人民网 2018:05:11.08:41:11
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

مقالة : بانسحابه من الاتفاق النووي الإيراني، ترامب يضر السلام والأمن في الشرق الأوسط

2018:05:11.08:42    حجم الخط    اطبع

طهران 10 مايو 2018 / إن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب بشكل أحادي من الاتفاق النووي الإيراني، يعد ضربة موجعة للسلام والأمن في الشرق الأوسط.

وفي كلمة متلفزة، أعلن ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق وأكد على أن لن يجدد إعفاء من العقوبات المفروضة على إيران على خلفية برنامجها النووي.

وبعد 20 دقيقة على إعلان ترامب، قال نظيره الإيراني حسن روحاني في كلمة أذيعت مباشرة أن إيران ستظل متمسكة بالاتفاق النووي مع الموقعين الخمسة الآخرين على الاتفاق بدون الولايات المتحدة.

وبغض النظر عما قاله الزعيمان عن الاتفاق النووي المعروف سابقا باسم خطة العمل المشتركة الشاملة، فإيران والولايات المتحدة على شفا نزاع.

اختلال موازين القوى

بينما يضعف الاقتصاد الإيراني، ستستغل إسرائيل والسعودية الفرصة للحد من نفوذ إيران بالمنطقة ودعمها لحلفائها ومن بينهم جماعة حزب الله في لبنان وسوريا والميليشيات الشيعية في العراق والحوثيين في اليمن.

وكانت إسرائيل أول من يعرب عن دعمه لقرار ترامب تلتها السعودية.

ويقول إلداد باردو الخبير في الشؤون الإيرانية بالجامعة العبرية في القدس إن قرار ترامب جاء "متأخرا للغاية"، متوقعا إبرام اتفاق أكبر يشمل منطقة الشرق الأوسط بشكل عام ويحتوي على محتوى أكبر عن القضية النووية والبرنامج الصاروخي والإرهاب.

غير أن رد إيران وحلفائها الإقليميين سيؤدي بلا شك لحالة أكبر من عدم الاستقرار الإقليمي.

ويقول خالد المنتصر الباحث والأستاذ الليبي في الشؤون الدولية "إنها خطوة هوجاء ولها عواقب سلبية على الشرق الأوسط وتأتي عقب تخفيف التوترات بين طهران ودول المنطقة بعد إبرام الاتفاق قبل ثلاث سنوات."

ومن بين أكثر الأزمات المحتمل حدوثها: تزايد الشكوك في العالم الجيوسياسي الشرق أوسطي وتصاعد حدة التوترات.

وقال سامح عبد الله المدير الإداري لصحيفة الأهرام الحكومية المصرية إن إثارة التوترات وعدم السماح مطلقا بالاستقرار أصبح سياسة أمريكية في الشرق الأوسط.

ويعتقد أن التحركات الأمريكية لا تهدف لاستعادة الاستقرار الإقليمي وإنما لبذر بذور الشقاقات بين دول المنطقة. وبقيامها بذلك، تهدف إلى زيادة النفوذ الأمريكي في المنطقة.

وقال دان ديكر مدير برنامج مكافحة الحركة الدولية لمقاطعة إسرائيل والحرب السياسية "يفهم ترامب أن زيادة التواجد العسكري الإيراني في سوريا ولبنان يمثل مشكلة وهو ما يرى أنه يجب تغييره. ولذلك يعتقد ترامب أنه يجب رفض الاتفاق."

ولم تعتبر بيلجهان الاجوز المحاضرة بمعهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة مرمرة قرار ترامب مفاجئا ، وترى أن الخطوة الأمريكية جزء من "استراتيجية عالمية وليس استراتيجية إقليمية فحسب."

وقالت إن الولايات المتحدة سيكون لها تأثير ضخم في الخليج "عبر احتواء إيران وبالحصول على موافقة حلفائها العرب وسيؤثر ذلك أيضا على تبعية قوى عالمية أخرى بالمنطقة."

وفي الوقت ذاته، لا تعتقد ألاجوز أن الاتحاد الأوروبي سينسحب من الاتفاق، على الأقل الآن، لأن "الاتحاد الأوروبي يعتمد على مصادر طاقة خارجية وإيران إحدى أهم الدول المصدرة للنفط."

القرار ذو تأثير سيء تجاريا

وبالتفكر في القرار الجديد، نجد أنه سيجعل من العسير على الشركات الدولية توقيع اتفاقيات أو الحفاظ على مشروعات مع إيران نظرا لتخوفهم من خطر انتهاك العقوبات الأمريكية.

ومن المحتمل أن تخسر القطاعات المصرفية والنفط والغاز والسيارات شركائها العالميين، وفقا لما ذكره محللون ماليون بالبلاد.

ويقول بول شلدون كبير المستشارين الجيوسياسيين بمكتب دبي لوكالة بلاتس ستاندرد آند بوز العالمية إن العقوبات الجديدة ستعرض صادرات من البترول الخام الإيرانية يبلغ حجمها نحو 200 مليون برميل/يوميا للخطر بنهاية العام 2018.

