قال رئيس الوزراء المصري الأسبق عصام شرف أمس الثلاثاء إن مبادرة الحزام والطريق التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ في عام 2013 تعد مفهوما وليست مجرد مشروع، وشبكة تنمية وليست مجرد شبكة للنقل والمواصلات؛ وهي جسر عالمي جديد يعمل على سد الفجوات بين ثقافات العالم.
وأشار رئيس الوزراء المصري الأسبق في خطاب ألقاه أمام "منتدى السلام في الشرق الأوسط لعام 2018"،الذي أقيم في بكين أمس وحضره العديد من السفراء الأجانب لدى بكين وممثلو شركات ومنظمات دولية وصينية ونخبة من الباحثين والإعلاميين ، إلى "أننا نقف الآن عند مفترق طرق: إما مواصلة السير تحت تأثير الهيمنة أو تغير الاتجاه إلى التعاون. فالمواصلة تحت الهيمنة تفضى إلى الدماء والظلام، ولكن التعاون يؤدى إلى العدالة والسلام والتنمية وبالتالى إلى عالم جديد، وهو الطريق الوحيد أمامنا"، موضحا أن التحول من عالم الهيمنة إلى عالم التعاون لا يتحقق إلا من خلال إيجاد قواسم مشتركة بيننا،وهو الأساس والهدف الرئيسي لمبادرة الحزام والطريق. فالمبادرة ليست مجرد مشروع وإنما هي مفهوم يؤدى إلى قواسم مشتركة كثيرة".
وتابع بقوله إنه "من بين القواسم المشتركة الأساسية هي أننا نتقاسم مستقبلا مشتركا ومصيرا مشتركا. وإن أحد الأهداف الرئيسية لمبادرة الحزام والطريق يكمن في تحقيق التنمية المشتركة التي تقوم على أساس الأمن المشترك والثقة المتبادلة. وإن مبادرة الحزام والطريق هي مبادرة صينية ولكنها إطار عالمي يربط بلدان العالم ببعضها البعض في مجالات متعددة، وهي شبكة تنمية وليست مجرد شبكة للنقل والمواصلات، وهي جسر عالمي جديد يعمل على سد الفجوات بين ثقافات العالم والربط بقوة فيما بين هذه الثقافات، وبالتالى يحمى التنوع العالمي على أساس التناغم، ويحافظ على الجمال الذي تحدث عنه الرئيس شي عندما أكد على أهمية الحفاظ على جمال البلاد وهو التناغم بين الشعوب والتناغم بين الإنسان والطبيعة".
ومن جانبه، ذكر تشين يونغ أمين عام صندوق السلام والتنمية في الشرق الأوسط خلال فعاليات المنتدى أنه "بدءا من الحكومة وصولا إلى رجل الشارع العادي، تولى الصين اهتماما كبيرا بمصير شعوب الشرق الأوسط ومستقبلها، ونأمل في أن تتمسك المنطقة بالاتجاه العام المتمثل في الحل السياسي للتعامل مع قضايا المنطقة وإيجاد خطط شاملة تلبي تطلعاتها وتأخذ مصالح جميع الأطراف في الاعتبار من خلال الحوارات والمشاورات وإحلال السلام والاستقرار الدائمين في المنطقة".
وأضاف قائلا "نحن الصينيون علينا دوما الالتزام بالموقف الثابت المتمثل في العمل على بناء السلام في الشرق الأوسط ودفع تنمية هذا الإقليم. ونؤمن بأهمية الاضطلاع الطوعي بمسؤوليات الدبلوماسية الشعبية في إطار مبادرة الحزام والطريق، لدفع التبادلات والتعاون مع الشرق الأوسط وحشد قوى شعب الصين وعرض حكمة الصين والتعبير عن صوت الصين وعرض حلول الصين. وإننا مستعدون للعمل مع شعوب المنطقة في بناء مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية وبناء عالم جديد يدا بيد مع شعوب المنطقة".
وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ قد أكد في الكلمة التي ألقاها في مقر جامعة الدول العربية خلال زيارته التاريخية لمصر في يناير 2016 على ضرورة إعلاء راية السلام والحوار والعمل على تعزيز الاستقرار، مضيفا أن التواصل من أجل التقارب بين مختلف الأعراق والحضارات هو أحد أهداف الحزام والطريق، وأنه من الضرورة بمكان تفكيك الحواجز وليس تشييدها وتفضيل الحوار كقاعدة ذهبية حتى يكون الجميع جيرانا يتبادلون ويتواصلون.
تعد هذه هي الدورة الثالثة من "منتدى السلام في الشرق الأوسط "بعد الدورة الأولى التي عقدت في مصر والثانية في بكين تحت رعاية صندوق السلام والتنمية في الشرق الأوسط، وهو منظمة صينية غير حكومية وغير ربحية. وكان الصندوق قد أعلن في أول منتدى له في القاهرة عام 2015 عن عدد من المشروعات الهامة منها المساعدة في بناء "مدارس السلام" للنازحين واللاجئين السوريين في سوريا والأردن ولبنان وتركيا وغيرها من دول المنطقة لتوفير فرص التعليم للأطفال السوريين، ومنها أيضا إقامة مهرجان "الحب والسلام" السينمائي الدولي في الأردن، ومؤتمر الاستثمار في الشرق الأوسط بالسعودية، وإنشاء مؤسسة بحثية خاصة وغيرها من المشروعات.
كما دعا الصندوق إلى تخصيص 15 مايو من كل عام يوما للسلام في الشرط الأوسط، من أجل الدعوة إلى إنهاء جميع الأعمال العدوانية ووضع حد للنزاعات العنيفة وتحقيق هدنة تستمر 24 ساعة في ذلك اليوم.