2 ديسمبر 2016/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ منحت أكاديمية فنون وعلوم السينما الأمريكية في 12 نوفمبر الجاري النجم الصيني جاكي تشان وثلاثة سينمائيين آخرون جائزة الأسكار الفخرية عن مجمل أعمالهم تقديرا لمساهماتهم البارزة في الفن السينمائي. وبات جاكي شان أول صيني وأصغر سنا يفوز بالجائزة. وقبل جاكي شان، فاز بهذه الجائزة شارلي شابلن، والت ديزني، بول نيومان، وغيرهم من نجوم الافلام المعروفين عالميا. في الواقع، كان جاكي تشان رمزا وممثلا للثقافة الصينية في المحافل الدولية قبل فوزه بالاسكار، حيث ارتبط اسمه بالصين ارتباطا حميما، الأمر الذي لا يمكن للنجوم في الأوساط السينمائية الصينية تحقيقه بعد عصر بلوس لي.
وفي هذا الصدد، استعرض جاكي تشان بعد عودته من الأسكار لمراسل صحيفة الشعب اليومية الأيام الصعبة التي عاشها في بدايات أعماله في هوليود في السبعينيات للقرن الماضي. وقال إن طريقة عمله وعرضه للكونغفو لم يلقى اقبالا في الولايات المتحدة، كما تعرض للقيود الكبيرة ومطالب عديدة مختلفة عند عملية التصوير. مضيفا:" شعوري بالفشل جعلني أقرر العودة الى آسيا وتحقيق حلمي في مسقط رأسي دون تغيير أفكاري التي كنت مؤمن بها وبنجاحها يوما ما." وبالفعل، بعد 15 عاما، أصبحت أساليب حركة جاكي تشان ذات شعبية كبيرة عبر جميع أنحاء الولايات المتحدة.
ويعتقد جاكي تشان أن الامريكيين يحبون مشاهدة كلينت ايستوود ذلك الرجل القوي الذي يمكن أن يقضي على خصمه بطلقة واحدة، وأن هذه الشخصية تعبر عن الرجل القوي. لكن، طريقة جاكي تشان للحركات لا تمثل الرجل القوي. كما يحبون مشاهدة الكوميديا الهزلية وليست كوميديا الحركة، قائلا:"هما عالمان مختلفان تماما. حيث أن البطل الامريكي هو بمفهوم امريكا العظمى، منقذ العالم والبشرية جمعاء، لكن البطل في فكرنا نحن يهتم أكثر بانقاذ الاسرته ، قريته ، وطنه، يحمل المزيد من المشاعر الوطنية."
أشار جاكي تشان إلى الصعوبات التي يواجهها في الابتكار واكتشاف قصص جديدة أو التغيير في حركات الكونغ فو حسب تغيرات البيئة، ما يجعله يستخدم ذكائه في تنفيذ حركاته مثلا تنفيذ الضربة على اريكة بدلا من الطاولة، لخلق نوع من التغيير ويشعر المشاهد بأن الحركة طبيعية. مضيفا:" التصوير الجيد لافلام الاكش تحتاج الى المال والوقت وخبرة جيدة في الفنون القتالية، بالاضافة الى بيئة جيدة. وأن عدم وجود العديد من مخرجي افلام الاكش في الصين حاليا يعود الى عدم توفير البيئة والشروط اللازمة لتحقيق ذلك." مضيفا، إن مونتاج عامل رئيسي لنجاح الأفلام أيضا، وفي الفترة الأخيرة لفيلمه، قام جاكي تشان بالمونتاج بنفسه دائما، لعرض ما يريده بشكل أفضل. حيث يظن أن فنون المنتاج يشبه فنون كونغفو، إنها ذات إيقاع موسيقي، يجب أن تكون متغيرا دائما، إلا وسيشعر المشاهدون بالملل.
يختلف جاكي تشان عن ممثلين هوليود الذين عادة ما يخضعون كليا الى أوامر المخرج ، إذ أن رأيه مهم جدا في انجاح افلامه ، فقد قام تشانغ لونغ بالتدرب على فنون القتال المختلفة؛ فأجاد الكثير منها إلى حد الإتقان، مما ساعده بعدها على الاشتراك بأدوار من الأعمال التي تضم مشاهدًا قتالية، بالإضافة إلى قيامه بالاشتراك في تصميم وتنفيذ العديد من تلك المشاهد. كما تسبب عدم موافقة جاكي تشان على احداث تغييرات في حركات الكونفو في فشل تلو الآخر في اختراق جاكي تشان السوق الأمريكية. وقال:"في السابق ، لم يكن احدا يسمعني في امريكا، ويسألونني دائما لماذا أصر على عدم التغيير في الحركات، وكنت اقول ، أن المشاهد الصيني لن يحب هذه الافلام اذا لم يتم تنفيذ الحركات بالشكل الصحيح ، إلا أنه في تلك الفترة لم يكن يهتمون بالسوق الصينية، ولا يهمهم ارضاء المشاهد الصيني، لانه لم يكن السوق المستهدف بالنسبة لهم." مضيفا:" لكن اليوم، يسألون دائما :" ماذا يحبون الصينيون؟"، ويحاولون دائما ان تكون افلامهم ترضى الذوق الصيني." مؤكدا أن السبب يعود الى تغيير نظرتهم للصين التي أصبحت قوى عظمى ، وسوقها السينمائي الذي أصبح أكبر أسواق العالم. قائلا:" هذا يشعرني بالفخر والاعتزاز بالمستوى الذي بلغته الصين عالميا، وتجاوز العصر الذي لم يكن يسمع صوت الصين على الساحة الدولية."
ومع ذلك، لا تزال الأفلام الصينية الحركية أكثر قبولا في العالم ، أما المواضيع الأخرى، انه من الصعب إقناع المشاهدين على نطاق واسع. وفي هذا الصدد، قال تشانغ لونغ: "تعود الثقافة السينمائية الامريكية الى قرن من التاريخ ، وتنتشر في جميع أنحاء العالم لسنوات العديدة. في حين أن تنفيذ سياسة الانفتاح في الصين لم يمر عليه وقت طويل، ما يجعل الصين بحاجة الى الكثير من الوقت لنشر ثقافتها عالميا." مضيفا: "في الواقع هذا النوع من الانتشارات قد بدأ بتصوير الامريكيين الأفلام بموضوع صيني مثل " الكونغ فو باندا" و"مولان". بالرغم من أن افلام الاكش اكثر افلام السينمائية الصينية انتشارا في العالم اليوم." ومع ذلك، يرى جاكي تشان أن الاختلاف في الثقافات واللغة من بين الاسباب التي أخرت خروج السينما الصينية ايضا. مضيفا:" نحن بحاجة الى المزيد من الأعمال والشخصيات التي تعمل على الانتشار للثقافة الصينية. غير أن الأعمال الممتازة والنجوم المشاهير عالميا تحتاج الى الوقت للتنمية. لقد استهلكت عشرات السنين لتحقيق ما انا عليه اليوم، وإن الطريق الى النجاح لن يكن قصيرا، وأهم شيء هو إخراج أعمال ممتازة تستطيع تحمل اختبار الوقت، هذا ما هو أريد أن أفعله." كما اعرب جاكي تشان عن تمنياته بأنه بعد مائة عام ان يعرف الجميع ان الصين عندها شخصية معروفة مثل بروس لي، وشخصية معروفة مثل " جاكي شان".