طرابلس 17 أبريل 2018 /كشفت الهيئة العامة للخيالة والمسرح والفنون بحكومة الوفاق الوطني الليبية، عن أن غياب التمويل يعيق تنفيذ اتفاقية إيطالية - ليبية، لإنجاز مشروع "الأرشيف الوطني".
وقال رئيس الهيئة العامة للخيالة والمسرح والفنون بحكومة الوفاق الوطني محمد البيوضي، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) اليوم (الثلاثاء)، إن "غياب التمويل المالي أكبر عائق وتحدي يحول دون تنفيذ اتفاقية (الأرشيف الوطني) المهمة مع إيطاليا، وبكل صراحة لديهم رغبة كبيرة بالبدء في تنفيذها، كما أبلغونا استعدادهم لتقديم جزء من الأرشيف الليبي موجود لدى روما غير متاح لدينا، وهي ميزة ومكسب لليبيا لتعزيز رصيد أرشيفها الوطني".
ولفت البيوضي إلى المشاكل التي رافقت تنفيذ الاتفاقية، قائلا " وقعت الاتفاقية في فترة الحكومة المؤقتة قبل أكثر من أربعة أعوام، ولم تدخل حيز التنفيذ، بداية بسبب الأشرطة والمواد لم تكن تحت سيطرتنا، وفشل كل المسؤولين السابقين في إخراجها من المقر السابق الذي كان تحت سيطرة مسلحين، لكن نجحنا أخيراً في إخراجه بعد جهود وتعاون مثمر، ونقل المواد إلى مكان آمن وإعادة حصر كل الأشرطة التي بحوزتنا وهي بمكان آمن".
وعن أهمية هذا الأرشيف، أكد البيوضي أن "المواد تحوي تاريخ ليبيا لأكثر من 100 عام ماضية، حيث توجد مواد نادرة ومهمة وثقت الحروب العالمية التي دارت جزء من معاركها على الأراضي الليبية، بجانب توثيق فترة الاستعمار الإيطالي، إضافة إلى أعمال سينمائية خالدة لفيلمي الرسالة وعمر المختار، واللذان يعدان إرثا فنيا عالميا وليس ليبيا فقط".
ولفت رئيس الهيئة العامة للخيالة والمسرح والفنون إلى أن الاتفاقية مع الجانب الإيطالي، تنص أيضاً على تحويل الأرشيف الوطني إلى نسخة رقمية، وتم الاتفاق على أن يكون مقره الرئيس -الأرشيف- في دار سينما (الزهراء) بالعاصمة طرابلس.
وأكد أن الاتفاقية تتيح جلب خبرات فنية ذات سمعة دولية جيدة ، تقوم بتدريب كادر ليبي متخصص في عملية إدارة وتشغيل الأرشيف.
وأبرمت وزارتا الثقافة الليبية ونظيرتها الإيطالية مطلع العام 2014، اتفاقية تنفيذ مشروع "الأرشيف الوطني الليبي"، وتتعلق بارشفه كافة المواد المصورة الموجودة في ليبيا المتعلقة بالفنون والآثار وأرشيف الدولة منذ العام 1910.
كما يتم بموجب الاتفاقية ، تقديم الدعم الفني والتقني للجانب الليبي، وتوثيق الأرشيف بعد الانتهاء منه، على شكل "أرشيف بصري" يكون بمثابة متحف وطني لعرضه للزوار في قاعة مخصصة.
وأبدى رئيس الهيئة العامة للخيالة والمسرح والفنون، استيائه من كل الحكومات المتعاقبة التي لم تهتم جدياً بمشروع الأرشيف وتراه أمرا ثانويا.
وقال "لا نعرف حقيقة هل الأمر متعمد أم حدث بدون قصد، على الرغم أن دول العالم أجمع تولي اهتماما كبيرا بأرشيفها الوطني، كونه يمثل حقبة تاريخية توضح مراحل تطور الدول وتوثق فترات زمنية فاصلة على المستوى التاريخي".
لكنه أشاد بالتغير مع حكومة الوفاق والاستجابة الكبيرة لدعم عمل الهيئة، مطالبا بالحاجة الماسة إلى الدعم المباشر الذي يعكس الأهمية القصوى بمشروع "الأرشيف الوطني"، الذي هو بمثابة أمن قومي يجب دعمه وصونه، بحسب تعبيره.