القاهرة 11 يوليو 2017 /أعلنت مصر اليوم (الثلاثاء)، أن وزراء خارجية الدول الأربع المقاطعة لقطر سوف يعقدون اجتماعا غدا في مدينة جدة السعودية، بمشاركة نظيرهم الأمريكي ريكس تيلرسون، وذلك في وقت دعت إلى إخراج الدوحة من عضوية التحالف الدولي ضد داعش.
وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد، إن وزير الخارجية سامح شكري تلقى دعوة من نظيره السعودي عادل الجبير، لحضور اجتماع لوزراء خارجية الدول العربية الأربع الداعية لمكافحة الارهاب مع تيلرسون في مدينة جدة غدا.
وأضاف إن هذا الاجتماع يأتي في إطار الحرص على تنسيق المواقف والتضامن بين الدول الأربع الداعية لمكافحة الارهاب حول التعامل المستقبلي بشأن العلاقة مع قطر.
وأشار إلى أن الدول الأربعة تؤكد " تمسكها بمواقفها والإجراءات التي تم إتخاذها ضد قطر، فى ضوء مخالفتها للقوانين والأعراف الدولية، ودعمها للارهاب والتطرف، وتدخلها السلبي في الشئون الداخلية للدول العربية، وتهديد سياساتها للأمن القومي العربي والسلم والامن الدوليين".
وأعلنت مصر والسعودية والإمارات والبحرين في الخامس من يونيو الماضي قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، متهمة إياها بدعم وتمويل الإرهاب، والتدخل في شئونها الداخلية.
واتخذت الدول الأربع عدة إجراءات لعزلها، من بينها إغلاق الحدود والأجواء مع الدوحة.
وقدمت هذه الدول قائمة من 13 مطلبا، سلمها الوسيط الكويتي إلى قطر في 22 يونيو الماضي، في خطوة لحل الأزمة الدبلوماسية القائمة.
ورفضت قطر المطالب، في رد اعتبرته الدول الأربع سلبيا للغاية، وقررت استمرار مقاطعة الأولى، وبحث عقوبات جديدة ضدها.
وعقب ساعات من الإعلان المصري عن الاجتماع الرباعي مع ريكس تيلرسون، وقعت قطر والولايات المتحدة الأمريكية مذكرة تفاهم لمكافحة تمويل الإرهاب، خلال زيارة تيلرسون للدوحة.
وقال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، في مؤتمر صحفي مشترك مع تيلرسون إنه "تم الاتفاق بين البلدين على عدة نقاط وتم توقيع مذكرة تفاهم لمكافحة تمويل الإرهاب".
وتابع أنه "طالما اتهمت قطر من قبل دول الحصار بتمويل الإرهاب، واليوم قطر هي أول من يوقع على برنامج تنفيذي مع الولايات المتحدة لمكافحة تمويل الإرهاب، وندعو دول الحصار إلى الانضمام لنا في المستقبل"، في إشارة إلى السعودية والإمارات والبحرين ومصر.
وأكد أن هذه الاتفاقية كانت تخضع للنقاش على مدى أربعة أسابيع، ولا علاقة لها مباشرة أو بشكل غير مباشر بالحصار المفروض على قطر.
وجاء الإعلان عن الاتفاقية في وقت دعت مصر إلى إخراج قطر من عضوية التحالف الدولي ضد داعش.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية أحمد أبو زيد، رئيس وفد مصر في اجتماع للتحالف بواشنطن، إنه " لم يعد مقبولا أن يضم التحالف بين أعضائه دولا داعمة للإرهاب او تروج له في إعلامها"، في إشارة لقطر، وذلك في كلمته خلال الاجتماع، التي تم نشرها على صفحة وزارة الخارجية على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك).
ورأى أبو زيد، إن " هذا الاجتماع ينعقد في توقيت مفصلي ومنعطف بالغ الأهمية من عمر التحالف، بعد إعلان الحكومة العراقية رسميا عن تحرير مدينة الموصل من قبضة تنظيم داعش، وفي أعقاب انعقاد القمة العربية الإسلامية الأمريكية لمكافحة الإرهاب في الرياض في مايو الماضي، الأمر الذي يؤسس لمرحلة جديدة ويمهد الطريق نحو دفع الجهود الدولية من أجل القضاء على أفكار التطرف والإرهاب بكافة صورة وأشكاله".
وأضاف إن " الانتصار الميداني والعسكري ضد تنظيم داعش الإرهابي يجب أن يمتد لينال من كافة التنظيمات الإرهابية، بل ومن الأذرع التي لم تعد خفية في مساندها لتلك التنظيمات من أجل ضمان بقائها، سواء بالمال أو بالسلاح أو بالغطاء السياسي والإعلامي أو بتوفير الملاذ الآمن".
وتابع " ومن هذا المنطلق، جاء قرار كل من مصر والسعودية والإمارات والبحرين بمقاطعة قطر، عضو التحالف، في ظل دعمها لجماعات التطرف والإرهاب في المنطقة، لاسيما في ليبيا وسوريا واليمن، وزعزعتها للاستقرار والأمن الإقليمي، فضلا عن توفيرها منابر إعلامية لتمجيد أعمال الإرهاب والتعاطف معها".
واستهجن " الدفاع المستميت من قبل البعض عن قناة الجزيرة الفضائية (القطرية)، التي تتخفى تحت عباءة حرية التعبير من اجل نشر أفكار سامة ومحتوى إعلامي مغرض يحض على العنف والإرهاب".
واستشهد على ذلك بـ " استضافة القناة لأبي محمد الجولاني زعيم جبهة النصرة القاعدية أكثر من مرة، واستضافتها ليوسف القرضاوي الذي تؤويه قطر، وهو يبيح قتل المصريين والعمليات الانتحارية ضد المدنيين، فضلاً عما تبثه تلك المحطة من أفلام وثائقية لتصوير والاحتفاء بقنص جهاديين لأبناء القوات المسلحة خلال تأديتهم واجبهم المقدس في حماية الوطن".
ودعا رئيس الوفد المصري " دول التحالف إلى وقفة صادقة مع النفس والنظر بجدية إلى ما به من تناقضات"، مؤكدا " أن عضوية التحالف يجب أن تقتصر على الدول متشابهة الفكر التي تقف على قلب رجل واحد في مواجهة الإرهاب، وهو ما لا يتحقق بانضمام دول تعاني انفصاما وترتدي قناعين، أحدهما أمام المجتمع الدولي بوصفها شريك في محاربة الإرهاب والأخر في علاقتها المشبوهة بالعناصر الإرهابية والمتطرفة التي تدعمها بالمال والسلاح من أجل جلب الخراب على المنطقة".