الأخبار الأخيرة

"الحزام والطريق" يوسع مجال التعاون الصناعي (4)

/مصدر: الصين اليوم/  11:19, May 06, 2017

    اطبع
1 يونيو 2015، عاملان فنيان أثناء قيامهما بأعمال المراقبة والتحكم للتجهيزات وتسجيل البيانات المعنية في محطة طاقة بالوقود الأحفوري تابعة لمجموعة شركات هواديان المحدودة الصينية، وتقع في جزيرة بالي الإندونيسية.

جياو فنغ

بعد انفجار الأزمة المالية العالمية، لا يزال توجه تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي مستمرا، ويتعرض نمو التجارة العالمية لتباطؤ أكبر. ومع الخطوات السريعة للعولمة الاقتصادية والتكامل الاقتصادي الإقليمي، يتخمر التعديل العميق لهيكل النمو العالمي و التجارة والاستثمار، وتصبح كل دولة في مرحلة حاسمة لتحويل النمط الاقتصادي، وفي حاجة إلى حفز حيوية التنمية وإمكانات التعاون.

يبلغ إجمالي عدد سكان الدول الواقعة على طول "الحزام والطريق" حوالي أربعة مليارات وأربعمائة مليون نسمة، يشكلون 63% من إجمالي عدد سكان العالم، ويبلغ إجمالي حجم اقتصادات هذه الدول حوالي 21 تريليون دولار أمريكي، يشكل ثلث إجمالي حجم الاقتصاد العالمي. ومن المتوقع أن يكون لتعاون "الحزام والطريق" تأثيرات عميقة على اقتصاد وسياسة وثقافة العالم، وأن يتيح لدول العالم فرصا جديدة للتنمية المنفتحة.

القوة الكامنة الكبيرة والمجال الواسع للتعاون بين الدول الواقعة على "الحزام والطريق"

في فبراير عام 2017، أصدر مركز أبحاث الاقتصاد الصناعي التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية كتابا أزرق بعنوان ((تقرير القدرة التنافسية الصناعية الصينية لعام 2016)) (يشار إليه فيما بعد بـ"التقرير" اختصارا) في بكين.

أشار التقرير إلى أن جنوب شرقي آسيا منطقة تتمتع باقتصاد نشيط في العالم، وأن القدرة التنافسية الصناعية لدولها المختلفة ارتفعت في السنوات الأخيرة. ولكن المنتجات والصناعات التي تتمتع بتفوق التنافس في السوق العالمية لهذه الدول، باستثناء سنغافورة، ما زالت تتركز في المنتجات الزراعية والمنتجات المعدنية وغيرها من المجالات المنخفضة المستوى. تتحسن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين وجنوب شرقي آسيا باستمرار، ولكن التعاون في التنمية ونقل الصناعات على المستوى العميق ما زال قليلا نسبيا. وبالنظر إلى الموارد والهيكل الصناعي ومستوى التنمية للصين ودول جنوب شرقي آسيا، فإن ثمة قوة كامنة جبارة لرفع مستوى التعاون التجاري بين الجانبين من خلال التعاون في قدرة الإنتاج بين الجانبين.

قال تشانغ تشي تساي، رئيس تحرير هذا التقرير والباحث بمركز أبحاث الاقتصاد الصناعي التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية: "عندما درسنا التكامل الصناعي والتجاري بين الصين والدول الواقعة على طول "الحزام والطريق"، وقمنا بتحليل الصناعات المتنوعة، وجدنا أنها تتمتع بالتكامل القوي في الصناعات المنخفضة المستوى، ولكن التكامل في الصناعات المرتفعة المستوى ضعيف نسبيا، الأمر الذي يطرح مهمة جديدة للقيام بالتعاون بين الصين والدول الواقعة على طول "الحزام والطريق"، وهي تعزيز التكامل في الصناعات المرتفعة المستوى بين الصين والاثنتين وستين دولة الواقعة على طول "الحزام والطريق"، ورفع مستوى التعاون والتنمية بينها."

وأضاف السيد تشانغ: "توسع حجم التجارة بين الصين والدول الواقعة على طول "الحزام والطريق" ليس توزيع "الكعكة" على الأساس الحالي، أو أخذ نصيب السوق للدول والمناطق الأخرى، بل الاجتهاد في تعظيم حجم "الكعكة" من خلال الجمع، لتحقيق التعاون والفوز المشترك اللذين تدعو إليهما استراتيجية الحزام والطريق".

منطقة التعاون الاقتصادي والتجاري تدفع التعاون الدولي في قدرة الإنتاج

التعاون الدولي في قدرة الإنتاج مجال له أولوية في دفع بناء "الحزام والطريق"، وقد أصبحت مناطق التعاون الاقتصادي والتجاري خارج الصين منصات تطوير للمؤسسات الصينية للتعاون في الصناعات ذات التفوقات خارج الصين؛ مثل السيارات والدراجات النارية والآلات الميكانيكية والصناعة الإلكترونية والصناعة الكيماوية والغزل والنسيج والأزياء. ومن ناحية أخرى، تجذب هذه المناطق التعاونية مزيدا من المؤسسات الصينية للاستثمار وبناء المصانع فيها، فتلعب دورا هاما في زيادة التوظيف ورفع الدخل الضريبي وتوسيع الحصول على الدخل من العملات الأجنبية من خلال التصدير، كما أنها تدفع عملية التصنيع وتعزيز الارتقاء بمستوى الصناعات المعنية.

