ذكرت وكالة أسوشيتد برس، أن الجيش الإسرائيلي قد إدعى في الساعة 1:30 من صباح يوم 9 مايو بتوقيت بكين، أن القوات العسكرية الإيرانية المرابضة في سوريا قد أطلقت على مرتفعات الجولان المحتلة أكثر من 20 صاروخًا، وأن نظامها الدفاعي قد اعترض جزءًا منها، ألحقت أضرارا خفيفة بإسرائيل ولم تخلف إصابات تذكر.
وبحسب وكالة أسوشيتيد برس، فقد هاجمت إسرائيل قاعدة عسكرية قرب العاصمة السورية دمشق، بعد ساعة فقط من إعلان الرئيس ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني، معتبرا ايران أكبر مصدر للإرهاب الإقليمي. وقال مسؤول في التحالف الإقليمي الذي تقوده إيران لدعم الرئيس السوري بشار الأسد، إن القذيفة قد تكون صاروخ أرض - أرض تم إطلاقه من مرتفعات الجولان.
الجولان
مرتفعات الجولان هي أراضي ضيقة في جنوب غرب سوريا تغطي مساحة تبلغ حوالي 1800 كيلومتر مربع. وكانت دائما ساحة معارك منذ أصبحت مأهولة بالسكان.
احتلت إسرائيل أراضي الجولان في حرب 1967. وفي حرب الشرق الأوسط الرابعة في عام 1973، استغل الجيش السوري الحرب المصرية الإسرائيلية لشن هجوم على الخطوط الأمامية لمرتفعات الجولان واستعاد بعض الأرض. في وقت لاحق، رد الجيش الإسرائيلي على الفور وأعاد احتلال هذه المناطق. واليوم، وضعت الأمم المتحدة منطقة عازلة على الحدود واعترفت على المستوى الدولي بمرتفعات الجولان كأراضي سورية. ولطالما طالبت سوريا إسرائيل بإعادة هذا الموقع الاستراتيجي واستخدامه كشرط لتحقيق السلام بين الجانبين.
في عام 1981، أكد قرار مجلس الأمن الدولي رقم 497 على أن قرار إسرائيل بفرض قوانينها وولايتها ومؤسساتها الإدارية في مرتفعات الجولان "غير فعال وليس له أي تأثير قانوني دولي". ورغم إدانة المجتمع الدولي، إلا أن الإسرائيليين يتمسكون بشكل قوي بمرتفعات الجولان، وقد قالوا ذات مرة إن الجولان غير قابل للنقاش. وفي 18 أبريل 2016 ، تعهد رئيس الوزراء نتنياهو أيضاً بأن تكون مرتفعات الجولان اسرائيلية "إلى الأبد".
في هذا السياق، يشير محللون إلى وجود ثلاثة أسباب تقف خلف موقف نتنياهو المتشدد: أولا، أن الوضع السياسي والأمني في العالم العربي خلال السنوات الأخيرة شهد إضطرابا كبيرا، ورأت إسرائيل في ذلك فرصة لاحتلال مرتفعات الجولان إلى الأبد. ثانياً، أدلت الحكومة الإسرائيلية بهذا التصريح بسبب القلق من مواجهة ضغوطاً دولية لإعادة مرتفعات الجولان، إذا تم التوصل إلى اتفاق سلام حول القضية السورية في المستقبل. ويأمل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الحصول على مزيدا من التأييد الشعبي من خلال هذه الخطوة.
هل هناك حرب إيرانية إسرائيلة في الأفق؟
في الحقيقة، لا يعني قصف القوات العسكرية الإيرانية في سوريا الصواريخ على هضبة الجولان حربا بين إسرائيل وإيران.
يعتقد فانغ شياو تشى، نائب مدير مركز أبحاث الشوؤن العسكرية الأجنبية التابع لمعهد العلاقات الدولية في جامعة التكنولوجيا الوطنية للدفاع، أن الإيرانيين يرون بأن إسرائيل على صلة بتراجع أمريكا عن الإتفاقية النووية. وإسرائيل هي أيضاً واحدة من الدول القليلة في العالم التي تدعم قرار ترامب. لذلك، يمكن اعتبار الهجوم على مرتفعات الجولان بمثابة إجراء انتقامي وتحذيري من إيران تجاه إسرائيل، كما يمثل صدمة لحلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي الإيراني، سواء الهجوم الإسرائيلي على القاعدة العسكرية في سوريا أو الهجوم الإيراني على مرتفعات الجولان، فإن الهجمات لم تستهدف أراضي البلدين. وهو مايجعل من المواجهة المباشرة بين البلدين أمرا مستبعدا. من جهة أخرى، يعبر تحرك إيران عن دعمها لسوريا بعد تعرضها لهجوم صاروخي.
يرى فانغ شياو تشى أيضا أنه بعد إعلان الولايات المتحدة انسحابها من الاتفاقية النووية الإيرانية، يرجح أن يصبح الوضع في الشرق الأوسط أكثر فوضة، حيث تم كسر التوازن الاستراتيجي الإقليمي الذي تم التوصل إليه مؤقتًا بموجب الاتفاقية النووية الإيرانية.