موسكو 7 ديسمبر 2016 /يسود اعتقاد بأن المحادثات التى جرت أمس الثلاثاء بين رئيس الوزراء الروسى دميترى ميدفيدف ونظيره التركى بن على يلديريم فى موسكو، سوف تكون مفتاح إنعاش العلاقات الثنائية خاصة العلاقات الاقتصادية.
وقال ميدفيدف للصحفيين أمس الثلاثاء بعد الاجتماع "إن الهدف الرئيسى هو إعادة تنظيم التعاون التجارى والاقتصادى. وان علينا استئناف النمو المطرد".
كانت العلاقات بين البلدين قد توترت العام الماضى فى أعقاب إسقاط تركيا طائرة حربية روسية بالقرب من الحدود التركية السورية فى الوقت الذى وصف فيه الرئيس الروسى ذلك بأنه "طعنة فى الظهر"، وأصدر أمرا بفرض بعض العقوبات على أنقرة لإضعاف الاقتصاد التركى.
وقد بدأ ذوبان الجليد بعد فترة استمرت ثمانية أشهر من العلاقات المتوترة فى شهر يونيو الماضي فى أعقاب اعتذار الرئيس التركى رجب طيب إردوجان عن حادث إسقاط الطائرة وبدأت موسكو تدريجيا فى رفع قيودها عن أنقرة.
وقد التقى بوتين مع الرئيس التركى فى ثانية كبريات المدن الروسية سان بطرسبرج فى أغسطس الماضي، وبعد ذلك واصل الرئيسان اتصالات هاتفية متكررة حول العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية الساخنة.
وقد أجرى الرئيس بوتين محادثات مع إردوغان خلال زيارة الى أنقرة فى شهر اكتوبر الماضي على هامش مؤتمر الطاقة العالمى.
وقال ميدفيدف إنه بحث مع يلديريم طائفة كبيرة من الموضوعات التى تضمنت التجارة والاستثمار والبترول والغاز والطاقة النووية فضلا عن التكنولوجيا المتقدمة والزراعة والسياحة.
ومن بين المشروعات الثنائية الكبرى التى بحثاها، خط الأنابيب التركى لتوصيل 15.75 مليار متر مكعب من الغاز الروسى كل عام إلى تركيا ونفس الكمية إلى الأسواق الأوروبية عبر البحر الأسود.
وكان المشروع قد بدأ فى عام 2014 إلا أنه توقف حتى يتم توقيع بوتين وإردوغان على اتفاق لإحيائه خلال زيارة الرئيس الروسى في أكتوبر الماضي.
وقد صدق البرلمان التركى على الاتفاق، ووقع إردوغان على القانون الذى يقضى بالتصديق على الاتفاق مع روسيا على الخط التركى. ومن المتوقع أن يصدق البرلمان الروسى على الاتفاق فى المستقبل القريب، وفقا لما ذكر ميدفيدف.
كما استعرض رئيسا الحكومتين القضايا المتعلقة ببناء محطة ((أكويو)) للطاقة النووية فى تركيا التى تعتمد على تصميم روسى، إلى جانب مشروع آخر معلق بسبب توتر العلاقات.
وقال ان الجانب التركى اتخذ كل القرارات السياسية الضرورية للاسراع بالمشروع وتسهيل اجتذاب الاستثمارات التى تقدر بما يقرب من 20 مليار دولار امريكى ووضعه على المسار بحلول عام 2023 عندما تحتفل تركيا بالذكرى المائة لتأسيس الجمهورية.
وقال يلديريم فى المؤتمر الصحفى المشترك ان الجانبين يهدفان الى التوصل الى "هدف طموح" يقضى بزيادة التجارة الثنائية إلى 100 مليار دولار كل عام من الرقم الحالى البالغ 36 مليارا.
وأضاف يلدريم "أن هدف المائة مليار دولار ممكن. ولتحقيق ذلك من الضرورى رفع القيود وتيسير قواعد التأشيرات وزيادة إيقاع التجارة".
كما أعربت أنقرة عن الرغبة فى استعادة السياحة الى سابق مستوياتها حيث اعتادت تركيا ان تكون واحدة من الجهات المفضلة لدى الروس قبل توتر العلاقات.
وبالنسبة للأزمة السورية، اتفق كلا الجانبين على ان الاولوية الأولى ستكون هى تطبيع الوضع هناك مع التركيز على ابرام تسوية عن طريق الحوار بين الأطراف السورية.
وقال يلديريم ان تركيا ترغب فى وضع نهاية للأزمة الإنسانية فى مدينة حلب بشمال سوريا وتقديم مساعدات إنسانية للمتضررين وخلق ظروف ملائمة للاجئين السوريين للعودة.
وأضاف ان عملية "درع الفرات" التى تقوم بها حاليا القوات التركية فى سوريا تهدف إلى تحقيق هذه الأهداف.