واشنطن 9 إبريل 2018 / انتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فريق التحقيق المتعلق بروسيا يوم الاثنين بعد أن علم أن عملاء من مكتب التحقيق الفيدرالي (أف بي آي) داهموا مكتب محاميه الخاص منذ فترة طويلة وصادروا وثائقا تتعلق بمبلغ من المال دفعه مقابل شراء صمت ممثلة أفلام إباحية.
وقال ترامب للصحفيين قبل اجتماعه مع قادة عسكريين كبار في البيت الأبيض إنه "وضع مخز"، مضيفا أن عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي "اقتحموا" مكتب محاميه مايكل كوهين الذي قال ترامب إنه "رجل طيب".
وأفادت صحيفة ((نيويورك تايمز)) في وقت سابق بأن النيابة العامة الفيدرالية في مانهاتن حصلت على مذكرة تفتيش بعد تلقيها إحالة من المحقق الخاص روبرت مولر، ثم داهمت مكتب كوهين وصادرت رسائل بريد إلكتروني ووثائق ضريبية وسجلات تجارية واتصالات بين كوهين وترامب.
ويتوجب على النيابة العامة والعملاء الفيدراليون إقناع قاض بأن لديهم سبب محتمل لنشاط إجرامي وأنهم يعتقدون بأنهم سيجدون أدلة على ارتكاب مخالفات في عملية التفتيش من أجل منحهم مذكرة.
ولكن أُفيد بأن المداهمة على ما يبدو لا تتعلق بشكل مباشر بتحقيق مولر، الذي يركز على التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016، والتواطؤ المحتمل بين حملة ترامب وموسكو.
وفي نقد شديد، وصف ترامب التحقيق مولر الجارف بأنه "هجوم" على البلاد وما ترمز إليه، قائلا إن "ذلك حقا وصل إلى مستوى جديد كليا من الظلم".
وكرر الرئيس إدعائه بأنه "لم يكن هناك أي تواطؤ على الإطلاق"، بينما وصف فريق مولر، وهو جمهوري طوال حياته، بأنه "أكبر تضارب في المصالح" شهده على الإطلاق واصفا التحقيق مرة أخرى بأنه "مطاردة ساحرات".
وأكد ترامب على أنه غير قلق بشأن ما قد يعثر عليه الـ "أف بي آي"، لكنه قال "سنرى ما سيحدث" عندما سئل عما إذا كان سيقيل المحقق الخاص الذي يقدم تقاريره إلى نائب المدعي العام رود روزنشتاين.
ومن بين الوثائق التي صادرها العملاء الفيدراليون تلك المتعلقة بدفع كوهين مبلغ 130 ألف دولار أمريكي لشراء صمت ستورمي دانيلز، وهي ممثلة أفلام إباحية، زعمت أنها أقامت علاقة غرامية مع ترامب في عام 2006.
وتم دفع المبلغ لدانيلز، واسمها القانوني ستيفاني كليفورد، مقابل صمتها حول العلاقة المزعومة ، قبل أيام فقط من الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016. ونفى كوهين أن ذلك انتهك قوانين تمويل الحملات الانتخابية .
وفي الأسبوع الماضي، نفى ترامب معرفته بعملية الدفع. وكانت هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها الرئيس عن هذا الموضوع بشكل علني. وذكر البيت الأبيض أن ترامب ينفي وجود علاقة .
وقد وجه المحقق الخاص حتى الآن التهمة إلى 19 شخصا، من بينهم عدة أشخاص في حملة ترامب، ممن أقروا بالذنب في تهم مختلفة ناشئة عن تحقيق مولر. وهم جميعا يتعاونون مع النيابة العامة، ولكن أيا من التهم غير مرتبط مباشرة بمزاعم التواطؤ.
وقال محللون إن المداهمة تشكل صداعا قانونيا جديدا بالنسبة لترامب ومحاميه نظرا لأنهم يفكرون في إجراء مقابلة مع المحقق الخاص، حسبما أفادت تقارير.
وقد أفيد في وقت سابق من هذا الشهر بأن مولر أخبر محاميّ ترامب بأن الرئيس ليس هدفا جنائيا في التحقيق المتعلق بروسيا، ولكنه أكد بأنه ما زال معرضا للتحقيق.
وأفادت ((سي أن أن)) بأنه ما تزال المفاوضات مستمرة حول ما إذا كان ترامب سيتحدث مع مولر وهو تحت اليمين أو في جلسة غير رسمية.