人民网 2018:03:21.16:59:21
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> تبادلات دولية
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

باحثون صينيون: مع إعادة انتخاب بوتين ...الشرق الأوسط سيظل حلبة صراع بين موسكو وواشنطن

2018:03:21.16:28    حجم الخط    اطبع

إن "سياسة روسيا ستستمر على نفس النهج تجاه منطقة الشرق الأوسط بعد إعادة انتخاب بوتين رئيسا لروسيا"، هكذا علق باحثون صينيون على فوز الرئيس الروسي الحالي فلاديمير بوتين بولاية رئاسية رابعة عقب حصوله على 76.6 في المائة من الأصوات في الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم الأحد، لكنهم يرون أن مسألة حفاظ موسكو على ما حققته من تفوق إستراتيجي على واشنطن في الشرق الأوسط ستقف أمام عدد من عوامل عدم اليقين، وهذا يعني أن المنطقة ستظل حلبة صراع بين موسكو وواشنطن لفترة غير قصيرة.

-- دبلوماسية: تدفع فوز بوتين في الانتخابات

يقول تسوي هونغ جيان رئيس مركز الشؤون الأوروبية التابع لمعهد الصين للدراسات الدولية إن صعود شعبية بوتين يرجع إلى ما حققه على الأصعدة الداخلية والاقتصادية والدبلوماسية خلال ولاياته السابقة، مشيرا إلى أنه نجح في ضمان الاستقرار الداخلي وتلبية تطلعات الشعب الروسي. فرغم فرض الغرب لعقوبات على روسيا كان لها أثر بليغ على اقتصاد البلاد، إلا أن بوتين تمكن من إخراج بلاده من مصيدة الركود وتعزيز عملية التحول الاقتصادي وتوسيع نطاق التجارة والاستثمار نحو الشرق، ليبدأ الاقتصاد الروسي الآن في الاتجاه نحو الانتعاش.

وأضاف تسوي أن بوتين جنى أيضا ثمارا فيما يتعلق بشق الدبلوماسية، إذ ارتقت روسيا إلى "مكانة دولية كبرى في العالم" وسط العزلة التي حاصرها بها الغرب بسبب الأزمة الأوكرانية، ليصبح 2017 من أفضل الأعوام بالنسبة لروسيا بعد بروز هذه الأزمة حيث حققت سياستها الخارجية انتصارا على الصعيد الدولي خاصة في منطقة الشرق الأوسط .

وأوضح تسوي عند تناوله للجانب الميداني أن روسيا دعمت من ناحية أخرى الجيش السوري في دحر تنظيم الدولة )داعش( وطرد المتمردين من مساحة شاسعة من الأراضى التى كانوا يسيطرون عليها لينحصر تمركز هؤلاء المتمردين في بضعة مناطق فحسب وصار الجيش السوري حاليا يمسك بزمام المبادرة ميدانيا ونجح في استعادة السيطرة على مدن وكذا خطوط نقل رئيسية في البلاد. وبعدها، أعلن بوتين في نهاية عام 2017 أن بلاده ستسحب قواتها من سوريا.

"ومن هنا يتبين أن تأثير روسيا في منطقة الشرق الأوسط بلغ أوجه بعد تولى بوتين رئاسة البلاد، ولاسيما مع حفاظ موسكو على علاقات طيبة مع دول المنطقة ومشاركتها - بفضل التفوق الميداني المحقق- في المفاوضات الرامية إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية مع القوى الكبرى في الإقليم"، هكذا أكد تسوي.

-- اقتصاد: ينتعش رغم التحديات القائمة

أما على صعيد الاقتصاد، فقد تحدث فنغ يوي جيون رئيس المركز الروسي لمعهد الصين للدراسات الدولية بالأرقام عن الاقتصاد الروسي، قائلا إنه يسجل نموا إيجابيا منذ الربع الأخير من عام 2016 حيث أخذ يواصل انتعاشه ليحافظ على نموه بمعدلات بلغت 0.5%، 2.5% و1.8% على التوالى في الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2017، بل ولفتت الحكومة الروسية إلى أن معدل نمو الاقتصاد الروسي في عام 2017 سيتجاوز 2%، وهي أكبر نسبة نمو منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية.

