الفلسطينيون يدشنون متحفا لزعيمهم الراحل ياسر عرفات في رام الله

رام الله 9 نوفمبر 2016 /دشن الفلسطينيون اليوم (الأربعاء) في مدينة رام الله بالضفة الغربية متحفا لزعيمهم الراحل ياسر عرفات مع حلول الذكرى 12 لرحيله.

وقام الرئيس الفلسطيني محمود عباس وأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط وعدد من المسئولين العرب والأجانب بافتتاح المتحف الذي يقع في مقر الرئاسة الفلسطينية خلف ضريح عرفات، وبلغت تكلفته سبعة ملايين دولار أمريكي.

واعتبر عباس في مراسم حفل افتتاح المتحف أن متحف عرفات "إنجاز كبير سيحافظ على إرث نضالي كفاحي لرجل عظيم".

وأضاف "سيبقى هذا المتحف وبما يحتويه من متعلقات شاهدا على الوفاء وهدية ونبراسا لأجيالنا القادمة لتتعرف من خلاله على تاريخ واحد من أعظم رجالات فلسطين والعالم في القرنين العشرين والحادي والعشرين".

وأكد عباس "أننا على العهد محافظون وسنظل متمسكين بثوابتنا الوطنية التي أرساها المجلس الوطني الفلسطيني في دورة إعلان الاستقلال عام 1988، ندافع عن حقوق شعبنا ومقدساتنا، ونراكم الإنجازات على طريق قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية".

بدوره، أكد أبو الغيط أن القضية الفلسطينية التي عاش عرفات من أجلها "لن تموت"، معتبرا أن "هذا المتحف يحمل رسالة للعالم بوجود هذا الشعب وقريبا جدا سيعيش الأبناء بوطن حر ومستقل لا يعرف نقاط التفتيش والجدران ولا مكان فيه للاعتقال والمداهمات والحصار والعزل".

وأشار أبو الغيط إلى أن المتحف "سيكون شاهدا على التفاصيل والمقتنيات التي لا تروي قصة رجل فقط وإنما تاريخ بلد، نتتبع تاريخ الوطن في مسيرة الرجل، الوطن الذي عاش ومات من أجله".

وأضاف أن "بإمكان الاحتلال نزع الأرض وأن يهدم البيوت، ولكن ليس بإمكانه مصادرة الذكرى أو محو المسيرة أو قتل القصة والحكاية، لأن المتحف لا يبكي على الأطلال بل يحتفي بالذكرى وينطلق بها للمستقبل".

من جهته، وصف رئيس مجلس أمناء مؤسسة ياسر عرفات الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى إن إحياء ذكرى عرفات "يؤكد لكل من قالوا إن القضية الفلسطينية تبخرت وإن هذا لن يحدث وسنظل نعمل بإصرار وصمود للتوصل لحل عادل لهذه القضية مهما مرت السنوات".

ودعا موسى إلى "وحدة الصف الفلسطيني والعربي خلف القرار الفلسطيني"، مشددا على أن "الوقت حان لنصل إلى حل نهائي للقضية الفلسطينية بدلا من الاستمرار في إدارتها".

من جهته، قال أمين عام مؤسسة ياسر عرفات عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) ناصر القدوة أن المتحف "يقدم لأبناء الشعب الفلسطيني وللعالم رواية الحركة الوطنية الفلسطينية من خلال سيرته بما يخلق فضاء حيويا"

وتابع ان مقتنيات الزعيم عرفات ستشكل ملتقى يجسر بين الماضي والحاضر بصيغة مستمرة ومزارا يسهم في ديمومة إرث عرفات".

كما تحدث في مراسم افتتاح متحف عرفات منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف الذي وصف عرفات بأنه "شخصا يحظى باهتمام العالم جميعه كرس حياته من أجل هذه القضية ووضع شعبه على الطريق الصحيح لبناء دولتهم المستقلة، واتخذ قرارات شجاعة".

وأكد ميلادينوف على التزام الأمم المتحدة بدعم الجهود الفلسطينية لبناء دولة فلسطينية مستقلة، وأن المستوطنات الإسرائيلية تهدد السلام.

وشارك في مراسم افتتاح المتحف الأمين العام لجامعة الدول العربية السابق نبيل العربي، ورئيس وزراء الأردن الاسبق عبد السلام المجالي، وزير الاعلام الأردني الأسبق صالح القلاب، والوزير السابق في الحكومة التونسية الهادي البكوش إلى جانب مسئولين وقناصل عرب وأجانب.

وكان تم بدء العمل في إنشاء المتحف في العام 2010 وبلغت تكلفته سبعة ملايين دولار أمريكي وهو مقام على طابقين على مساحة تبلغ 2600 متر.

ويحتوي المتحف على 120 لوحة ومقتنيات شخصية لعرفات من بينها شهادة وميدالية جائزة نوبل للسلام التي حاز عليها بالاشتراك مع رئيس وزراء اسرائيل آنذاك اسحق رابين ووزير الخارجية شيمون بيريز، بعد توقيع اتفاق أوسلو للسلام المرحلي بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل في العام 1993.

كما يضم قسم فيديو يحتوي على أكثر من 3500 تسجيل تراوح ما بين مدة ثواني إلى أفلام وتسجيلات وثائقية طويلة المدة، إلى جانب مكتبة إلكترونية وسمعية وورقية كبيرة، وقاعة عرض متنقل ستعرض بشكل دوري أعمال مبدعين وفنانين.

وسيكون المتحف جاهزا لاستقبال عامة الزوار ابتداء من يوم غد.

وعرفات هو الرئيس السابق لمنظمة التحرير الفلسطينية منذ عام 1969، وأول رئيس للسلطة الفلسطينية منذ تأسيسها بموجب اتفاق أوسلو.

ويحيي الفلسطينيون الجمعة الذكرى 12 لوفته .

ورحل عرفات في 11 من نوفمبر 2004 عن عمر (75 عاما) خلال تلقيه العلاج في مستشفى فرنسي بمرض غامض لم يحدد وسط اتهامات من مسئولين فلسطينيين لإسرائيل باغتياله عن طريق السم.