人民网 2018:05:02.13:54:02
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> الأعمال والتجارة
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

مقالة: نظام عالمي يتشكل فى أعقاب الصراع بين العولمة والحمائية

2018:05:02.13:45    حجم الخط    اطبع

بقلم: حازم سمير

تركزت قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، خلال ما يقرب من عام ونصف، منذ صعوده إلى الحكم عام 2017 ، على إعادة ترتيب أوراق المجتمع الدولي من جديد لكى تهيمن الولايات المتحدة على قواعد اللعبة السياسية والاقتصادية للنظام العالمي الذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية.

انسحب ترامب من غالبية الشراكات الاقتصادية التي أبرمتها الولايات المتحدة في ظل نظام العولمة ، المحرك الرئيسي لعجلة الاقتصاد العالمي ، فتخلى عن اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ ، وكذلك اتفاق باريس للمناخ الذي وقع عليه سلفه الرئيس باراك أوباما عام 2015 ، فضلا عن تعليق اتفاقية نافتا مع دول أمريكا الشمالية ، التي أحياها الآن بشروط أمريكية ، متطلعا في تلك السياسة إلى تحقيق مصلحة الدولة العظمى على حساب الدول الأخرى بما في ذلك الحلفاء التقليدين ، الذين ساهموا مع واشنطن في وضع قواعد النظام العالمي التي تضمن تفوقهم الاقتصادي وهيمنتهم على حكم العالم، وهذا تحقق بالطبع على حساب الدول النامية و الفقيرة.

وعندما قررت الصين اعتماد سياسة الإصلاح والانفتاح على العالم في أواخر سبعينات القرن الماضي على يد الزعيم دنغ شياو بينغ، والتي تماشيت بشكل كبير مع نظام العولمة الاقتصادية الذي تأسس فيما بعد في تسعينات القرن الماضي، استطاعت الصين أن تحقق طفرات اقتصادية هائلة خاصة في معدلات التنمية والنمو الاقتصادي.

لم تكن الصين التي اندمجت سريعا مع المجتمع الدولي في ظل العولمة، تمثل خطرا على تلك الدول الامبريالية التي يحكمها رأس المال ، لأن الدولة آنذاك كانت فقيرة ، لكن بعد أن أصبحت ثاني أكبر اقتصاد في العالم وبدأت تقفز بمعدلات فائقة نحو التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي، خرجت بكين على قواعد النظام العالمي وأصبحت خطرا على القائمين عليه.

إن الاقتصاد الأمريكي قائم على مجموعة من الشركات العالمية التي تمتلك رؤوس أموال ضخمة تقدر بميزانيات دول في العالم، هذه الكيانات تسيطر على اقتصاد الولايات المتحدة وتتحكم في مسار النظام المالي العالمي، وعن طريقها ترسم واشنطن البوصلة السياسية العالمية.

غالبية هذه الكيانات الاقتصادية العملاقة ، مثل شركة أبل ، ستارباكس ، جنرال موتور ، غيرها ، لها استثمارات ضخمة في بكين و بالتالي لن تسمح للإدارة الأمريكية أن تعرض مصالحها للخطر بعد إعلان ترامب عن زيادة التعريفات الجمركية على الواردات الصينية إلى الولايات المتحدة بقيمة 60 مليار دولار.

كما أن قرار حكومة بكين بالإعلان عن فرض رسوم ضريبية على الواردات الأمريكية من الفاكهة و الخمور والمكسرات بقيمة 3 مليار دولار، ردا على القرار الأمريكي، ستتأثر تجارة عدد كبير من المزارعين الأمريكيين الذين يعتمدون على سوق كبير مثل الصين، ولعل ذلك يفسر مدى إسراع الولايات المتحدة على إعادة صياغة اتفاقية "نافتا" للاعتماد على دول أمريكا الشمالية لمحاولة سد الفراغ الصيني.

مما لاشك فيه، أن نظام عالمي جديد بدأ يتشكل بعد إحياء مبادرة الحزام والطريق تحت قيادة الرئيس الصيني، شي جين بينغ، هذا النظام سيحكمه قواعد جديدة للعولمة تعتمد على التعاون المشترك وتتجنب عدم نزاهة النظام القديم.

إن السياسة الحمائية التى يتبعها ترامب التي ترفع شعار "أمريكا أولا" أفقدت ثقة الحلفاء في الدولة العظمى التى عجزت عن حل الكثير من القضايا العالمية، كما أن اقتصاد العولمة الذي يستفيد منه معظم دول العالم، لن يتغير بسهولة مثلما يفكر الرئيس الأمريكي ، فإذا لم يكن هناك فائز فى هذه الحرب التجارية ، فستكون الولايات المتحدة أكثر المتضررين. 

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×