الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تعليق: صراع ترامب - كلينتون و"مرض أمريكا"

2016:11:08.17:07    حجم الخط    اطبع

 بقلم: يوان بنغ، نائب مدير معهد الصين لدراسات العلاقات الدولية المعاصرة

بدأ الأمريكيون إنتخاب رئيسهم الجديد، لكن سواء فاز ترامب أم هيلاري، فإن نتيجة الإنتخابات لن تكون إنتصارا للديمقراطية، وإنما صفحة جديدة مهزلة في تاريخ الانتخابات الأمريكية الذي يعود إلى ما قبل 200 عام.

تبادل المرشحان خلال الحملات والمناظرات الإنتخابية الشتم والألفاظ النابية، ما أشعر الكثير من الأمرييكين بـ"العار" مما يحدث، على غرار فضيحة إيميل هيلاري، وإتهامات ترامب للوضع الصحي لهيلاري، ثم إتهام الأخيرة لترامب بممارسة التحرش الجنسي، وغيرها من الفضائح. كما تميزت خطابات المرشحين بالمزاجية والتطرف والبذاءة، وتحول تركيزها من السياسات والمقتراحات إلى التهجم المتبادل، ما أفقد الإنتخابات معناها الحقيقي، وتحولها إلى تهريج.

يعكس شذوذ الإنتخابات الأمريكية الحالية المرض الذي تعيشه أمريكا. أولا تعيش أمريكا مرضا إقتصاديا، فرغم دخول إقتصادها إلى مرحلة التعافي، لكن المواطن العادي لا يشعر بتحسن في وضعه الإقتصادي، حيث يبقى نمو الإقتصادي مدعوما أساسا من سياسات التيسير الكمي وغيرها من السياسات المالية، في المقابل، يعاني الإقتصاد مشاكل هيكلية، وتوسع الفوارق بين الأغنياء والفقراء، وتراجع حجم الطبقة الوسطى وإنتشار الإحباط بين أوساط الشباب. ثانيا، المرض الإجتماعي: حيث عجز أوباما خلال رئاسته لأمريكا طيلة 8 سنوات في معالجة الخلافات العرقية، بل على شهد الوضع مزيدا من التدهور وتزايدت التوجهات الإنعزالية والحمائية والشعبوية، وهو ماسمح لترامب بالصعود. ثالثا، المرض السياسي: كان الفصل بين السلط والتوازن بين الحزبين الرئيسيين نظاما يفتخر به النموذج الديقمراطي الأمريكي، لكنه يتحول الآن تدريجيا إلى مواجهة محتدمة بين الديمقراطيين والجمهوريين، وبات عاملا لتعزيز الصراع بين الحزبين وتراجع الفاعلية السياسية، ويدفع بإتجاه الإستقطاب والإنقسام السياسي، وهي ظاهرة لم تؤدي إلى الإحباط الشعبي فحسب، بل عززت مشاعر القلق لدى النخبة الأمريكية على مستقبل النموذج الديمقراطي الأمريكي.

يعود "المرض الأمريكي" إلى تقاعس أمريكا عن إجراء الإصلاحات الهيكلية اللازمة لنظامها بعد نهاية الحرب الباردة، وهو ما أدى إلى تراكم المشاكل الهيكلية، حيث تخمرت الأمراض الصغيرة لتصبح "مرضا كبيرا". وما المظاهر الغريبة التي شهدتها الإنتخابات الأمريكية لعام 2016 إلا أنماطا متطرفة يستعملها الجمهور للتعبير عن غضبه الحاد تجاه وضع أمريكا.

في ظل هذا الوضع، فإن المرشح الذي سيفوز، سيواجه مصاعب كبيرة في الحكم. أما ما يهم شعوب العالم، فهو تأثير تصاعد الصراع الداخلي على السياسة الخارجية الأمريكية، فهل سيكبح ذلك أمريكا أم سيجعلها أكثر مغامرة ومخاطرة، إذ في النهاية، يمتلك الرئيس صلاحيات كبيرة على مستوى تحديد السياسات الخارجية.

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×