الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> تبادلات دولية
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

مقالة : الصين وأوروبا تتوقعان تعاونا أعمق ومستقبلا أكثر إشراقا

2017:04:03.09:55    حجم الخط    اطبع

بكين 2 إبريل 2017 / تعكس التبادلات رفيعة المستوى بين الصين وأوروبا مدى وعمق الشراكة الإستراتيجية الشاملة الحالية بين الجانبين.

ومع تنامي نطاق التعاون الثنائي، فإن الجانبين متفاؤلان بحذر بشأن التوصل إلى مزيد من النتائج الإيجابية في المستقبل، وشمل النطاق الكامل لعلاقاة ثنائية أكثر نضجا.

-- التبادلات رفيعة المستوى المتكررة

شهدت السنوات الأخيرة زيادة التبادلات رفيعة المستوى بين الصين وأوروبا بما أن العلاقات الثنائية أصبحت أكثر أهمية وتأثيرا. ولم تكتف الصين باستقبال الزوار المهمين، بل تبادر ببناء علاقة تعاون مع أوروبا.

وبعد توليه المنصب في عام 2013، أعطى الرئيس الصيني شي جين بينغ أهمية كبيرة للعلاقة بين الصين وأوروبا، حيث قام بست زيارات للمنطقة.

في عام 2014، قام الرئيس شي بجولة من الزيارات الخارجية، بما فيها زيارات دولة إلى كل من هولندا وفرنسا وبلجيكا وألمانيا.

في عام 2015، قام الرئيس شي بزيارة دولة إلى بريطانيا وقرر زعماء البلدين رفع مستوى العلاقات بين الصين وبريطانيا إلى "شراكة إستراتيجية شاملة عالمية للقرن الـ 21".

وفي عام 2016، زار الرئيس شي جمهورية التشيك في مارس، ليقود العلاقات الثنائية إلى عهد جديد من السعي للمزيد من المصالح المشتركة والتعاون الأعمق ، وفي يونيو زار كلا من صربيا وبولندا، لرفع علاقات الصين مع البلدين إلى مستوى شراكة إستراتيجية شاملة على التوالي.

وزار الرئيس الصيني سويسرا وحضر الاجتماع السنوي لعام 2017 للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس في يناير الماضي. وتعد هذه أول زيارة دولة يقوم بها رئيس صيني لهذه الدولة في القرن الـ 21.

وكان الرئيس السويسري آنذاك جوهان شنايدر-أمان قد قام بزيارة دولة إلى الصين في إبريل عام 2016، وهو عام شهد عقد لقاءات بين قادة الصين ودول أوروبية، من بينها بلجيكا وألمانيا وبولندا.

وفي شهر فبراير عام 2017، قام رئيس الوزراء الفرنسي برنار كازنوف والرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا بزيارات دولة إلى الصين.

وقال تسوي هونغ جيان، وهو مدير الدراسات الأوروبية في معهد الصين للدراسات الدولية، إن مثل هذه التبادلات المتكررة تمثل المزيد من التوافق.

وتابع تسوي أنه "مع قيام القادة برسم خطط التعاون من أعلى المستويات، فإن هذه التبادلات تدفع العلاقات قدما".

وقال شدا الإسلام، مدير السياسات في مركز أبحاث "أصدقاء أوروبا"، والذي يتخذ من بروكسل مقرا له، "نحن نعلم أن الصين تدعم أوروبا موحدة ومزدهرة، وأن بكين صديقنا وشريكنا. وأعتقد أن فترة عدم اليقين تجعل شراكتنا أكثر أهمية وضرورة".

-- التعاون الثابت رغم الرياح المعاكسة

وحققت الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين والاتحاد الأوروبي، والتي تم تطويرها على أساس اتفاقية التعاون والتجارة بين الصين والاتحاد الأوروبي التي تم إبرامها في عام 1985، تقدما كبيرا ونمت في مجالات الشؤون الخارجية والأمن ومواجهة التحديات الدولية مثل تغير المناخ والحوكمة الاقتصادية العالمية.

وفي خضم تزايد التبادلات واتساع التعاون، أصدرت بعض الأصوات غير المتناغمة نشازا لا يتفق مع ما ينشده الكورس كاملا. ففي عام 2016، مرت الصين والاتحاد الأوروبي بعام حلو ومر حيث أدى تصاعد الحمائية في أوروبا إلى تزايد تحقيقات الاتحاد الأوروبي الخاصة بمكافحة الإغراق ومكافحة الدعم ضد المنتجات الصينية، وامتدادها إلى الاستثمار الصيني. وقد أجبرت هذه الخطوة بكين على بدء إجراءات لتسوية النزاعات في منظمة التجارة العالمية.

وقال خبراء إن قرارات الاتحاد الأوروبي هددت بإرخاء ظلالها على الصورة الكاملة للعلاقات التجارية الثنائية.

وقال هانز ديكسير، الخبير في المعهد الأوروبي للدراسات الآسيوية، إن قلق الدول الأوروبية بشأن الاستثمارات الصينية ترافق مع وجود اتجاه حمائي وارتفاع للشعبوية في القارة.

فيما لفت بيير ديفرايغن، المدير التنفيذي لمؤسسة كلية مادارياغا الأوروبية، إن قضايا مكافحة الإغراق تمثل أقل من 2 في المائة من إجمالي التجارة بين الاتحاد الأوروبي والصين، ولم يكن يجدر ببروكسل وضع العلاقات التجارية الثنائية على الحافة من أجل ذلك.

وأعرب وزير الخارجية الصيني وانغ يي عن استعداد الصين للعمل مع أوروبا لدفع الشراكات من أجل السلام والنمو والإصلاح والحضرنة، وذلك خلال فعاليات "الدورتين السنويتين"، الاجتماعات السنوية لأعلى هيئة تشريعية وأعلى هيئة استشارية سياسية في الصين، لهذا العام.

