مقالة : حماية سور الصين العظيم ... إنجازات عديدة رغم صعوبة المهمة

بكين 8 سبتمبر 2016 / سور الصين العظيم، أكبر تراث ثقافي من حيث الحجم في العالم ، إذ يبلغ إجمالي أطواله أكثر من 21 ألف كيلومتر، وقد أدرج إلى قائمة التراث العالمي في عام 1987 .

يعتبر سور الصين العظيم رمزا ثقافيا وتاريخيا للصين ، فمع انتشاره في 404 محافظات وبلدة و15 مقاطعة ومدينة في الصين . ولحماية هذا الرمز الرائع والتراث القيم ، بذلت الصين جهودا مستمرة في حماية سور الصين العظيم وخاصة في السنوات العشر الأخيرة ، وحققت منجزات عديدة على الرغم من صعوبة مهمة أعمال الحماية للآثار الثقافية القديمة.

فقد أصدرت مصلحة الدولة للآثار في نوفمبر "تقرير حماية سور الصين العظيم"، وحسب التقرير ، حتى نوفمبر عام 2016 ، حظيت أكثر من 86.7 في المائة من إجمالي مقاطع سور الصين العظيم في البلاد ، وعددها 37924 مقطعا ، بحماية على مستوى المقاطعة فما فوق .

فعلى سبيل المثال ، تنتشر على حدود مقاطعة شانشي بشمالي الصين آثار سور الصين العظيم التي تعود لعهود جميع الأسر الامبراطورية الصينية التي شاركت في بناء سور الصين العظيم عبر تاريخ الصين . ويصل إجمالي أطوال السور في المقاطعة إلى أكثر من 1400 كيلومتر ، منها نحو 900 كيلومتر من عهد أسرة مينغ (عام 1368-1644 ميلادي ) والتي تتمتع بقيمة تاريخية كبيرة .

ولحماية سور الصين العظيم في المقاطعة، أعلنت الحكومة المحلية في مقاطعة شانشي معلومات دقيقة حول آثار سور الصين العظيم في شانشي، حيث بلغ عددها 4276 مقطعا منتشرة في 8 مدن ، وشملت المعلومات الأسماء والمواقع الجغرافية والتاريخية وغيرها من المعلومات الدقيقة حول الآثار .

وعلى الرغم من الإنجازات العديدة المحققة ، إلا أن أعمال حماية سور الصين العظيم استمرت بمواجهة التحديات القاسية .

بُني سور الصين العظيم في ظروف جغرافية قاسية مثل الجبال والصحراء ، ومعظم هياكله صخرية غير متماسكة ، تعرض معظمها بمرور الوقت وعوامل الرياح والأمطار لأضرار مختلفة، علاوة على الأضرار غير الطبيعية المتمثلة في السرقة وأعمال البناء غير الشرعية وغير ذلك .

وفي هذا الصدد، أشار دونغ ياو هوي، نائب الرئيس التنفيذي لجمعية سور الصين العظيم إلى أن معظم مقاطع سور الصين العظيم تنتشر في مناطق غير متقدمة اقتصاديا تفتقر للاهتمام والدعم الكافيين إلى جانب نقص الدعم المادي والبشري لحماية الآثار .

وأضاف دونغ أنه ينبغي على الحكومات المحلية أن تخصص أموالا وتنظم فرقا متخصصة في أعمال البحوث والصيانة والحماية لآثار سور الصين العظيم .

وأصدرت الصين أنظمة لحماية سور الصين العظيم في عام 2006، لكن دون تخطيط عام مفصل في أعمال الحماية .

ودعا دونغ ياو هوي الحكومة لإصدار مخطط كامل لحماية سور الصين العظيم ، لكي يحدد مسؤوليات وواجبات الحكومة والأطراف المعنية الأخرى، إلى جانب تطبيق أنظمة الحماية بشكل كامل ودقيق .

كما اقترح دونغ أن تدرس الدولة المشاريع المتواجدة لصيانة سور الصين العظيم بشكل أكبر بهدف بهدف استخلاص الخبرات والتجارب، لافتا إلى تخصيص قرابة 200 مليون يوان (نحو 29.41 مليون دولار أمريكي) في أكثر من 10 سنوات الماضية لصيانة سور الصين العظيم.

وقال دونغ إن من الضروري أن ندرس التجارب ونلخص الخبرات الناتجة عن هذه المشروعات ، لكي نضع مقياسا موحدا في أعمال صيانة وحماية سور الصين العظيم .