القاهرة 17 أبريل 2018 / " الصين تهتم بمصر وأفريقيا بالكامل، والعلاقات سياسيا واقتصاديا بين الجانبين على أعلى مستوى"، بهذه الكلمات افتتح رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس مهاب مميش اليوم (الثلاثاء)، المنتدى "الصيني - الأفريقي لمناطق التعاون الاقتصادي".
وقال مميش في كلمته خلال المنتدى، إن الرئيس عبدالفتاح السيسي قد يحضر قمة منتدى التعاون الصيني - الأفريقي المقرر عقدها في سبتمبر المقبل في بكين.
وعقدت القمة الماضية لمنتدى التعاون الصيني - الافريقي في مدينة جوهانسبرغ الجنوب أفريقية في أواخر عام 2015.
واعتبر مميش، أن التعاون الصيني المصري وصل لمستوى رائع، يصب في مصلحة الشعبين، مشيرا إلى أن المنطقة الصناعية في العين السخنة التي تطورها شركة ((تيدا)) الصينية تمثل نموذجا جيدا للتعاون بين الجانبين.
وقال إن " تيدا تمثل الصين بشكل مشرف ونثمن دورها من أجل نهضة مصر.. والخبرات الصينية ممتازة، ونقدرها كثيرا".
ورأى أن " الصين لا تتأخر عن التعاون مع أفريقيا، حيث توجد مشاريع صينية في المناطق الصناعية الأفريقية وفي المنطقة الاقتصادية لقناة السويس"، مؤكدا أن " الروابط بين الصين (من ناحية) ومصر وأفريقيا (من ناحية أخرى) في أقوى حالة".
من جهته، أعرب السفير جي بيدينغ عضو المجموعة الاستشارية للسياسة الخارجية بوزارة الخارجية الصينية، عن فخره بـ" التعاون الوثيق" بين الصين وأفريقيا في مختلف المجالات، حيث عزز الجانبان التعاون حتى أصبحت بينهما شراكة استراتيجية.
وقال خلال المنتدى، إن الصين أكبر شريك تجاري لأفريقيا على مدار تسع سنوات متتالية، ووصل حجم التبادل التجاري بينهما في العام الماضي نحو 170 مليار دولار أمريكي، كما توجد 3100 شركة صينية تستثمر في أفريقيا.
واستطرد " كلنا نؤمن بأنه دون بيئة آمنة ومستقرة لن تتحقق التنمية، لذلك الصين تدعم بقوة أفريقيا وتساعدها على بناء القدرات بشكل مستقل، بما في ذلك وجود قوات أفريقية مدربة".
وأوضح أن الصين أسهمت في عدد كبير من قوات حفظ السلام في أفريقيا، ومستمرة في المشاركة في العمليات المختلفة لتحقيق السلام، وتقوم بجهود الوساطة في المناطق الساخنة في أفريقيا.
وأشار إلى أن بلاده تسعى لتحقيق الفائدة للجانبين، وجذب الاستثمارات لأفريقيا، مضيفا أن "الصين من أكبر الدول النامية في العالم، وأفريقيا هي الأمل، والتعاون يمثل أكبر فائدة للجميع". وأكد أن التعاون بين الصين وأفريقيا يقوم على أربعة مبادئ، هي أولا: تعزيز الثقة السياسية المبتادلة باعتبارها حجر الأساس للصداقة الصينية الأفريقية، والارتقاء لمستوى أعلى من التفاعل، واحترام مسارات التنمية لكل منهما دون تدخل.
وواصل " ثانيا: تعميق التعاون بين الطرفين، خاصة أن أفريقيا قارة كبيرة تملك إمكانيات وثروات كبيرة وتتوفر بها الظروف لتكون مقصدا لكل الصناعات، كما أن الصين لديها التكنولوجيا والخبرات ورأس المال، الذي يمكن أن يساعد أفريقيا في التنمية المستدامة".
وتابع " ثالثا: تعزيز التنسيق في القضايا الدولية، والقيام بدور أكثر فاعلية في الشؤون الدولية"، في حين يتمثل المبدأ الرابع في " تعزيز تبادل الأفكار"، خاصة أن أفريقيا مهتمة بتسريع عملية التحول الصناعي والتنوع الاقتصادي لديها، وهو أمر يتطلب المشاركة في الخبرات والتجارب.
واعتبر أن "الصين أكثر تقدما وسوف تعطي فرصا لأفريقيا، لأن تحقيق تنمية أكبر في أفريقيا سوف يفيد الصين كثيرا، كما أن التوصل إلى رؤية مشتركة بين الصين وأفريقيا لن يكون مفيدا للطرفين فقط بل للبشرية كلها".
ورأى الدبلوماسي الصيني، أن منتدى التعاون الصيني - الأفريقي أصبح منبرا هاما للتعاون منذ قمة جوهانسبرج في عام 2015، مشيرا إلى أن 70% من الدعم الذي تعهدت الصين بتقديمه خلال القمة قدمته بالفعل، حيث قامت بتدريب 150 ألف فني ومهندس في أفريقيا وقدمت أكثر من 120 ألف منحة حكومية.
وأعرب عن تطلعه إلى نجاح القمة القادمة لمنتدى التعاون المقررة في سبتمبر المقبل في بكين، لافتا إلى أن هذه القمة أولوية للعلاقات الثنائية، خاصة أن الصين تتمسك بتحقيق النمو المشترك والحوار المتبادل مع أفريقيا.
وعن العلاقات مع مصر، قال إن " مصر دولة مهمة للغاية للصين، والشراكة الاستراتيجية بين البلدين تطورات في السنوات الماضية، وأدت لنتائج جيدة للغاية، والصين مستعدة للعمل مع مصر لتطوير العلاقات ودعم التكامل من أجل التنمية".
بينما قال السفير الصيني بالقاهرة سونغ أي قوه، إن بلاده ستعطى خلال القمة القادمة لمنتدى التعاون دفعة جديدة للشراكة مع أفريقيا لدعم التعاون في كل المجالات.
وأوضح أن الصين استثمرت في أكثر من 20 منطقة اقتصادية في أفريقيا باستثمارات قدرها 4.5 مليار دولار، وخلقت وظائف لحوالي 60 ألف شخص.
وأكد أن الصين تدعم المناطق الصناعية الأفريقية، وتهتم بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس بشكل كبير.
وتوقع " تعاونا مثمرا" بين الصين ومصر، مشيرا إلى أن الشركات الصينية أصبحت تستثمر بشكل أكبر في مصر.
ورأى أن مصر لديها مستقبل اقتصادي واعد، والصين سوف تقف إلى جانبها لتحقيق التنمية وتعميق التعاون.
وأشار إلى أن " المنطقة الصناعية الخاصة بشركة ((تيدا)) تعمل بشكل ناجح على مدار السنوات الماضية، وأثق أن الصين ستبذل المزيد من الجهود خاصة مع مصر لتطوير المنطقة الاقتصادية لقناة السويس".
وشدد على أهمية منتدى التعاون الصيني - الأفريقي، لاسيما أن الجانبين "أشقاء وشركاء جيدون للغاية"، مؤكدا استعداد الصين للمشاركة بالخبرات والتكنولوجيا في تسريع التطور الصناعي في أفريقيا وتحقيق التنمية المستدامة.