حوكمة الاقتصاد الكلي في الصين تضخ قوة دافعة في التنمية العالمية

بكين 7 مارس 2017/ بحسب تقرير معهد بحوث دولي، استطاعت الحكومة الصينية الفوز بثقة غالبية الجماهير، كما أن حوكمتها للاقتصاد الكلي تضخ قوة دافعة في التنمية العالمية.

وقد توصل التقرير السنوي لمؤسسة إلدمان تراست باروميتر إلى أن أكثر من نصف من شملتهم الدراسة في بلاد مثل الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا واستراليا والمكسيك يعتقدون أن النظام الاقتصادي بتلك البلاد نظام فاشل.

في نفس الوقت، أعرب الشعب الصيني عن ثقته في حكومته، وهي الثقة التي تنبع من نظريات الحكومة وممارساتها فيما يخص بحوكمة الاقتصاد الكلي .

--التفكير الجدلي حول التنمية

إن التفكير الجدلي هو أحد المناهج الهامة التي تطبقها القيادة الصينية. وبإتباع هذا المنهج، أطلقت الصين 5 مفاهيم للتنمية، أي الابتكار والتنسيق والخضرة والانفتاح والمشاركة، وهي المفاهيم التي أوضحتها الخطة الصينية الخمسية الـ 13 (2016-2020) ، وفي الوقت نفسه عززت بنشاط إصلاح جانب العرض.

وعلى سبيل المثال، فيما يخص خفض القدرة الإنتاجية الصناعية، أدركت الحكومة الصينية العلاقة بين الحكومة والسوق.

وفي مقال نشرته صحيفة ((فاينانشيال تايمز)) على موقعها الالكتروني باللغة الصينية، نوهت الصحيفة بالإصلاح الهيكلي لجانب العرض الذي تم تطبيقه في إحدى المناطق بمدينة فوشان في جنوب الصين.

وأوضح المقال أن آلية السوق لعبت دورا سائدا في إصلاح جانب العرض في المنطقة، فيما لعبت الحكومة المحلية دورا في خدمة السوق وفي إدخال عدم كفاءة السوق في عملية الإصلاح .

ويرى المراقبون الدوليون أن مبادئ التنمية الخمسة وغيرها من النظريات والممارسات الخاصة بالحوكمة، كلها تتميز بالتفكير الجدلي.

ويُعتقد أن التعامل الصحيح مع العلاقة بين الجزء والكل، والحاضر والمستقبل، والأولويات والأمور التي لا تمثل أولويات، يساعد الصين على تحقيق المكاسب وتجنب المخاطر.

--خط الأساس لمنع المخاطر المالية

في 3 فبراير، قام البنك المركزي الصيني بزيادة أسعار الفائدة لاتفاقيات إعادة الشراء المعاكس وأسعار الفائدة على قروض البنوك طويل المدى وهى أداة لدعم السيولة.

وقبل عطلة عيد الربيع في الصين زاد البنك بالفعل أسعار الفائدة على قروض البنوك متوسط المدى بـ10 نقاط أساس، يعد أول رفع منذ تطبيق هذه الأداة لدعم السيولة في 2014.

وقد أدت الزيادة المستمرة في أسعار الفائدة إلى إطلاق استجابة إيجابية من السوق.

وتقول وكالة ((رويترز)) إن "ثاني أكبر اقتصادات العالم يخوض إصلاحات مؤلمة لكي يتعامل مع سرعة تراكم الديون، ويقيم "حائط صد" ضد المخاطر المالية".

وقد أكدت القيادة الصينية عدة مرات على ضرورة التمسك بخط الأساس لمنع المخاطر المالية النظامية. وذكر تقرير صدر مؤخرا عن البنك المركزي كلمتي "المخاطر" و"الفقاعات" بشكل متكرر، ما يمثل علامة على حذر أكبر من المخاطر المالية في 2017 .

في الوقت نفسه، بذلت الصين جهودا لتأمين خط الأساس الخاص بتعزيز مستوى معيشة الشعب.

وقد أعلنت جينغقانغشان التي كانت تمثل منبع الأنشطة الثورية المبكرة للحزب الشيوعي الصيني بمقاطعة جيانغشي في شرق الصين، في 26 فبراير أنه تم رفعها من قائمة المناطق الفقيرة.

لم تدخر الصين وسعا في محاربة الفقر. ومن 2013 حتى 2016، انخفض عدد الفقراء بالمناطق الريفية بـ10 ملايين كل عام .

وفي تقرير لها، أشارت وكالة ((ريا نوفوستي)) الروسية إلى أن الصين حطمت الرقم القياسي في القضاء على الفقر.

--عقلية منفتحة من أجل رخاء مشترك

في بداية العام الجاري، غادر قطار ركاب كهربائى صنعته الصين العاصمة الجيبوتية جيبوتي إلى العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، ليمثل ذلك خطوة إضافية في تشغيل خطوط السكك الحديدية الكهربائية عبر الحدود الأولى في أفريقيا.

وأشاد رئيس وزراء أثيوبيا هايلى ماريام ديسالين بخط السكك الحديد الذي قامت الشركات الصينية ببنائه وتوفير المعدات الخاصة به، والذي أصبح مفخرة للبلدين، والذي سوف يساهم في تغيير المشهد الاقتصادي والاجتماعي بهما.

وبحسب جريدة ((سيناتاكو)) اليابانية الشهرية، فإن النمو الاقتصادي المُعجز الذي حققته إفريقيا يرتبط بالصين بشكل وثيق، حيث أن مبادرة الحزام والطريق المقترحة من جانب الصين، والتي تهدف إلى خلق شبكة للتجارة والبنية التحتية تربط آسيا مع أوروبا وأفريقيا على طول طرق التجارة القديمة، قد منحت دول شرق إفريقيا الاستثمار الذي تحتاجه بشدة، وكذا منحتها التكنولوجيا اللازمة لبناء البنية الأساسية بها .

في المقابل، سوف يوفر الطلب الداخلي المتزايد في تلك البلدان مزيدا من الفرص للصين .

وفي ضوء الاعتماد المتبادل بين الاقتصادات المختلفة، فإن الصين تبنت عقلية منفتحة وقامت بتعزيز الرخاء المشترك لكافة البلدان، رغم نزعات الشعبوية والحمائية ومناهضة العولمة.

ويرى المراقبون أن العقلية المنفتحة والطموح نحو تحقيق التنمية المشتركة هما السبيل الوحيد لانتعاش الاقتصاد العالمي المتباطئ كما يرى المراقبون أن حوكمة الاقتصاد الكلي بالصين تضخ قوة دافعة جديدة إلى تيار التنمية الاقتصادية العالمية وسط التقلبات .