دمشق 6 نوفمبر 2016 / أعلن تحالف يضم جماعات كردية وعربية مسلحة اليوم (الأحد) اطلاق عملية عسكرية واسعة تحت اسم "غضب الفرات" لاستعادة مدينة الرقة المعقل الرئيسي لتنظيم الدولة الاسلامية (داعش) شمالي سوريا بالتنسيق مع التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
وتمكن التحالف المعروف باسم (قوات سوريا الديمقراطية) من التقدم والسيطرة على نحو 6 قرى ومزارع ومواقع في ريف الرقة الشمالي وسط ضربات جوية للتحالف الدولي لأهداف التنظيم في مواقع الاشتباكات ، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
ويأتي الاعلان عن الهجوم على الرقة في وقت تواصل فيه القوات العراقية عملياتها العسكرية لاستعادة مدينة الموصل معقل داعش في العراق.
وقال تحالف "قوات سوريا الديمقراطية" ، في بيان ، "إننا في القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية نزف لكم بشرى بدء حملتنا العسكرية الكبيرة من أجل تحرير مدينة الرقة وريفها من براثن قوى الإرهاب العالم الظلامي المتمثل بداعش الذي اتخذها عاصمة لدولته المزعومة".
ووفقا للبيان ، فقد بدأت الحملة مساء السبت حيث تم "تشكيل غرفة عمليات (غضب الفرات) من أجل قيادة عملية التحرير والتنسيق بين جميع الفصائل المشاركة وجبهات القتال".
وجاء في البيان أن "عمليات غضب الفرات ستسير ، بكل حزم واصرار ، حتى تحقق هدفها في عزل ثم إسقاط عاصمة الإرهاب العالمي".
وتعهد التحالف بـ"الانتصار" في هذه "المعركة المصيرية" كما حدث في كوباني وتل ابيض والحسكة والهول والشدادي ومنبج، وكلها مناطق تقع تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.
وأضاف البيان أن الرقة " ستتحرر بسواعد ابنائها وفصائلها ، عربا وكردا وتركمانا ، تحت راية قوات سوريا الديمقراطية وبالمشاركة الفعالة لوحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة YPJ/YPG ، وبالتنسيق مع قوات التحالف الدولي".
ودعا البيان القوى الدولية والإقليمية الى المشاركة فيما وصفه بـ"شرف القضاء على مركز الإرهاب العالمي" من خلال تقديم كل انواع المساعدة اللوجستية والمعنوية والسياسية للقوى المشاركة بعملية تحرير الرقة.
ويسيطر تنظيم داعش على كامل محافظة الرقة منذ العام 2014 باستثناء مدينتي تل أبيض وعين عيسى اللتين تسيطر عليهما قوات "سوريا الديموقراطية" التي تشكل "وحدات حماية الشعب" الكردية" أبرز مكوناتها.
وتحدث المرصد السوري لحقوق الانسان ، الذي يعتمد على شبكة من النشطاء على الأرض ، عن اندلاع معارك عنيفة بين "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة من طائرات التحالف من جهة وتنظيم داعش من جهة أخرى في الريف الشمالي للرقة.
ووفقا للمرصد ، فقد تمكنت قوات سوريا الديمقراطية خلال الساعات الفائتة من التقدم والسيطرة على نحو 6 قرى ومزارع ومواقع في ريف الرقة الشمالي.
وترافقت الاشتباكات في محيط هذه القرى مع تحليق مستمر ومكثف للطائرات الحربية في سماء المنطقة واستهدافها مواقع وآليات للتنظيم في مواقع الاشتباك وفي مناطق ببلدة تل السمن والقناة الرئيسية شمال البلدة بريف الرقة الشمالي.
بينما فجر تنظيم داعش عربتين مفخختين على الأقل مستهدفا مقاتلي القوات، وسط معلومات مؤكدة عن سقوط خسائر بشرية في هذه الاشتباكات والتفجيرات وعمليات القصف المتبادل التي رافقتها.
وتحدثت امريكا وتركيا عن مشاورات تجرى بين الطرفين من اجل المشاركة في عملية اخراج تنظيم داعش من الرقة.
وابدت تركيا استعداها لدعم عملية تحرير الرقة ، في حال لم تشارك فيها القوات الكردية السورية، في حين اعلنت واشنطن ان "المعركة قريبة" ولن تتعاون مع النظام السوري في هذ العملية.
واعلنت وزارتا الدفاع الامريكية والبريطانية مؤخرا ، ان الهجوم لاستعادة مدينة الرقة سيبدأ خلال أسابيع ، إلا أن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف كشف يوم الأربعاء الماضي،عن تأجيل الولايات المتحدة توجيه معارك التحالف الدولي نحو تحرير الرقة من تنظيم داعش الى "أجل غير مسمى".
وتقود الولايات المتحدة منذ عام 2014، حلفا دوليا يضم أكثر من 60 دولة، لمحاربة تنظيم داعش في سوريا والعراق، واعلن التحالف الدولي مطلع العام الحالي أن الأراضي الخاضعة لسيطرة التنظيم في سوريا تقلصت بنسبة 20% خلال عام 2015.