بكين 7 أبريل 2017 / تعين على تساو فنغ أن يتوخى الحذر عند اختيار هدايا لأصدقائه عندما كان يقضي عطلة في فنلندا في بداية هذا العام .
وتذكر رجل القانون المحترف الذي يبلغ من العمر 30 عاما قائلا : "في الوقت الذي كنت أبحث فيه عن شيء فريد، وجدت أشياء كثيرة صنعت في الصين، وربما كانت من مدينة ييوو حسبما أعتقد " .
وتعد مدينة ييوو التي تقع في شرقي الصين أكبر سوق للسلع الصغيرة في العالم، ومركزا لعبور البضائع، حيث تنتج ما يقرب من 60 في المائة من كل المنتجات المتعلقة بهدايا أعياد الميلاد في العالم .
كما يسهل خط شحن ييوو -شينجيانغ - أوروبا، وهو مشروع في إطار مبادرة الحزام والطريق، التجارة الثنائية حيث يمكن نقل المنتجات الآن عبر منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم إلى أوروبا .
وفعليا؛ فإن مدينة جينهوا التي تدير ييوو أقامت علاقات ودية مع مدينة كوفولا الفنلندية في عام 2004 .وتعد الأخيرة موطنا لأول مركز تجاري للسلع الصينية في أوروبا .
يذكر أن فنلندا كانت واحدة من أولى الدول الغربية التي أقامت علاقات دبلوماسية مع الصين، وأول دولة غربية توقع اتفاقية حكومية للتجارة مع الصين، بينما تعد الصين أكبر شريك تجاري لفنلندا في آسيا لمدة 14 عاما .
وبحلول نهاية عام 2016 استثمرت الصين ما يقرب من 217 مليون دولار أمريكي في فنلندا في الوقت الذي أقامت فيه فنلندا 541 مشروعا في الصين تضمنت استثمارات فعلية بلغت قيمتها 1.36 مليار دولار أمريكي .
وقالت مارجا ريسلاكى سفير فنلندا لدى الصين: " لقد شاهدت اتجاهين خلال فترة عملي في الصين أحدهما هو أن الاستثمارات الصينية في فنلندا تتنامى، والآخر هو النمو السريع لأعداد السائحين الصينيين الذين يزورون فنلندا" .
وأعلنت شركة "كايدي" الاستثمارية الصينية في مجال الطاقة المتجددة العام الماضي، أنها ستستثمر مليار يورو في معمل لتكرير الديزل الحيوي في فنلندا في الوقت الذي قرر فيه عملاق الانترنت الصيني "تنسينت" وشركاتها شراء أغلبية الأسهم في شركة "سوبرسيل" للألعاب في فنلندا .
يذكر أن عدد السائحين الصينيين الذين يزورون فنلندا وصل إلى رقم قياسي في عام 2016، بينما تعمل فنلندا الآن مع شركة "علي بابا" لترويج السياحة، وفقا لما ذكرت ريسلاكي ، التي أشارت أيضا إلى ما تمتلكه الصين وفنلندا من طاقات كثيرة للتعاون في مجالات الرقمنة والتكنولوجيا الخضراء والصحة والتعليم .
وأضافت ريسلاكي أن الصين تلزم نفسها بالتنمية الخضراء عن طريق تحسين كفاءة الطاقة وتخفيض التلوث، في الوقت الذي تقدم فيه فنلندا التي تعد واحدة من الدول الخضراء في العالم خبرات في الحلول الخضراء .
وفي الوقت نفسه فإن الدولتين تعملان في مشروعات ضمن إطار مبادرة الحزام والطريق .
وستشهد العلاقات بين الصين وفنلندا قوة دفع جديدة بعد زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى فنلندا من 4 إلى 6 ابريل الجاري، والتي تعد الزيارة الأولى التي يقوم بها أعلى زعيم صيني خلال 22 عاما .
واتفقت الصين وفنلندا يوم الأربعاء على إقامة وتعزيز شراكة تعاونية جديدة للمستقبل مع تعهد كلا الجانبين بتعزيز الثقة السياسية المتبادلة وتعميق التعاون البراغماتي .
وعلى الصعيد الاقتصادي، فإن الجانبين تعهدا باستكشاف كيفية تكامل خطط التنمية الاقتصادية لكل منهما وبحث التعاون عبر مبادرة الحزام والطريق والتعزيز المشترك للترابط بين أوروبا وآسيا .
وقال زعيما البلدين خلال محادثاتهما إن الاستثمار الثنائي يتعين تعزيزه فضلا عن تنمية التجارة الثنائية بطريقة أكثر توازنا .
وسيتم تعميق التعاون في نطاق واسع من المجالات بما فيها اقتصاد التدوير واستغلال الموارد بكفاءة والتنمية المستدامة وحماية البيئة ونمط جديد من الحضرنة والمدن الخضراء والذكية والزراعة والغابات والنقل وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والابتكار .
وأشار تشن لي السفير الصيني لدى فنلندا إلى أن العلاقات الصينية الفنلندية حاليا تعتبر أفضل من قبل حيث أن الدولتين تمران بتحولات اقتصادية هامة وتسعيان الى توسيع التعاون.