صنعاء 27 مارس 2017 /حذرت منظمات دولية عدة من تدهور الأوضاع الإنسانية في اليمن وسط مخاوف من انزلاق ملايين اليمنيين إلى المجاعة الحقيقية.
ودخل اليمن عامه الثالث من الحرب القائمة بين القوات الحكومية اليمنية مسنودة بالتحالف العربي من جهة ومسلحي جماعة الحوثي وحلفائهم من قوات الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح من جهة أخرى.
وخلفت الحرب خلال العامين الماضيين أوضاعا إنسانية صعبة وتدهور في كافة مناحي الحياة وعلى كافة فئات المجتمع.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" انه ومع اكتمال عامين على الصراع الدامي في اليمن، تلجأ الأسر بشكل متزايد إلى اتخاذ أقصى التدابير من أجل رعاية أطفالهم.
وقال تقرير لـ يونيسف صدر اليوم بدخول الحرب عامها الثالث في أفقر دولة في الشرق الأوسط، فان العنف قلص سبل التكيف بشكل حاد، مما جعل اليمن أحد أكثر الدول تضرراً بأزمة الأمن الغذائي وسوء التغذية على مستوى العالم.
وأوضح البيان الذي حصلت وكالة انباء ((شينخوا)) نسخة منه، " ان الأسر اليمنية باتت تتناول طعاما أقل، أو تلجأ لأطعمة بقيمة غذائية أدنى، أو تتجاوز بعض الوجبات الأساسية.. ويعاني قرابة نصف مليون طفل من سوء تغذية حاد مما ينذر بخطر الوقوع في مجاعة.
وأشار البيان إلى أن "أعداد الذين يعانون من الفقر المدقع والضعف ازداد بشكل ملفت، مشيرا إلى أن قرابة 80 في المائة من الأسر مثقلة بالديون، ونصف سكان البلاد يعيشون على أقل من دولارين في اليوم".
وفي السياق ذاته.. قالت منظمة رعاية الأطفال السويدية،"إن الأزمة الإنسانية التي تمر بها اليمن هي أكبر الأزمات في العالم وتعتبر أزمة إنسانية واقتصادية وأزمة حماية تشعل كل منها فتيل الآخرى".
وأشارت المنظمة في بيان صحفي، إلى أن الحرب في اليمن ضاعفت اعدد الأطفال المصابين بسوء التغذية وكذا الأمهات الحوامل والمرضعات ليصل إلى 3.3 مليون طفل وأم.
وأضافت " يتحمل أطفال اليمن وطأة الحرب وتضاؤل احتمالات بقائهم على قيد الحياة يوماً بعد يوم.. مشيرة إلى أن أكثر من 10 ملايين طفل يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية، بينهم 6.2 مليون طفل بحاجة إلى الحماية، ولقد نزح نحو 1.4 مليون طفل حيث يعانون الجوع والتشرد وترك التعليم والتعرض للتحرش والاستغلال والإصابة والوفاة" حسب البيان.
من جانبة، قال صندوق الأمم المتحدة للسكان إن أکثر من 2.2 مليون امرأة وفتاة في سن الإنجاب باليمن معرضة للخطر على الصعيد الصحي وعلى صعيد الحماية.
وأوضح القائم بأعمال ممثل صندوق الامم المتحدة للسكان، في بيان صحفي، عزيز هيلينوف، إن هناك أكثر من ثلاثة ملايين شخص نزحوا بسبب النزاع، ويشكلن النساء والفتيات أكثر من 50% من هؤلاء النازحين.
وأضاف هيلينوف " أن ارتفاع مستويات انعدام الأمن الغذائي أدى إلى إصابة ما يقدر بنحو 1.1 مليون امرأة حامل بسوء التغذية.
وأشار المسؤول الأممي، إلى أن تدهور الرعاية الصحية في اليمن، يعني أن هناك زيادة في عدد الأطفال الخدج "الذين يولدون بوزن أقل من الوزن الطبيعي" ومواليد يعانون من نزيف حاد بعد الولادة هذا كله يجعل من عملية الولادة أكثر صعوبة ويضع حياة الأمهات في اليمن على المحك".
بدوره قال المجلس النرويجي للاجئين في اليمن ، إن اليمنيين معزولين في خضم مجاعة حقيقية وذلك بعد عامين من تصاعد وتيرة الحرب في البلاد.
وأوضح بيان للمجلس، تلقت وكالة انباء ((شينخوا)) نسخة منه، أن عامين من الحرب الطاحنة في اليمن أديا إلى دفع اليمن إلى حافة المجاعة حيث يعاني نحو 17 مليون شخص، أو اثنان من كل ثلاثة يمنيين، من جهل تام إزاء متى وأين سيحصلون على وجباتهم التالية.