طوكيو 14 ديسمبر 2017/ قال تاكاكاجي فوجيتا، مدير جمعية بيان موراياما، وهي مجموعة مدنية معنية بمناصرة وتطوير البيان الشهير،" أعتقد أن المعركة ضد النزعة التحريفية التاريخية مكتوب لها النجاح".
صرح فوجيتا بذلك في مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) بمناسبة الذكرى الـ80 لمذبحة نانجينغ.
وكان رئيس الوزراء الياباني الأسبق توميشي موراياما قد أصدر يوم 15 أغسطس عام 1995 بمناسبة الذكرى الـ50 لنهاية الحرب العالمية الثانية بيانا اعتذر فيه عن كل ما ألحقته بلاده من ضرر هائل ومعاناة لشعوب الكثير من البلدان خلال حكمها الاستعماري والعدوان.
وقال فوجيتا إن موراياما أراد من الحكومة اليابانية أن تطور علاقات ودية مع الدول المجاورة مثل الصين وكوريا الجنوبية بناء على ذلك البيان.
واجتاحت اليابان شمال شرقي الصين في سبتمبر عام 1931 ثم تبعت ذلك بغزو واسع النطاق للصين في 7 يوليو عام 1937.
وسيطر اليابان على نانجينغ، عاصمة الصين آنذاك، في 13 ديسمبر عام 1937، وبدأت في عمليات ذبح أسفرت عن مقتل 300 ألف مدني وجندي صيني أعزل في أعمال وحشية استمرت 40 يوما.
وأضاف فوجيتا " بعض القوى اليمينية المتطرفة في اليابان تحاول التقليل أو حتى إنكار وجود مذبحة نانجينغ من الأساس، لكن هناك الكثير من محبي السلام في اليابان الذين لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام هؤلاء".
وأردف "المعركة ستكون طويلة وشاقة لمكافحة المحرفين التاريخيين، لكن أعتقد أن النصر سيكون حليفنا مع العدل".
وزار فوجيتا القاعة التذكارية لمذبحة نانجينغ بمدينة نانجينغ في مارس عام 2015. وقال " عندما رأيت الأدلة عن الفظائع التي ارتكبتها القوات اليابانية أثناء الغزو، شعرت بالمرارة والعار".
وأضاف" اذا أخطأ شخص، فيجب عليه أن يعترف ويعتذر. ونفس الحال ينسحب على الدول. القوى اليمينية المتطرفة التي تحاول إنكار جرائم الحرب خسيسة، ولن يسمح لهم أصحاب الضمير في اليابان بأن يفعلوا ذلك".
واعتبر فوجيتا إحياء الصين لذكرى هؤلاء الضحايا الذين قتلوا على يد الغزاة اليابانيين بهدف تمرير الدروس إلى الأجيال الصغيرة بأنه شئ "صحيح ومناسب".
وقال إن" اليابان يمكنها فقط أن تحقق المصالحة الحقيقية والتنمية المشتركة مع الصين من خلال مواجهة تاريخها في زمن الحرب بشكل مباشر والتعامل مع القضايا التاريخية بشكل مناسب"، داعيا إدارة رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إلى التأمل في التاريخ.
وأعرب عن قلقه أيضا إزاء قلة معرفة الأجيال الصغيرة في اليابان بالحقائق التاريخية المتعلقة بالحرب نظرا لخلو كتب المدارس اليوم من جرائم الحرب اليابانية.
في الوقت نفسه، قام بعض العلماء والمحامين والمواطنين العاديين المحبين للسلام بتنظيم فعاليات في أنحاء عديدة باليابان، دعوا فيها الحكومة اليابانية إلى التعلم من التاريخ وإخبار الشعب بالحقيقة حول حرب العدوان، وفقا لفوجيتا.
وقال "آمل أن تعقد المزيد من تلك الفعاليات لأنها مهمة جدا لليابان. لا يزال هناك طريق طويل للفوز بالمعركة ضد تحريف التاريخ لكن العدالة ستسود في النهاية"./نهاية الخبر/