رام الله 22 مارس 2018 /نظمت فنانة بريطانية في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية معرضا يحاكي قوة صلة المرأة الفلسطينية بهوية وتراث أجدادها الأصليين من خلال مجموعة من الأثواب وقطع التطريز التقليدية الفلسطينية ومشغولات فنية أخرى.
وكشف معرض الفنانة راشيل ديدمان الذي أقيم تحت عنوان (غزل العروق) في المتحف الفلسطيني العديد من القصص التي ربطت النساء الفلسطينيات بتطريز بلادهم الذي يشكل بابا للثقافة ولتاريخ موطنهم.
ويعتبر فن التطريز الفلسطيني أحد الفنون الأصيلة في تمثيل التراث الذي لازالت تتوارثه الأجيال جيلا بعد جيل وسط انتشار الملابس العصرية الجاهزة كونها تمثل رمزا من رموز الهوية الفلسطينية قبل كل شيء.
وتقول ديدمان حول العلاقة الأصيلة بين المرأة الفلسطينية وفن التطريز إنها كانت تبحث خلال السنوات الأربع الماضية عن سر تلك الصلة حتى خرجت بمعرض لعرض الثياب التقليدية من مختلف أنحاء فلسطين في وقت يمثل فيه ذلك الفن أيقونة إبداعية للأمة.
والتطريز حياكة يدوية بالخيوط الحريرية الرقيقة عبر استخدام إبرة الخياطة أو مواد شبيهة به على القماش (فن التزيين بالغرز) ويأخذ كثيرا من الصبر والدقة وهذا ما شكل منه مهمة تكلف للنساء اللاتي ينسجن ملابسهن الخاصة وثياب الرجال لعديد من المناسبات المختلفة بأنفسهن.
وأضافت ديدمان حول المعرض أنه "يسعى للاحتفال بالفساتين التاريخية التي نعرفها ونحبها وأيضا للنظر إلى أبعد من ذلك من خلال اعتباره حافزاً لفحص الحميمة للحكايات الصغيرة التي تم سردها من خلال إبرازها في تلك الأزياء الفلسطينية".
وتقدم الفنانة البريطانية عبر العرض أزياء تعبر عن تراث المرأة الفلسطينية جرى عرضها في مساحة كبيرة خلف زجاج أبيض وتحت ضوء أصفر دافئ مصنوع بعناية من أجل الحفاظ عليها لإيصال رسالة مفادها أن ذلك الفن "جزء حميم من الثقافة المحلية".
وتضم الملابس المعروضة تنوعا في تصاميمها الملائمة للعديد من المناسبات الخاصة كحفلات الزفاف والولادة والترحيب بالضيوف.
وترى ديدمان أن تلك المطرزات والأزياء الفلسطينية " تستحق أن تعامل على أنها أكثر من مجرد تراث ".
وتقول "إن التراث يروى حول تسييس الرمزية في فلسطين، وحول طبيعة العمل النسائي، تاريخياً ومعاصراً، حول الطبقة الاقتصادية الاجتماعية في فلسطين، والتي بالطبع تتجلى دائماً في اللباس وأداء الهوية".
وما زالت ديدمان تتابع بشدة تلك العلاقة بين النسوة الفلسطينيات وفن التطريز متسائلة " لماذا أصبحت تلك النساء في ثوبها صورة رئيسية في صياغة القومية الفلسطينية".
وأكدت على أهمية الاستمرار في إبراز فن التطريز و إحيائه أيضا من خلال اللوحات والملصقات في صورة تبرز مدى قوة علاقة الفلسطينيين بتراثهم وتاريخهم.
وترى كثير من النساء الفلسطينيات في فن التطريز حرفة ومصدر عيش لهن كما وساهمن من خلال منتوجاتهن في تعزيز ما تم تطويره في ذلك الفن خاصة عقب الازدهار الذي حل بين النساجين المحليين في القرن التاسع عشر.
وتقول رجاء الزير (63 عاما) إحدى المشاركات في المعرض إنها ترى في فن التطريز وسيلة لحماية التراث" في وقت بدأت فيه بتعلم التطريز وحياكة قطعتها الخاصة في سن الثانية عشر.
وتشارك الزير بثوب فريد من نوعه مطرز بالكامل باللون الأخضر الفاتح وتغطيه زهور ذات لون وردي وبدرجات متعددة معتبرة أنه يمثل تحفة فنية صنعتها بنفسها خلال مجال عملها الذي تعدى ٥٠ عاما في فن التطريز.
وتضيف الزير أنها بدأت في تطريز ذلك الثوب منذ عشر سنوات من أجل حفل زفاف ابنها، مشيرة إلى إعجاب الجميع به وبشكله الذي يعبر عن التراث الفلسطيني بإضفاء لمستها الخاصة عليه.
وتعتبر الزير التطريز هوايتها المفضلة وتطرز الوسائد والإطارات وأنها رغم زواجها وسفرها إلا أنه لم يمنعها ذلك من مواصلة القيام بأعمال التطريز.
وتوضح أنه رغم ارتفاع أسعار المواد المستخدمة في فن التطريز واستبدال ذلك بالتطريز الآلي نظرا لكونه أقل كلفة إلا أنها مازالت مستعدة للقيام بالتطريز اليدوي طوال الوقت دون أي ملل لأنها تحبه.