人民网 2018:05:08.16:54:08
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تعليق: ماذا ستجني فرنسا من زرع جذورها في منطقة آسيا والمحيط الهادئ؟

2018:05:08.17:00    حجم الخط    اطبع

أنهى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مؤخرا زيارة رسمية إلى أستراليا استمرت ثلاثة أيام، دعا خلالها الى اقامة تحالف استراتيجي جديد بين فرنسا والهند واستراليا للاستجابة للتحديات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

قال وانغ تشو نائب مدير المعهد الصيني للعلاقات الدولية المعاصرة في مقابلة صحفية مع صحيفة الشعب اليومية إن الحكومة الفرنسية تحت قيادة ماكرون الذي كان وزيرا للاقتصاد سابقا واقعية للغاية في التعامل مع العلاقات الدولية، والحديث عما يسمى " التهديد " و" الهيمنة" للاعتبارات براغماتية لا غير. مشيرا الى أن دعوة ماكرون الى اقامة تحالف استراتيجي جديد بين فرنسا والهند واستراليا للاستجابة للتحديات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، من ناحية، تعود بالمنافع على فرنسا من خلال تعزيز التعاون مع استراليا وتجارة الأسلحة مع الهند، ومن ناحية أخرى، فرنسا تتطلع الى أن تصبح لاعبا جيوسياسيا على مستوى منطقة آسيا والمحيط الهادئ، رغبة في الحصول على " قطعة كعك" في ظل الوضع الإقليمي.

قلق استراتيجي كبير

لقد عاد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من الزيارة التي قام بها الى الصين في يناير هذا العام محملا بما فيه الكفاية، حيث توصل الجانبان الى عدد من اتفاقيات التعاون في مجال الطاقة النووية المدنية والفضاء والزراعة الحديثة والتجزئة، الى جانب النتائج الملحوظة التي حققت على المستوى الدبلوماسي. لكن، وفقا لوكالة الأنباء الفضائية الروسية، قال ماكرون خلال زيارته الى استراليا أن صعود الصين خبر جيد، إلا أن منطقة آسيا والمحيط الهادئ بحاجة الى " التوازن". ويعتقد وانغ تشو أن التناقضات في تصريحات ماكرون وركوبه جانبي الجدار هو مظهر من مظاهر القلق الاستراتيجي. من ناحية، تعد الصين أكبر شريك تجاري لفرنسا، والأخيرة هي ثامن أكبر شريك تجاري للصين، ولا يمكن القول إن التبادلات الاقتصادية والتجارية بين الصين وفرنسا ليست كبيرة، حيث تتطلع فرنسا الى اقتراض ذراع الصين القوية لتطوير الاقتصاد المحلي. ومن ناحية أخرى، فرنسا تشعر بالقلق من أن تفوز الصين بالجزء الأكبر من الفائدة. وفي الواقع، مثل هذا القلق ليس في فرنسا فحسب، وإنما في جميع انحاء اوروبا.

منذ التسعينات، بدأت اوروبا تدخل فترة الضعف نسبيا مع ارتفاع التوجه نحو الشرق، كما تسببت الازمة المالية لعام 2008 في فشل الديمقراطية الأكثر نضجاً في أوروبا على مدى مئات السنين، ما ادى الى صعود التيار المحافظ والمناهض للأجانب وحكومات القصيرة النظر. ويعتقد وانغ تشو أن العالم الغربي بأكمله اظهر عدم الارتياح من صعود بلدان الأسواق الناشئة، حتى أن هناك من لديه عقلية " عنب حامض". حيث اعتبرت الدول الغربية نفسها لفترة طويلة راعية للعولمة وقادتها، وتتمتع بطبيعة الحال بأكبر عائد مؤسسي. واليوم، اكتشفت هذه الدول بشكل غير متوقع أن دول الأسواق الناشئة قد كسبت أرباحا أكبر من العولمة، ما جعلها ترغب في استعادة التوازن في الفوائد. ومع ذلك، قوة الدول الغربية لا يمكن أن تحقق ذلك، ما جعلها غير مرتاحة ويظهر عليها القلق الاستراتيجي.