وذكر فنغ أن نهضة الاقتصاد الروسي ترجع بشكل رئيسي إلى ارتفاع أسعار النفط العالمية مجددا، ففي نهاية عام 2016، توصلت الدول المصدرة للنفط (أوبك) إلى اتفاق لخفض إنتاج النفط وساهم هذا في دفع أسعار النفط إلى الارتفاع في الأسواق الدولية لتواصل مضيها في هذا المنحنى التصاعدي في أغلب الأوقات خلال عام 2017.

وتابع بقوله إن الصادرات والواردات الروسية بوجه عام سجلت قفزة ليصل حجمهما في الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2017 إلى 415.65 مليار دولار أمريكي بزيادة نسبتها 25.7% مقارنة بنفس الفترة من العام السابق؛ فيما بلغ حجم الصادرات النفطية 154.5 مليار دولار أمريكي لتشكل 61% من إجمالي حجم الصادرات ككل. علاوة على ذلك،ساهم ارتفاع أسعار النفط أيضا في زيادة الاستثمارات بروسيا، إذ إنه في الفترة ما بين يناير وأكتوبر من عام 2017،زادت الاستثمارات في قطاع العقارات الروسي بنسبة 4.2%، ما لعب أيضا دورا في تعافي الاقتصاد الروسي.

وباختصار، فإن اقتصاد روسيا خرج من الأزمة مع ظهور مؤشرات على تجاوزه حالة الركود، حيث يتوقع بعض الخبراء نموه بنسبة تتراوح بين 2 و3% في السنوات المقبلة. غير أن المشكلات القائمة في بنية الاقتصاد الروسي لم تحل بعد ومازالت تترك آثارا على فاعلية أدائه. فرغم الإجراءات التي اتخذتها روسيا في هذه السنوات، إلا أنها لم تحقق النتائج المرجوة تماما، فضلا عن أن العقوبات التي فرضها الغرب عليها أضفت صعوبة على عملية الإصلاح.

-- علاقات واشنطن - موسكو: تمثل عامل عدم يقين في المنطقة

كان ترامب قد تحدث في نهاية العام الماضي في أول تقرير له حول إستراتيجية الأمن القومي للولايات المتحدة، كثيرا عن التهديد الروسي، كما وصفت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) روسيا في هذا التقرير بـ"خصم منافس رئيسي" للولايات المتحدة. بينما في مارس الجاري، عرض بوتين شريط فيديو لمحاكاة هجوم نووي على الولايات المتحدة، ومن هذا يتضح أن المجابهة في "الحرب الباردة الجديدة" بين روسيا والولايات المتحدة ستستمر لأمد طويل.

وعند إجراء مقارنة ضمنية بين تحركات بوتين وما قام به ترامب، نجد أن روسيا أبرزت، سواء من خلال تطورات الوضع السوري أو تنمية علاقاتها الثنائية من دول المنطقة، أبرزت عقليتها المتمثلة في عزمها الثابت على انتهاج إستراتيجية دبلوماسية وتنفيذ خطواتها بفعالية، ذلك في الوقت الذى أصرت فيه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس في تجاهل تام لمعارضة العالم العربي وانتقاداته، لتحقق موسكو تفوقا عاما عبر التصدى لـ"البطء بالسرعة " و"الغموض بالوضوح" وعبر الاستعانة بـ"دول داخل المنطقة بدلا من قوى خارجها".

ولكن حفاظ روسيا على هذا التفوق على المدى الطويل يقف أمام عدد من عوامل عدم اليقين نظرا لما تعانيه بنية الاقتصاد الروسي من مشكلات لا تزال تراوح مكانها، وظهور جيل جديد من الثورة التكنولوجية المتمثلة في صناعة الإنترنت والذكاء الاصطناعي، وحدوث تطور كبير في التكنولوجيا الحيوية وغيرها حيث تسعى كل القوى الكبرى في العالم إلى بلوغ مكانة متميزة فيما تتخلف روسيا نسبيا في هذه العملية. لهذا، لابد لها من مواكبة تيار التنمية العالمية في أسرع وقت ممكن لكي تحافظ على القدرة التنافسية للدولة على الأمد الطويل.

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×