
تعزيز التعاون البراجماتي
أكد قادة الصين ودول وسط وشرق اوروبا خلال قمة ريجا على التعاون البراجماتي فى مجالات التجارة والارتباطية والاستثمار والتمويل والزراعة والغابات.
وعلى صعيد التجارة والاستثمار، حث المشاركون على تحقيق تقدم فى المفاوضات القائمة بين الاتحاد الأوروبي والصين بشأن اتفاقية استثمار طموحة وشاملة. ورحبوا بتعزيز التعاون فى التجارة من خلال منصات التجارة الالكترونية وحثوا الشركات من الطرفين على تدعيم صادرات وواردات منتجاتها عالية الجودة والخاصة بها من خلال التجارة الالكترونية.
ووصل حجم التجارة بين الصين ودول وسط وشرق اوروبا إلى 56.2 مليار دولار امريكي فى 2015، بزيادة 28 بالمئة مقارنة بعام 2010. وتجاوز الاستثمار الصيني فى دول وسط وشرق اوروبا ال16 حاجز 5 مليارات دولار، بينما استثمرت دول المنطقة بأكثر من 1.2 مليار دولار فى الصين.
ومن أجل تعزيز الارتباطية، تدعم جميع الاطراف تطوير طرق النقل بين اوروبا وآسيا، من بينها تطوير خطوط السكك الحديد لنقل البضائع بين اوروبا والصين واقامة مراكز لوجيستية متنوعة فى دول المنطقة وفى مناطق الجسر البري الاوراسي بأكملها وتحسين سلسلة الامدادات الدولية وقواعد عبور الحدود على ممرات النقل.
وقال ليو تسوه كوي، باحث فى شئون دول وسط وشرق اوروبا بالاكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية "تتميز كل قمة من قمم 16+1 بسماتها وموضوعاتها الخاصة. فقضايا النقل والارتباطية، محور قمة ريجا، تتوافق مع حاجات التنمية الاقليمية وتعاون 16+1. كما تظهر مميزات لاتفيا فى الموقع الجغرافي."
وفيما يتعلق بالتعاون فى الاستثمار، أعربت الصين ودول وسط وشرق اوروبا عن الاستعداد لتعزيز التعاون البحري من خلال البحر الادرياتيكي وبحر البلطيق والبحر الاسود فى اعلان ريجا الذى صدر بعد القمة.
كما اتفقوا على دعم تنمية التكتلات الصناعية فى الموانئ وحثوا على التعاون فى تنمية البنية التحتية مثل بناء خطوط السكك الحديد والطرق واللوجيستيات ومنشآت التخزين فى الموانئ والمناطق الصناعية وكذا التعاون الاوثق فى التمويل المتعلق بهذه المشروعات.
وأوضح ليو "سيكون التعاون عبر البحار الثلاثة محركا جديدا للتعاون بين الصين ودول وسط وشرق اوروبا"، مضيفا ان التعاون، الذى يجمع بين معدات الصين وتكنولوجيا اوروبا والاسواق فى دول وسط وشرق اوروبا، سيكون نموذجا جيدا للتعاون الاقليمي بين الطرفين.
وعلى صعيد التعاون المالي، تم دعوة المؤسسات المالية والشركات من دول وسط وشرق اوروبا للاسهام على أساس تطوعي فى صندوق استثمار اقامته شركة مالية قابضة بين الصين ودول المنطقة للتدعيم المشترك للتعاون بين الصين ودول وسط وشرق اوروبا فى الارتباطية وتنمية الصناعات المتعلقة بالامر.
وحث المشاركون فى القمة المؤسسات المالية الصينية، منها صندوق طريق الحرير، على تقديم الدعم المالي للتعاون بين الصين ودول المنطقة ودعم الطرفين فى تعزيز التعاون العملي فى اطار البنك الاوروبي لاعادة الاعمار والتنمية، بما فى ذلك التعاون مع دول ومناطق أخرى.
كما سيتم اطلاق وتشغيل صندوق التعاون الاستثماري بين الصين ودول وسط وشرق اوروبا (المرحلة الثانية) فى 2017.
كما خططوا ايضا لدراسة إمكانية إقامة رابطة بنكية بين الصين ودول وسط وشرق اوروبا.
وقال رئيس مجلس الدولة فى مؤتمر صحفي مشترك بعد القمة "التعاون بين الصين ودول وسط وشرق اوروبا، وهو تعاون اقليمي بين اكبر دولة نامية فى العالم والاقتصادات الصاعدة فى منطقة وسط وشرق اوروبا، يساعد فى تدعيم النظام التجاري العالمي والتنمية المتوازنة والشاملة للاقتصاد العالمي."
التبادلات الشعبية
اقترح لي خلال القمة تكثيف التبادلات الشعبية من خلال الاستغلال الكامل لاليات التعاون فى مجالات التعليم والثقافة والسياحة والصحة والمحليات والشباب، حيث ان الصداقة والتفاهم بشكل متبادل بين الشعوب يحملان مفتاح العلاقات بين الدول."
وأوضح ان الصين تدعم الاقامة المبكرة لمركز تنسيق 16+1 بشأن التعاون الثقافي، وستدعو الف شاب من دول وسط وشرق اوروبا إلى ورشة عمل جسر شباب المستقبل فى السنوات ال10 القادمة.
