تقرير: تطور مذهل لتقنية التعرف على الوجه في الصين (2)

من جهة أخرى، بدأت عدة فنادق ومعاهد ورياض أطفال في إستعمال أنظمة التعرف على الوجه في البوابات. كما لجأت بعض الجامعات إلى هذه التقنية لإحباط محاولات الإنتحال أثناء الإمتحانات. 

الجدير بالذكر أن إستعمال هذه التقنية لم يتوقف عند القطاعات المهمة والحساسة فحسب. بل بتنا نجد مثل هذه التقنية حتى في بعض المطاعم ودورات المياه العمومية. مثلا، إستعان محل كنتاكي ببكين بتقنية التعرف على الوجه، لتمييز عمر وجنس ومزاج الزبون ثم توصيته بالأطعمة المناسبة له. كما يستعمل هذا المحل تقنية التعرف على الوجه حتى في مراقبة إدارة أوراق الحمّام. قبل ذلك، قامت إحدى دورات المياه العمومية في مدينة شيامن بوضع نظام للتعرف على الوجه لمراقبة أوراق الحمّام لمكافحة السرقة. حيث نصبت نظاما للتعرف على الوجه فوق جهاز أوراق الحمام، ومن ثم لايسمح هذا النظام بإعادة أخذ أوراق الحمام إلا بعد 9 دقائق من المرة الأولى.

مثل العديد من الدول الأخرى، يتركز إستعمال تقنية التعرف على الوجه في الصين داخل المجال الأمني. خاصة في المطارات، ومحطات القطار والمترو ومحطات الحافلات العمومية، وغيرها من المرافق العامة ذات الحركية العالية. ويساعد إستعمال هذه التقنية على التفطن للمجرمين المفتش عنهم من خلال جمع وتحليل بيانات المسافرين. مثلا، نجح مترو شنيانغ في غضون 9 أيام فقط، في التعرف على 3 مجرمين فارين من خلال إستعمال هذه التقنية.

في ذات السياق، تسجل تقنية التعرف على الوجه إستعمالا واسعا داخل المتاجر غير المأهولة، وتمثل هذه الأخيرة فضاء جديدا يفتح مساحة كبيرة لتطور سوق تقنية التعرف على الوجه. لذا، وعلى ضوء ماتقدم، يمكننا فهم التطور السريع والإختراقات المتواصلة التي حققتها تقنية التعرف على الوجه في الصين خلال السنوات الأخيرة.

التطور السريع لتقنية التعرف على الوجه في الصين، لم تثبته بيانات السوق فحسب، بل أكدته كذلك الإختبارات الدولية، حيث حصلت شركة "إيتهو" الصينية على المراتب الأولى في 4 إختبارات دولية وفقا لنتائج إختبار FRVT (إختبار التعرف على الوجه). وتفوقت على شركة فانكورد الروسية، التي تعد إحدى الشركات الرائدة في هذه التقنية، والتي تفوقت على غوغل لوقت طويل.

في هذا الصدد، يشير المراقب العام في المركز الصيني للصناعات الذكية تشانغ تشو، أن توفير أنظمة المراقبة الذكية للأمن الوطني يقدم حافزا كبيرا لشركات التكنولوجيا الصينية لتطوير الإبتكار. حيث ترصد الصين سنويا ميزانية ضخمة للأمن العام، وهو مايوفر عائدات كبيرة للشركات العاملة في هذا المجال.

يتوقع محللون بأن يتضاعف الإستثمار في مجال تقنية التعرف على الوجه في المستقبل. وبأن هذه التقنية ستدفع قطاع الصناعة الذكية في الصين بالتطور قدما. كما يتنبؤون بأن تستقطب هذه الصناعة إهتماما أكبر في المستقبل، ويتوسع إستخدامها في مختلف المجالات.