وفقا للخطة، تشمل محاور التنمية المستقبلية لـ"الحزام والطريق" تسعة ممرات اقتصادية، منها الممر الاقتصادي بين الصين وروسيا ومنغوليا والجسر البري الأوراسي الجديد والممر الاقتصادي بين الصين وإيران وتركيا والممر الاقتصادي بين الصين وباكستان، وسيتم بناء أكثر من عشرين حديقة صناعية هامة على طول الممرات الاقتصادية المختلفة بما بينها حديقة خورقاس للتنمية الاقتصادية والمنطقة الاقتصادية الخاصة لمدينة أستانا الكازاخية والحديقة الصناعية في كوانتان بين ماليزيا والصين والحديقة الشاملة بين إندونيسيا والصين وحديقة جورونغ الصناعية في سنغافورة.

وفقا للبيانات من وزارة التجارة، قد أنشأت المؤسسات الصينية 77 منطقة تعاونية في 36 دولة بشكل مبدئي، يبلغ حجم الاستثمار المتراكم فيها 19ر24 مليار دولار أمريكي. ومنها 56 منطقة تعاونية قائمة في عشرين دولة واقعة على طول "الحزام والطريق"، وتمثل 72ر72% من إجمالي عدد المناطق التعاونية، ويبلغ حجم الاستثمار المتراكم فيها 55ر18 مليار دولار أمريكي، وقد بلغ عدد المؤسسات التي دخلت هذه المناطق التعاونية 1082 مؤسسة، وصل إجمالي قيمة إنتاجها إلى 69ر50 مليار دولار أمريكي، وقد بلغت قيمة الضرائب التي دفعتها هذه المناطق التعاونية للسلطات المحلية 07ر1 مليار دولار أمريكي، وخلقت 177 ألف وظيفة للمحليين.

وفقا للخطة المعنية، سيتم اختيار ثلاثين وخمسين مدينة حول محاور التنمية الأربعة، بما فيها الممر بين منطقة جنوبي شينجيانغ الصينية وباكستان والممر العابر للحدود في آسيا الوسطى، لبناء حدائق صناعية للزراعة والصناعة والسياحة وغيرها، وفقا للتفوقات الذاتية للتنمية والوظائف المحددة، وصولا إلى تشكيل هيكل تعاون اقتصادي على شكل "سلسلة الخرز".

التعاون في قدرة الإنتاج يعزز الارتقاء بالمستوى الصناعي

قال تشانغ تشي تساي إنه يلزم الدول المتوسطة والمنخفضة الدخل أن تحقق الارتقاء الذاتي بالمستوى الصناعي، وتدفع التنمية الاقتصادية المحلية من خلال الارتقاء بالمستوى الصناعي لدخولها صفوف الدول العالية الدخل، وهذه مسألة مشتركة تواجه الدول الواقعة على طول "الحزام والطريق"، بما فيها الصين.

يجب ألا يقتصر التعاون بين الصين والدول الواقعة على طول "الحزام والطريق" على الصناعات المتوسطة والمنخفضة المستوى، ويجب ألا يبقى على مستواه الحالي وحجمه الحالي، بل ينبغي توظيف مزايا الصين التقليدية، مع إبداع وخلق تفوقات جديدة معا من خلال التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف، ودفع تطور الصناعات المرتفعة المستوى بقوة وإصلاح الحلقات الضعيفة لكل منها، وخلق نقاط جديدة لزيادة التعاون التجاري، ورفع مستوى وجودة التجارة.

في عام 2015، صدرت وثيقة ((تطلعات وأعمال دفع البناء المشترك للحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين)) بالتعاون بين لجنة الدولة للتنمية والإصلاح ووزارتي الخارجية والتجارة، حيث طرحت دفع تعزيز التعاون المعمق في تكنولوجيا المعلومات من الجيل الجديد والبيولوجيا والطاقة الجديدة والمواد الجديدة وغيرها من المجالات الصناعية الناشئة بين الدول على طول الحزام والطريق، وفقا لمبادئ تكامل المزايا والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك، ودفع بناء آلية التعاون في إقامة المشروعات والاستثمار.

وقال تشانغ تشي تساي إن الصين عليها أن توظف المزايا الذاتية بشكل مستفيض، وأن تنفذ استراتيجية الانفتاح والابتكار وتستخدم التفوقات الدولية بشكل مستفيض، مع إدخال طرف ثالث إلى البناء الاقتصادي على طول "الحزام والطريق" واستكشاف الأسواق الجديدة معا وتطوير التقنيات الجديدة ودفع الارتقاء بالمستوى الصناعي وتطوير الصناعات المرتفعة المستوى للدول الواقعة على طول "الحزام والطريق" بشكل مشترك. 


【1】【2】【3】【4】

صور ساخنة

أخبار ساخنة

روابط ذات العلاقة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×