人民网 2018:04:10.17:03:10
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم العربي
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تعليق: الحرب السورية غير المنهية.. المفتاح في يد من صنع الحرب

2018:04:10.17:06    حجم الخط    اطبع

بقلم/ ين تشانغ ده، باحث في المؤسسة الصينية للبحوث الدولية، ومستشار سابق في السفارة الصينية لدى الولايات المتحدة

تناول الاعلام خبرين مدهشين حول القضية السورية في الآونة الاخيرة، الخبر الاول، استعادة قوات الحكومة السورية الغوطة الشرقية بالكامل التي تعتبر منطقة استراتيجية مهمة. الخبر الثاني، اعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن أن العمليات العسكرية الامريكية في سوريا تستهلك مبالغ طائلة من المال دون أي مكسب يعود عليها، آملا ان يتم سحب الجيش الأمريكي من سوريا في أقرب وقت ممكن. في حين ان القوات الحكومة السورية لم تقضي على عناصر المعارضة المسلحة في منطقة الغوطة الشرقية، وعشرات الآلاف من العناصر المناهضة للحكومة يتراجعون سلميا الى معسكرهم في محافظة شمال غرب ادلب، وأن تحقيقه ترامب نية سحب قواته العسكرية في ظل معارضة صاحب السلطة الذي يسعى للهيمنة وذي عقلية الحرب البادرة صعب نوعا ما، لذا، فإن الحدثين لا يكفيان للتغيير الجذري في سوريا، وستستمر الحرب الاهلية التي دامت سبع سنوات في سوريا وتسببت في مصائب غير مسبوقة تاريخيا.

تعتبر الحرب الأهلية السورية بمثابة حرب بالإنابة بين الولايات المتحدة وروسيا، حيث أن السبب الرئيسي وراء استمرار الحرب الاهلية في سوريا لسنوات عدة يكمن في اللعبة الجيوسياسية غير منتهية بين الولايات المتحدة وروسيا.

أولا، نتيجة الحرب بالإنابة تهم المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة وروسيا، والجانبان مصممان على الفوز

بعد مقتل صدام والقذافي، بات بشار الاسد هو “راس الحربة" الوحيد في العالم العربي والعقبة الرئيسية امام الولايات المتحدة للسيطرة على الشرق الاوسط. في نفس الوقت، سوريا هي الدولة العربية الوحيدة الباقية على خط المواجهة ضد اسرائيل، لذلك، تعتبر الولايات المتحدة بشار شوكة في العين ويعتزم ازالتها بسرعة. وبالنسبة لروسيا، تعتبر سوريا موقعا استراتيجيا والفضاء الوحيد لتوسيع نفوذها في الشرق الأوسط، وأن قاعدة روسيا العسكرية في طرطوس موطئ قدمها الوحيد في البحر الابيض المتوسط. أن الحفاظ على نظام بشار الاسد الموالي لروسيا امر حاسم لحماية الامن القومي الروسي ووضع القوة العظمى، ولا يسمح لأي حد كان ان يكون سبب فقدانه. كما أن الاطاحة ببشار الاسد وابقائه على الحكم الخط الاساسي الاستراتيجي للولايات المتحدة وروسيا في القضية السورية، ومن الصعب لكلا الجانبين افساح الطريق.

ثانيا، كلاهما ليسا على استعداد للاستسلام، ويعززان تدخليهما نظرا للتكلفة الاستراتيجية الضخمة التي قد دفعاها في سوريا

لقد دعمت الولايات المتحدة القوات المناهضة لبشار الاسد بالسلاح ومستشارين لقيادة حرب اهلية دامت سبع سنوات، وقامت بالضربات الجوية واسعة النطاق على القوات الحكومة السورية، ما كلفها أموالا باهظة. وحاليا، للولايات المتحدة أكثر من 2000 جندي متمركزين في سوريا، كما تخطط لنشر 30 ألف جندي على الحدود الشمالية الغربية لسوريا، متطلعة الى انشاء "دولة داخل دولة " في شمال غرب سوريا، كقاعدة لإسقاط بشار الاسد، كما نشرت الولايات المتحدة قوات بحرية وجوية قوية مجاورة سوريا استعدادا للهجوم.

