الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم العربي
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تعليق: هل يفلح ترامب في تأسيس "الناتو العربي"؟

2017:05:27.14:31    حجم الخط    اطبع

دعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في القمة التي جمعته بالدول الإسلامية في المملكة العربية السعودية إلى تشكيل "ناتو عربي"، وتوجيه هذا التحالف ضد الإرهاب وتطويق إيران. وقد أثارت دعوة ترامب صدى كبيرا لدى مختلف الأوساط.

تعليقا على "الناتو العربي"، قالت صحيفة "الأندبندنت" البريطانية أن ذلك لايعد شيئا جديدا. حيث أشارت إلى أن الحكومة الأمريكية قد ناقشت مع مصر في عام 2015 تأسيس "قوات تحرك"، قوامها 40 ألف رجل شبيهة بقواة الناتو، وتضم كل من مصر والأردن والمغرب، والسعودية والسودان وبقية الدول الخليجية. غير أن نية تأسيس هذه القوات تصطدم بالوضع المتوتر في منطقة الشرق الأوسط وبالصراعات الطويلة التي تعرفها المنطقة، ولم تحقق تأسيسها أبدا. فهل ستنجح الجهود الأمريكية السعودية هذه المرة؟، ولماذا يعاد طرح هذه المبادرة في الوقت الحالي؟

عاشت العلاقات الأمريكية السعودية شبه أزمة خلال فترة حكم أوباما. ورغم أن صعود ترامب للحكم يجلب فرصة جديدة لإنعاش العلاقات بين البلدين. غير أن سنوات حكم أوباما قد تركت آثارها على العلاقات بين البلدين، وخاصة في ظل إنتقال مركز الإقتصاد العالمي نحو آسيا المحيط الهادي وتراجع أهمية النفط الأحفوري بالنسبة للولايات المتحدة مع بروز ثورة الغاز الصخري. وهو ماقوّض أسس التعاون بين السعودية وأمريكا التي بنيت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية على "النفط مقاب الأمن".

على ضوء ما تقدم، شرعت السعودية منذ مدة في بناء منظومتها الدفاعية الخاصة في الشرق الأوسط، وإتخاذ سلسلة من الإجراءات لمعالجة المشاكل الأمنية. مثلا، قامت السعودية في مارس 2015 بإطلاق "عاصفة الحزم" على جماعة الحوثيين في اليمن. وفي ديسمبر من نفس العام قامت بتأسيس التحالف الإسلامي ضد الإرهاب، المؤلف من 34 دولة. وفي فبراير 2016، قامت السعودية بحشد 20 دولة في أضخم مناورة عسكرية في تاريخ الشرق الأوسط، وإستهدفت المناورة الوضع في اليمن وسوريا. وفي مارس 2017، توسع التحالف الإسلامي ضد الإرهاب إلى 39 دولة، وشغل رئيس الأركان الباكستاني السابق شريف قيادته العامة.

على عكس سياسات أوباما، أبدى ترامب منذ حملته الإنتخابية حماسه للمشاركة في محاربة داعش والقضية الفلسطينية والمحادثات النووية الإيرانية وغيرها من النقاط الساخنة في الشرق الأوسط. بعد تسلمه السلطة، عكست سياساته في اليمن وسوريا بأنه عازم على تغيير السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط. لكن، يجب التذكير بأن ترامب قد إنتقد الحكومات الأمريكية السابقة بإهدار موارد هائلة في الشرق الأوسط، في ذات الوقت تعهد بأن يعطي الأولوية إلى الشأن الداخلي. وهو يعكس بأن التدخل الأمريكي في الشرق الأوسط في ظل حكم ترامب سيكون محدودا، في المقابل سيكون الوكلاء الأقوياء في المنطقة في صالح تنفيذ هذه السياسة.

يمكن القول أن تغيرات الوضع الدولي ومصالح الجانبين السياسية قد دفعت أمريكا والسعودية إلى إعادة طرح مفهوم" الناتو العربي". لكن محدودية القوة العسكرية السعودية، وتعقد الوضع الأوسط ستكون عقبات كبيرة أمام تحقيق هذه المخطط.

لاشك أن السعودية ترغب في أن تكون قائدة "الناتو العربي" وفقا للتصور الأمريكي. لكن، موضوعيات السعودية لم تكن أبدا الساحة المركزية للحروب في الشرق الأوسط، وظل أمنها يعتمد على السلاح الأمريكي والتدريبات الباكستانية. من جهة أخرى، رغم أن الجيش السعودي يمتلك منشآت عسكرية أمريكية متقدمة، لكن الجيش السعودي لا يزال غير قادرا إمتلاك قدرات قتالية قوية، وهذا يمكن ملاحظته من خلال نتائج التدخل السعودي في اليمن. لذلك، من غير المؤكد أن تلعب السعودية دور القائد في هذا التحالف العسكري.

وكيفية توازن مصالح دول الشرق الأوسط تعد تحديات للولايات المتحدة والسعودية أيضا. ومصر بصفتها دولة ذات وزن سياسي وعسكري كبير في الشرق الأوسط، شهدت علاقاتها مع السعودية تذبذبا بسبب الأزمة السورية والنزاع حول بعض الجزر كما لم تكن مصر متحمسة لعاصفة الحزم. أما تركيا، فرغم أن موقفها من قضايا الشرق الأوسط يقترب من السعودية، لكن موافقة أردوغان للسعودية وأمريكا تبقى بين الشك واليقين. وقد كشف التقارب الروسي التركي تعامل تركيا بواقعية مع السياسة الخارجية. في ذات الجانب، عبرت إسرائيل عدة مرات عن تخوفها من صفقات السلاح الكبرى التي تبرمها السعودية مع أمريكا، وطالبت بالحصول على ضمانات. وهذا دون شك في أنه يطرح مزيدا من الصعوبات بالنسبة لترامب.

من جهتها حذرت إيران من أن "الناتو العربي" "سيؤثر على وحدة العالم الإسلامي". وفي صورة ولادة هذه المنظمة التي ترمز إلى الحرب الباردة، فإنها قد تزيد في تأجيج الصراع السعودي الإيراني، والصراع الطائفي الكامن في خلفيته. وتجدر الإشارة أيضا إلى أن ترامب وسلمان قد تجاهلا عن عمد روسيا العائدة إلى الشرق الأوسط. وكل هذه العوامل تعد عقبات أمام تشكيل الناتو العربي.

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×