الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم العربي
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تحقيق اخباري : سوريون يتحدثون عن حياة البؤس والجحيم التي عاشوها في أحياء شرق حلب

2016:12:12.08:37    حجم الخط    اطبع

حلب ــ سوريا 11 ديسمبر 2016 / مع ساعات الصباح الأولى لليوم "الأحد" خرجت أم أحمد مع أولادها الخمسة من حي الصالحين بحلب الشرقية ، إلى المناطق التي تسيطرعليها الحكومة السورية ، وهي تردد بعض العبارات قائلة ، "كنا نعيش في الجحيم، والحالة الإنسانية سيئة جدا ، نريد أن نعيش بسلام ، ونربي أطفالا تربية صالحة ، أنقذونا " .

ووقفت أم أحمد وعلى رأسها كيس كبير أبيض اللون ، عند دوار اغيور الذي سيطر عليه الجيش السوري الأسبوع الماضي ، تريد الخروج مع عائلتها إلى مركز الإقامة المؤقتة في منطقة جبرين ( جنوب شرق حلب ) ، ومعها المئات العائلات التي ارادت الفرار من الجحيم الذي تعيش فيه المدنيون في شرق حلب .

وروت أم أحمد لوكالة ( شينخوا ) بدمشق ، بمرارة كيف كانت تعيش بداخل حي الصالحين الذي كان يسيطر عليه المسلحون ، وكيف كانوا يعاملونهم في حالة رفضوا أوامرهم أو تعليماتهم .

وقالت " كانوا يطعمونا خبز التبن الذي يقدم للحيوانات ، ولكل شخص رغيف واحد طيلة يومين " ، مشيرة إلى أن المسلحين كانوا يحتكرون المواد الغذائية ، ويبيعوننا إياها بأسعار غالية ، فمثلا ليتر واحد من الزيت بحدود 6000 ليرة سورية أي ما يعادل 15 دولار ، وكذلك السكر والرز فيها غالية ويصعب علينا شراؤها ، فنضطر لإطعام أولادنا بعض النبات الموجودة .

وأشارت إلى أنها حاولت الخروج عدة مرات لكن المسلحين كانوا يهددونها بالقول إن " النظام سيقتلك إن خرجت اليه " ، مضيفة " أفضل الموت عند النظام على أن ابقى هنا " .

وقال ، عمر صالحة يبلغ من العمر 50 عاما ، أب لأربعة أطفال، يعيش تحت سيطرة المسلحين في الجزء الشرقي من مدينة حلب لمدة أربع سنوات، قال إن حياته ازدادت سوءا في الأشهر الستة الماضية، عندما تم وضع المناطق التي يسيطر عليها المسلحين تحت الحصار من قبل الجيش السوري.

وقال أيضا ان الوضع قبل الحصار سيئ، ولكنه ازداد سوءا بعد الحصار .

وأضاف عمر لوكالة ( شينخوا ) الذي وصل إلى مركز الإقامة المؤقتة في جبرين ،"لقد عانينا من الظلم والمجاعة ما يكفي ، ولا يمكن لأحد أن يتصورها او يتحملها " ، مشيرا إلى أن هذا النقص الشديد في الغذاء انعكس سلبا على صحته وصحة أولاده .

ويشار إلى أن الجيش السوري والقوات المتحالفة معه اصبحوا يسيطرون على اكثر من 93 بالمئة من احياء شرق ، بعد فرض حصار لعدة أشهر في هذا الجزء من المدينة.

وجاء الهجوم العسكري للجيش السوري بعد رفض المسلحين عدة دعوات لمغادرة المدينة سلميا.

وأضاف عمر " ابني الصغير وعمره سنتين يستيقظ كل يوم وهو يبكي من الجوع ، ويقول " بابا أريد الخبز، أريد الخبز أنا جائع ".

أميرة وهي زوجة عمر كانت تجلس إلى جواره على حصيرة مصنوعة من القش رقيقة ، أمام أحد الملاجئ وهي غرف كبيرة تنام فيها مئات العائلات أثناء الليل ، تمتمت قائلة ووجها شاحب يدل على أنها مريضة إن " النساء حين تذكر كيف كانت حياتهم قبل يومين فقط ، ربما يصابون بالجنون ".

وتتذكر أميرة بمرارة ويأس الأيام التي عاشتها مع أولادها في حي الصالحين ، كيف كانوا يبكون من الجوع والمرض بسبب نقص الغذاء والدواء.

واضافت "الله وحده يعلم كيف تمكنا من البقاء على قيد الحياة مع ان لدي ولدين مريضين ، وهما بحاجة ماسة للعلاج فيرفضون اعطائنا الدواء رغم المستودعات لديهم مملوءة .

عندما سيطر المسلحين على شرق مدينة حلب في عام 2012، غادر عدد قليل إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، لا سيما أولئك الذين لديهم ما يكفي من المال للعيش في كرامة، ولكن بالنسبة للفقراء مثل عائلة عمر ، لم تتمكن من الخروج وفضل البقاء في منزله كخيار وحيد .

الطفل ماجد 12 ربيعا ، خرج بثياب رثة ، ومشى مسافة 5 كيلو مترات مع أفراد عائلة هاربين من أحياء حلب الشرقية باتجاه دوار اغيور ينظر بخوف شديد عندما يرى جنديا سوريا .

وقال ماجد ، " لكثرة الأفكار التي زرعوها بعقولنا أن الجنود السوريين سيذبحوكم ، كنت اشعر بالخوف إلى أن جاء جندي وحملنا وركض بي مسافة ليست قليلة كي لا اتعرض للقنص ، عندها شعرت بالارتياح " .

وأضاف " لقد تركت المدرسة منذ أربعة سنوات ، وكنت بالصف الرابع ..أود أن أعود إلى المدرسة وأتعلم وأساهم في بناء ما دمره هؤلاء القتلى " .

وبالرغم من كل ذلك قامت الحكومة السورية بتأمين كل الذين فروا من شرق حلب إلى ملاجئ مؤقتة في بلدة جبرين .

وجبرين، هي منشأة حكومية كبيرة سابقا كانت مخصصة لتخزين القطن ، وقد جاء اليها عشرات الجمعيات الخيرية من المجتمع المدني لتقديم المساعدات الغذائية والاغاثية لأهالي الأحياء الشرقية ، كما أنشأ الروس أيضا مستشفى ميداني في هذا المخيم، ويقدم العلاج للفارين .

في وسط ساحة كبيرة داخل المخيم، هناك عربة مدرعة مركب عليها مكبر صوت يعزف الموسيقى الوطنية مشيدة بالرئيس بشار الأسد والجيش السوري ، والناس والأطفال تتحلق حولها ويرقصون مع عناصر الجيش السوري .

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×