القاهرة 17 يوليو 2017 / اتهمت مصر اليوم (الاثنين)، دولة قطر بـ "إتباع نهج المماطلة والتسويف، وعدم الاكتراث بالشواغل الحقيقية" للدول المقاطعة لها، فيما حذرت الجامعة العربية والوسيط الكويتي من أن استمرار الأزمة بين الجانبين " سيكون له تداعيات سلبية على الوضع العربي".
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال استقباله الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير خارجية الكويت اليوم، " أهمية الوقوف بحسم أمام السياسات التي تدعم الإرهاب، والتصدي لمحاولات زعزعة استقرار الدول العربية والعبث بمقدرات شعوبها".
وذكر المتحدث الرئاسي المصري السفير علاء يوسف، إن السيسي والوزير الكويتي بحثا آخر التطورات المتعلقة بعدد من القضايا الإقليمية، على رأسها الأزمة مع قطر، حيث استعرض وزير الخارجية الكويتي الجهود التي تقوم بها بلاده للحفاظ على تماسك ووحدة الدول العربية في هذا التوقيت، الذى تشهد فيه المنطقة تحديات جسام.
بينما أعرب الشيخ صباح الخالد عن تقديره للشواغل المصرية في هذا الصدد، أبدى السيسي تقديره للمساعي الحميدة التي تقوم بها الكويت بقيادة الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح، والتي تؤكد حرصها على تعزيز التضامن والتوافق العربي.
وأوضح السيسي أن ثوابت سياسة مصر الخارجية تقوم على عدة مبادئ، منها عدم التدخل في الشئون الداخلية لأية دولة، والسعي للحفاظ على الأمن القومي العربي، وفى المقابل فإنها لا تسمح لأحد بالتدخل في شئونها.
وأكد السيسي أهمية الوقوف بحسم أمام السياسات التي تدعم الإرهاب، والتصدي لمحاولات زعزعة استقرار الدول العربية والعبث بمقدرات شعوبها.
وفي لقائه مع الشـيخ صباح الخالد، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري "تمسك مصر بقائمة المطالب المقدمة لدولة قطر، واستمرار العمل بحزمة التدابير والإجراءات المتخذة ضدها، على ضوء ما تلمسه دول الرباعي (مصر والسعودية والإمارات والبحرين) من استمرار قطر في إتباع نهج المماطلة والتسويف، وعدم اكتراثها بالشواغل الحقيقية التي عبرت عنها الدول الأربع، وتطلعات شعوب المنطقة في التصدي بحزم لخطر الإرهاب والتطرف".
لكن الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط حذر خلال لقائه وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح من أن استمرار الأزمة بين قطر والدول المقاطعة لها " سيكون له تداعياته السلبية على الوضع العربي بشكل عام".
وذكرت الجامعة العربية في بيان، أن الأزمة بين كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر من جانب وقطر من جانب آخر شغلت حيزا هاما من النقاش بين أبوالغيط ووزير خارجية الكويت، الذي تقوم بلاده بدور الوساطة بين الجانبين.
وعرض المسئول الكويتي خلال اللقاء أهم أبعاد الوساطة التي تقوم بها بلاده بين الجانبين، وآخر الاتصالات التي أجراها في هذا الصدد مع الأطراف المعنية.
وأكد أبوالغيط "مساندته الكاملة للوساطة الكويتية، تحت قيادة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت"، وأبدى تطلعه لأن تثمر هذه الوساطة عن تحقيق انفراجة في الموقف.
وأوضح أبوالغيط والوزير الكويتي أن " استمرار هذه الأزمة سيكون له تداعياته السلبية على الوضع العربي بشكل عام، الأمر الذي يستدعي بذل قصارى الجهد لتسويتها، أخذا في الاعتبار دقة وحساسية المرحلة التي تمر بها الأمة العربية".
وأعلنت مصر والسعودية والإمارات والبحرين في الخامس من يونيو الماضي قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، متهمة إياها بدعم وتمويل الإرهاب، واتخذت عدة إجراءات لعزلها، من بينها إغلاق الحدود والأجواء مع الدوحة.
وقدمت هذه الدول قائمة من 13 مطلبا، سلمها الوسيط الكويتي إلى قطر في 22 يونيو الماضي، في خطوة لحل الأزمة الدبلوماسية القائمة.
ورفضت قطر المطالب، في رد اعتبرته الدول الأربع سلبيا للغاية، وقررت استمرار مقاطعة الأولى، وبحث عقوبات جديدة ضدها.