وفي الوقت ذاته، قد تتسبب الشكوك التنظيمية في أن يخفض بعض الموردين الشحنات فورا، بحسب شلدون، الذي قال إنه من المحتمل أن يمتثل حلفاء الولايات المتحدة ومنهم اليابان وكوريا الجنوبية للقرار وأن يقللوا الواردات بينما من المحتمل أن تتجنب شركات محددة في الاتحاد الأوروبي أية مخاطر تتعارض مع القرار الأمريكي.

وعلاوة على ذلك، قد يزيد ارتباك الصفقات المالية الإيرانية المضطربة بالفعل بينما تحاول البلاد العودة للأسواق العالمية والأنظمة المصرفية.

واشنطن لن تفى بالتزاماتها بموجب الاتفاق بإزالة الحواجز للسماح للبلاد بالانخراط بشكل كامل في التمويل والتجارة الدوليين، حسبما قال حمود فرياد الباحث الاقتصادي في مؤسسة دراسات في طهران.

وقال إن أهمية الولايات المتحدة للمصارف الدولية ستضعف قدرة الشركات الأوروبية والأسيوية على المساعدة في تخفيف الصعوبات الاقتصادية الإيرانية. وأضاف "ستعلق مجددا أي خطة تعاونية أو استثمارية تشارك فيها إيران."

وقبل إعلان ترامب، قال روحاني "اذا تحققت أهدافنا من الاتفاق النووي بدون الولايات المتحدة، فذلك أفضل كثيرا."

بيد أنه بدون تحسن الآفاق الاقتصادية والاستثمارية للبلاد، قد يتآكل تدريجيا التزام إيران تجاه الاتفاق بعد الخروج الأمريكي ما سيؤدي لانهياره في النهاية، بحسب مراقبين.

عواقب القرار

قد تواجه الولايات المتحدة رد فعل عنيف بخروجها من الاتفاق.

وأصدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تراقب التزام إيران بالاتفاق، تقارير عديدة تؤكد وفاء طهران بالتزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق.

وعلاوة على ذلك، فالاتفاق النووي ليس اتفاقا ثنائيا بين إيران والولايات المتحدة. وسيكون لقرار الانسحاب أحاديا من الاتفاق، أثاره على الصورة الدولية للولايات المتحدة ومصداقيتها في الشؤون الخارجية.

وفي الوقت ذاته، قد ترد إيران بفرض عقوبات على حلفاء الولايات المتحدة في سوريا والعراق واليمن ولبنان.

كما هددت إيران باستهداف قوات أمريكية في أفغانستان والعراق.

وبالإضافة لذلك، سيكون هناك عواقب لعدم وجود اتفاق، تتخطى حدود انتشار النووي. وهناك احتمالية بأن تسعى السعودية وقوى إقليمية أخرى للحصول على التكنولوجيا النووية لأغراض مزدوجة.

وقال فرياد الباحث الاقتصادي "يقوض انسحاب ترامب ثقة ورغبة القوى الأخرى المعنية بقضية الانتشار النووي لحل قضايا مماثلة عبر المفاوضات. الحوار دائما أفضل السبل لحل قضية عدم الانتشار النووي. وإذا كان من الممكن خرق الاتفاق الإيراني بسهولة، فلماذا التفاوض؟"

رفض شعبي

يبدو أن أغلب الأراء العامة في المنطقة وبخاصة في إيران والدول العربية، تعارض قرار ترامب وأعربت عن قلقها إزاء زيادة انعدام الاستقرار والضغوط الغربية مجددا.

يقول أحد سكان قطاع غزة أبو محمد "يهدد ترامب مرارا الدول الأخرى منذ أصبح رئيسا للولايات المتحدة."

ويعبر أمير ترك ساكن آخر بالقطاع عن قلقه البالغ إزاء اندلاع حرب في المنطقة ، قائلا إن الانسحاب من الاتفاق "انسحاب من الالتزامات تجاه إيران وأوروبا والعالم."

وتقول زهرة ترابي طالبة الحقوق بجامعة طهران إن واشنطن لم تفي بالتزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق النووي الإيراني المبرم في عام 2015.

وعزز دعم الأغلبية للاتفاق بعض التفاؤل بأن يقود في نهاية الأمر إلى تحسين الظروف المعيشية. ومن غير المحتمل أن يكون الوضع كذلك بخروج الولايات المتحدة من الاتفاق.

ويقول محسن كينوفيد بائع كتب متوسط العمر "سئم الشعب الإيراني من ممارسة الأمريكيين لنفس لعبة العقوبات مرارا وقرر مقاومة الضغوط،" معربا عن تفاؤله بقوله "آمل أن نتغلب على هذه الصعوبات."

وقال نيما وموججان، زوجان شابان في العاصمة الإيرانية، إن نهج ترامب العدائي تجاه بلادهما من شأنه فقط ان يجعل الامور اسوأ لنفسه."

وقال موججان "في نهاية المطاف، نحن من سينتصر."

 

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×