وأضاف الوزير "إننا نولي أهمية لموقع أوروبا الإستراتيجي ودورها الهام. ونود أن نحترم ونعالج الشواغل المشروعة لبعضنا البعض ونعمد على الفور إلى إزالة العقبات التي تعترض التعاون؛ ونمارس التعددية ونمضي نحو عالم متعدد الأقطاب؛ ونعيد تنشيط الاقتصاد العالمي، ونحسن الحوكمة العالمية، ونضمن التنمية الصحية للعولمة الاقتصادية".

وعلى الرغم من هبوب رياح معاكسة على العلاقات الاقتصادية بين الصين والاتحاد الأوروبي، فإن التجارة الثنائية تمكنت من الوصول إلى مستوى قياسي جديد في عام 2016، ما تغلب على الانكماش العالمي المتأثر بتباطؤ الطلب وضعف النمو.

وتظهر بيانات الجمارك الصينية أن حجم التجارة الثنائية وصلت إلى 3.61 تريليون يوان (523.73 مليار دولار أمريكي) في عام 2016، بزيادة قدرها 3 في المائة عن السنة الفائتة.

وقال خبراء إن الوقت قد حان لكي تقلل الدول الأوروبية من شأن مخاوفها التي لا أساس لها من الصحة تجاه الصين، وتعزز التعاون العملي معها في المستقبل.

وقال إيتوري جريكو، مدير معهد الشؤون الدولية، ومقره إيطاليا، إن "الاتحاد الأوروبي يواجه تحديات متعددة، وبناء على هذه الخلفية، فإن دعم الصين لأوروبا مفيد للغاية".

-- تعميق الشراكة من أجل مستقبل أكثر إشراقا

يعتبر الاتحاد الأوروبي والصين من اللاعبين العالميين. ويعد الاتحاد الأوروبي أكبر شريك تجاري للصين، بينما تعد الصين أكبر مصدر للواردات في الاتحاد الأوروبي وثاني أكبر شريك تجاري من حيث التبادل التجاري الثنائي. وتعتبر العلاقة التجارية والاستثمارية مصدرا رئيسيا للثروة والوظائف والتنمية والابتكار لكلا الاتجاهين.

وكان الاتحاد الأوروبي أول آلية للتعاون الإقليمي أُنشئت بعد نهاية الحرب العالمية الثانية؛ كما أنها أيضا أسرع آلية من حيث التطور.

ومن الأمور الإيجابية جدا بالنسبة لأوروبا والصين تأييد التجارة الحرة والمفتوحة في ظل تصاعد الشعبوية والحمائية، إذ أن ذلك يضغط من أجل حل مشكلة المعاملة بالمثل لتعزيز التجارة والاستثمار، حيث تبدو معاهدة الاستثمار الثنائي حلا مربحا لجميع الأطراف، حسبما ذكر ديكسير.

وقال وانغ يي إنه "خلافا للحكمة التقليدية، نحن نعتقد بأن التحديات التي تواجه الاتحاد الأوروبي حاليا قد تتحول إلى فرصة للاتحاد الأوروبي كي يصبح أكثر نضجا".

وتمتلك الصين والاتحاد الأوروبي أساسا متينا للتعاون كما أن الجانبين قد عززا التعاون في مجال الترابط وخطط الاستثمار وغيرها من الإستراتيجيات، من بينها "صنع في الصين 2025" وحملة "الصناعة 4.0" الألمانية، حسبما ذكر وانغ ييوي، مدير مركز الدراسات الأوروبية في جامعة الشعب الصينية.

كما أن الصلة بين الجانبين تزداد عمقا مع إحراز تقدم بشأن مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين.

وتضم مبادرة الحزام والطريق، التي اقترحها الرئيس شي في عام 2013، الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ 21، وتهدف إلى بناء شبكة من التجارة والبنية التحتية تربط آسيا بأوروبا وأفريقيا على طول طرق التجارة القديمة.

وقال الخبير إن التعاون بين الصين و16 من دول وسط وشرق أوروبا أصبح أمرا هاما في إطار مبادرة الحزام والطريق.

وأشار المدير إلى حقيقة أن 25 مدينة صينية أطلقت خطوط شحن سريعة بين الصين وأوروبا، والتي عززت بشكل كبير الروابط بين القارتين وساهمت في بناء البنية التحتية والتنمية الصناعية في المنطقة.

ويعتمد التعاون العالمي على قواعد وآلية تحكيم ومعايير مشتركة. ولدى كل من أوروبا والصين اهتمام بإنشاء نظام عالمي متعدد الأطراف وقائم على قواعد. وقال غونترام بي وولف، مدير مركز أبحاث بروغل، الذي يتخذ من بروكسل مقرا له، والمسؤول السابق في المفوضية الأوروبية، إن الفرصة الحقيقية تكمن عندما يعمل الجانبان معا من أجل النظام ويدعمان كل منهما الآخر.

وقال شدا الإسلام إن "اتصالات الصين مع أوروبا ومشاركتها هنا أصبحت واسعة جدا ومتعددة الأبعاد. وأعتقد أن الصين باتت تعرف أوروبا أفضل من العديد من الأوروبيين".

ولفت الباحث إلى أنه يتعين على الصين وأوروبا أن تتكاتفا، وخاصة في عهد عالم أكثر انفصالا، من أجل التعاون في قضايا ذات اهتمام مشترك، وأضاف أن "الجانبين يتمتعان بفرص واسعة للتعاون، وشراكتنا ضرورية في هذا العالم غير المستقر".

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×