كما ان توجيهات ريجا تتضمن قائمة بالاجراءات المطلوبة تضم 28 بندا بشأن التعاون الثقافي والصحي والمحلي بين الصين ودول وسط وشرق اوروبا، منها موسم ثقافي فى الصين ومنتدى لوزراء الصحة فى المجر العام القادم.
كما اقترح لي جهود تيسير سياسات التأشيرت وتسهيل اجراءات الدخول عبر الحدود واطلاق المزيد من رحلات الطيران المباشرة بين الصين ودول وسط وشرق اوروبا لتعزيز التعاون السياحي، وأعرب عن الدعم لتحديد عام 2017 عاما للتعاون الاعلامي بين الصين ودول وسط وشرق اوروبا.
وقال لي "عندما تزدهر التبادلات الشعبية، يزدهر التعاون بين الطرفين."
تكملة مفيدة
تأتي قمة ريجا فى سياق انتعاش اقتصادي عالمي هش ونمو تجاري ضعيف وتطور جديد ومعقد للقضايا العالمية والاقليمية الساخنة.
وخلال مكافحة اوروبا للتغلب على النمو الضعيف والتضخم المالي ونسبة البطالة المرتفعة فى أعقاب أزمة الديون السيادية، فان الشكوك الناتجة عن خروج بريطانيا فى الاتحاد الاوروبي وأزمة اللاجئين غير المسبوقة تضيف المزيد من الضغوط.
وقال لي يوم السبت ان التعاون بين الصين ودول وسط وشرق اوروبا "جزء لا يتجزأ من التعاون الصيني-الاوروبي وتكملة مفيدة له."
وأوضح ان التعاون بين الطرفين يخدم ليس فقط السلام والاستقرار فى منطقة دول وسط وشرق اوروبا ولكن يسهم ايضا فى التنمية المتوازنة لاوروبا ككل.
وقال تسوي هونغ جيان، مدير ادارة الدراسات الاوروبية بمعهد الدراسات الدولية الصيني، ان اولوية التنمية الحالية لاوروبا هي مكافحة الشكوك الناتجة عن الخروج البريطاني والقضايا الاخرى وتوسيع الجوانب الايجابية.
وقال لي ان القمة ترسل رسالة ايجابية للعالم بشأن تدعيم السلام والاستقرار العالميين وتعزيز تحرير التجارة وتسهيل الاستثمار، ودفع عملية العولمة.
كما انها تساعد فى تدعيم النظام التجاري العالمي والتنمية المتوازنة والشاملة للاقتصاد العالمي.
ومؤكدا على ان تنمية الصين تتطلب بيئة دولية سلمية ومستقرة، قال لي ان الصين تدعم بشكل قوي عملية التكامل الاوروبي وترحب باوروبا مزدهرة ومستقرة.
ومن بين الدول ال16، هناك 11 دولة فى الاتحاد الاوروبي، حيث تمثل 30 بالمئة من منطقة الاتحاد باكملها و40 بالمئة من شعوب الاتحاد الاوروبي.
ومع سعي معظم دول وسط وشرق اوروبا للاستثمار الاجنبي لتحديث البنية التحتية المحلية، فان الصين وهذه الدول تكمل بعضها البعض بشكل كبير.
وخلال التعامل فى اطار الية 16+1، تلتزم الصين دائما بمبادئ الانفتاح والشفافية وتحافظ على اتصالات وثيقة مع الاتحاد وترحب بتعاون ثلاثي فى منطقة دول وسط وشرق اوروبا مع الاتحاد الاوروبي، وفقا لخبراء.
وقال تسوي ان التعاون البراجماتي بين الصين ودول وسط وشرق اوروبا قدم نموذجا جديدا لتنمية عالم متعدد الاقطاب، مضيفا ان النمو الاقتصادي وتحسين أحوال معيشة الشعوب فى دول وسط وشرق اوروبا سيساعدان فى حل مشكلة التنمية غير المتوازنة فى اوروبا وسيضيفان أيضا إلى استقرار الاتحاد الاوروبي.
وأوضح "ستلعب اوروبا مستقرة ومزدهرة دورا أكبر فى عالم متعدد الاقطاب."
العلاقات الثنائية
يوافق هذا العام الذكرى ال25 لاقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين ولاتفيا. وتعد هذه أول زيارة لرئيس مجلس دولة صيني إلى البلاد منذ حصولها على الاستقلال من الاتحاد السوفيتي السابق فى 1991.
وعقد لي محادثات فى لاتفيا مع نظيره ماريس كوسينسكيس، حيث اتفق الطرفان على التدعيم المشترك للتعاون العملي فى جميع المجالات من أجل النفع المتبادل، وشهدا توقيع وثائق تعاون ثنائية فى التجارة والنقل والثقافة.
وخلال الزيارة، اجتمع لي أيضا مع الرئيس رايموندس فيجونيس ورئيسة البرلمان انارا مورنيس على التوالي.
وعلى هامش القمة، اجتمع لي بشكل منفضل مع قادة آخرين من دول المنطقة وبيلاروس كمراقبة لالية التعاون بين الصين ودول وسط وشرق اوروبا.
وحث لي على تعزيز التعاون فى دمج استراتيجيات التنمية والبنية التحتية والزراعة والطاقة.