من جانب آخر، تعد المشاركة في الحرب الأهلية السورية أكبر عملية عسكرية لروسيا بالخارج، حيث يشارك عشرات الالاف من الجنود بما في ذلك المتطوعين، واستثمرت في انواع مختلفة من الاسلحة الهجومية والدفاعية المتطورة، وبذلت جهودا كبيرة ودفعت مبالغ كبيرة لتحويل اتجاه الحرب في سوريا. وتتمتع العمليات العسكرية الروسية في سوريا بمزايا اخلاقية وقانونية، ولن تتخلى عن هذه الميزة وتوقف التدخل العسكري في سوريا.

ويعتبر الصراع بين الجانبين من خلال الوكلاء أمر لا نهاية في ظل رفض الولايات المتحدة تحمل الخسائر ورغبة روسيا في توسيع ساحة المعركة.

ثالثا، صعوبة كسر الجمود في ظل عدم تنازل كلا الطرفين

تتمثل احتمالات مصير سوريا المتعلقة ببشار الاسد في ثلاث: أولا، فوز بشار الاسد والحفاظ على قوته السياسية، او التنحي وتشكيل حكومة ائتلافية موالية لروسيا. ثانيا، فوز القوى المناهضة لبشار الاسد لتحل محل حكومة بشار الاسد، او انشاء حكومة ائتلافية موالية للولايات المتحدة. ثالثا، تنحي بشار الاسد من اجل اقامة حكومة محايدة صديقة للولايات المتحدة وروسيا. والاحتمالان الاولان ينتهكان الاهداف الاستراتيجية الامريكية والروسية على التوالي، ولن يقبلها اي طرف من الطرفين. أما بالنسبة للاحتمال الثالث، فإن تفوق قوة ونفوذ الولايات المتحدة وحلفاءها بشكل واضح على نظرائهم في روسيا سيسقط ما يسمى الحكومة السورية المحايدة في نهاية المطاف في ايدي الولايات المتحدة والغرب، ولا يمكن ان تقبل روسيا ذلك. وعليه، فإن الطرفين من الصعب الحصول على اي شيء على طاولة المفاوضات إذا ما تمكنا الوصول عليه في ساحة المعركة.

رابعا، تأثير حلفاء الطرفين

المجموعة التي تقودها الولايات المتحدة تشمل حلفاء أوروبيين، السعودية ودول الخليج الأخرى وإسرائيل، ويشمل المعسكر الذي تقوده روسيا بالإضافة الى سوريا حزب الله وإيران ايضا. وتركيا التي كانت حليفة للولايات المتحدة تحولت في وقت لاحق نحو روسيا. ولأعضاء المجموعتين الرئيسيتين مصالحهم الخاصة في سوريا، وتختلف مواقفهم السياسية للولايات المتحدة وروسيا، ويجب على الولايات المتحدة وروسيا رعاية مصالحهم ومطالبهم السياسية عند معالجة القضايا ذات الصلة، لا يمكن الإقرار من مواقفهما فقط. وهذا يزيد من صعوبة حل القضية السورية وقد يطيل امد الحرب.

المفتاح في يد من يصنع المشكلة. إن مفتاح حل القضية السورية وإنهاء الحرب الأهلية السورية هو في أيدي القوى الخارجية. ويجب وقف اللعبة الجيوسياسية الامريكية الروسية في سوريا، واحترام سيادة واستقلال ووحدة الاراضي السورية، حتى يتسنى للشعب السوري ان يقرر ويختار طريقه الخاص للتنمية، والنظام السياسي والمؤسسات الحكومية. وأن اعراب دونالد ترامب عن رغبته في سحب القوات الامريكية من سوريا في أقرب وقت ممكن موقف حكيم. وإذا كان الامر كذلك، سيخلق ظروفا مواتية لتنفيذ جميع الاطراف لوقف إطلاق النار وفقا لقرارات الامم المتحدة، وإعادة فتح مفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة، وايجاد حل سلمي عادل ومعقول للقضية السورية. وهذا ايضا الاختيار الصحيح للولايات المتحدة في سوريا. وعلى خلاف ذلك، من الصعب توقيف المأساة السورية، وسوف تدفع الولايات المتحدة ثمنا باهظا ايضا. 

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×