طموحات في ظل افتقار للقوة

ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن أكثر من 1.5 مليون مواطن و8000 جندي فرنسي في جميع أنحاء المحيط الهندي، وعدة أقاليم ما وراء البحار في المحيط الهادئ. لذلك، فإنه على الرغم من أن فرنسا تقع في الطرف الغربي من اوراسيا، إلا أن أقاليم ما وراء البحار اعطت لها تذكرة الدخول في شؤون المحيط الهادئ.

ويعتقد تسوي هونغ جيان مدير معهد الدراسات الاوروبية التابع لمعهد الصين للدراسات الدولية، أن فرنسا تفتقر الى القوة بالرغم من طموحاتها الكبيرة. ووفقا لصحيفة تايمز الهندية، أجرت الهند مناورات عسكرية مشتركة مع فرنسا في أواخر مارس، وأن الهند أطلقت قوة بحرية وجوية قوية، في حين أن البحرية الفرنسية أرسلت مدمرة واحدة فقط مضادة للغواصات.

" فرنسا بعيدة عن أن تكون اللاعب الرئيسي في حلبة المصارعة في آسيا والحيط الهادئ". ويعتقد وانغ تشو أن فرنسا بقوتها الاقتصادية والعسكرية الحالية يمكن أن تلعب دورا محدودا للغاية. مضيفا، أن أهمية إقامة تحالف استراتيجي جديد بين فرنسا والهند وأستراليا رمزية أكثر منها فعلية، حيث ان المصلحة المشتركة بين الدول الثلاث ليست كبيرة مثل ما يتصورها البعض.

كما لا يعرف ما إذا كانت الهند ستقبل دعوة فرنسا. من ناحية، زار رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الصين في ابريل هذا العام، دفعت بالعلاقات الصينية الهندية إلى مستوى جديد، ومن ناحية أخرى، تواصل الصين الحفاظ على مكانتها كأكبر شريك تجاري للهند، حيث بلغ حجم التجارة الثنائية بين الصين والهند 84.4 مليار دولار أمريكي في عام 2017، محققا رقما قياسيا. في حين أن الهند ليست سوى 18 أكبر مصدر و20 أكبر مستورد من فرنسا، لايزال هناك مجال كبيرة للتعاون الاقتصادي والتجاري الثنائي. وبالمقارنة، فإن من لديه المصالح المشتركة أكثر واضح للغاية.

أما بالنسبة لأستراليا، يعتقد تشان وو نائب مدير مركز بحوث الاوقيانوسية في جامعة تشونغ شان الصينية، أنه من الصعب للغاية ان يلعب تحالف الدول الثلاث بقيادة فرنسا بمرح في غياب الولايات المتحدة، إذ اكدت استراليا في كتابها الدبلوماسي الابيض ومختلف المناسبات الدبلوماسي بأنها ترغم بالالتزام بالقواعد والنظام الحاليين، ما يعني الاعتماد على هيمنة الولايات المتحدة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

بالإضافة الى ذلك، الصراعات الداخلية المستمرة في فرنسا. وفقا لوكالة فرانس برس، تشهد مختلف اصلاحات ماكرون العديد من الضربات واسعة النطاق منذ العام الماضي. وفقا لبيانات مديرية عامة للمفوضية الأوروبية، فإن معدل البطالة بين الشباب في فرنسا يصل الى إلى 22٪. كما أن محاولة ماكرون في خفض الانفاق العام قوبلت بمعارضة قوية. وقال تسوي هونغ جيان أن ماكرون يواجه مجموعة من الاسئلة الصعب محليا ايضا، بما في ذلك قضايا منطقة اليورو والاتحاد الأوروبي، وأن الاولوية لفرنسا هو حل المشاكل الداخلية. ومن الواضح، أن ماكرون لديه من الاعمال المهمة كثيرة التي ينبغي القيام بها في هذه المرحلة بدلا من الانخراط في مصارعة آسيا والمحيط الهادئ. 

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×