دمشق 15 يونيو 2017 / يتمتع السوريون في العاصمة السورية دمشق خلال شهر رمضان المبارك ، لأول مرة منذ اندلاع الصراع الذى دام أكثر من ست سنوات ، بجو من الهدوء والسكينة حيث ترى الناس يتحركون بهدوء في الأسواق دون خوف من سقوط قذائف أو سماع أصوات رصاص يخيفهم .
وعلى مدى السنوات الست الماضية، تأثرت جميع جوانب الحياة في دمشق ،وتركت اثرا سلبا في نفوس الكثرين منهم ، الأمر الذي انعكس على تحركاتهم وسهراتهم في المقاهي والتجول في الأسواق بعد الإفطار كما كان معهودا في السابق .
وقبل الحرب، كانت أسواق دمشق القديمة مزدحمة بالناس ، والمتسوقين يبقون حتى ساعات متأخرة من الليل، ويشربون العصائر الخاصة التي تقدم في شهر رمضان ، في حين أن معظمهم يجلسون ليدخنون النرجيلة .
يعتبر رمضان الشهر الأفضل في التقويم الإسلامي حيث يمتنع المسلمون عن الطعام والشراب من الفجر إلى الغسق كشكل من أشكال العبادة ، ضمن طقوس خاصة يعرفها معظم الدول العربية والإسلامية .
وكانت تقام خلال شهر رمضان الإفطار الجماعي للاسر المحتاجة في فناء الجامع الأموي الشهير في دمشق القديمة ، ويكاد يكون شبه يومي .
إلا أن الأزمة السورية التي اندلعت في البلاد منذ عام 2011 ، سرقت بريق هذا الشهر ، حيث باتت كل الطقوس تقام في البيوت ، مما شكل عبء على الناس ، والذي زاد من المعاناة أكثر هو الغلاء الشديد ، وضعف القوة الشرائية لدى السوريين .
في هذا العام كان الوضع مختلفا ، وانعكس تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار المدعوم دوليا الذي شهد وقف إطلاق النار في عدة مناطق سورية ، بما فيها دمشق ، أجواء إيجابية ، فعادت الطقوس الخاصة برمضان التي أعتاد الناس على مشاهدتها في السنوات التي سبقت الحرب ، فترى الحكواتي يجلس في المقاهي يروي القصص ، إضافة إلى رقصة الميلوية ، وهي رقصة على الطريقة الصوفية ، تكاد تملؤ المقاهي فرحا وطربا .
مع تنفيذ هدنة وقف اطلاق النار ، بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها، وراح الناس يتنقلون بحرية دون خوف حتى لوقت متأخر من الليل .
في المدينة القديمة بدمشق، وأمام الجامع الأموي الكبير، بدأ الناس يعودون إلى صلواتهم ويجلسون على قارعة الطريق يتبادلون الاحاديث حتي وقت متأخر من الليل.
وقالت سحر، وهي فتاة تبلغ من العمر 18 عاما، لوكالة أنباء ( شينخوا ) بدمشق اليوم (الخميس) "لقد جئت إلى هنا لأن الوضع آمن الآن وفقدنا مثل هذه الأحداث لفترة طويلة خاصة أن الأحداث الليلية لم تكن موجودة في رمضان الماضي خلال الأزمة"، كانت تراقب عن كثب أداء الراقصين الصوفيين في دمشق القديمة بكثير من الفرح .
وأضافت "الآن يمكنك أن ترى الناس، يمكنك أن ترى الحركة والمزيد من الناس، وهو شيء لم نره منذ فترة طويلة".
وقالت ليلى، وهى طالبة جامعية ، من الذين يقضون جزءا كبيرا من حياتهم فى الازمة، لوكالة ( شينخوا) إن هذه المشاهد تغرس الأمل في نفوس الناس ، وتعطي انطباعا بأن هذه الأزمة شارفت على الانتهاء ، ونأمل أن يكون ذلك في القريب العاجل.
وقال أسامة الذي يبلغ من 20 عاما بدمشق رمضان هذه السنة يذكرنا بالايام الخوالي ، حيث كل الفئات الاجتماعية تخرج وهي مطمئنة " .
وأضاف " الآن، الوضع أفضل من أي وقت مضى ويمكنه أن يعيش كمراهق لأن الوضع أصبح أفضل ".
ويشار إلى أن الحكومة السورية قامت بإضاءة صحن الجامع الاموي الكبير ، باضواء ملونة وظلت حتى وقت متأخر من الليل ، في اشارة إلى عودة الأمان والاستقرار إلى تلك المنطقة القديمة .