سول 16 مارس 2018 /أجرت وزيرة الخارجية الكورية الجنوبية كانغ كيونغ-وا محادثات هاتفية مع نظيرها الأمريكي مايك بومبيو بشأن قرار كوريا الديمقراطية تعليق محادثات رفيعة المستوى مع كوريا الديمقراطية، حسبما ذكرت وزارة الخارجية هنا اليوم (الأربعاء).
وبطلب من بومبيو، أجرت كانغ المحادثات لتبادل الرأي حول القضايا محل الاهتمام المشترك بما في ذلك تأجيل بيونغ يانغ للحوار رفيع المستوى المخطط بين الكوريتين.
وكانت كوريا الديمقراطية قد أعلنت الثلاثاء موافقتها على إجراء الحوار الرفيع المستوى اليوم (الأربعاء) في قرية بانمونجوم، لبحث سبل تطبيق إعلان بانمونجوم، ولكنها أعلنت قبل الفجر، تعليق هذا الحوار بسبب تدريبات عسكرية جوية مشتركة تجري بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة.
وانطلقت مناورات "ماكس ثندر" القتالية الجوية المشتركة يوم 11 مايو بمشاركة نحو 100 طائرة بينها 8 طائرات شبح طراز "أف-22" وطائرات أخرى من طراز "أف-15 كي أس" و"أف-16أس".
وذكرت وكالة الأنباء المركزية الرسمية لكوريا الديمقراطية في تقرير لها إن التدريب يشمل قاذفات إستراتيجية من طراز "بي-52" ومقاتلات شبح من طراز "أف-22 رابتور" بهدف شن هجمات استباقية ضد كوريا الديمقراطية مع السيطرة على المجال الجوي.
ووصفت النسخة الكورية من التقرير التدريب بأنه" لعب بالنار"، قائلة إنه " تحدي صارخ لإعلان بانمونجوم واستفزاز عسكري متعمد ويسير عكس التطور السياسي الإيجابي في شبه الجزيرة الكورية".
وشاركت بالفعل في المناورات الجوية، التي تستضيفها قيادة عمليات القوات الجوية لكوريا الجنوبية وسلاح الجو الأمريكي السابع، طائرات "أف-22" في حين لم تشارك بعد قاذفات"بي-52"، وفقا لما نقلت وكالة ((يونهاب)) الكورية الجنوبية للأنباء عن مصدر لم تذكر اسمه.
وأعربت وزارة الوحدة لكوريا الجنوبية، المسؤولة عن العلاقات بين الكوريتين، عن أسفها إزاء تعليق المحادثات، قائلة إن التأجيل لا يتماشى مع روح إعلان بانمونجوم، الذي أعلن في 27 إبريل بعد القمة الثالثة للكوريتين بين الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن والزعيم الأعلى في كوريا الديمقراطية كيم جونغ أون.
واتفق مون وكيم على نزع تام للسلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، وتحويل اتفاقية الهدنة الحالية إلى معاهدة سلام بحلول نهاية العام الحالي. ولا تزال شبه الجزيرة الكورية في حالة حرب عمليا منذ انتهاء الحرب الكورية (1950-1953) باتفاق هدنة.
وخلال محادثاتهما الهاتفية، شرحت وزيرة الخارجية الكورية الجنوبية لبومبيو موقف سول ورغبتها الثابتة في تنفيذ إعلان بانمونجوم بإخلاص ، مشيرة إلى أنها ستحث بيونغ يانغ على العودة سريعا إلى طاولة الحوار من أجل تحقيق السلام والازدهار في شبه الجزيرة.
وقال بومبيو لكانغ إن الجانب الأمريكي سيواصل التحضير للقمة المرتقبة بين كوريا الديمقراطية والولايات المتحدة في 12 يونيو المقبل في سنغافورة، غير أنه أبدى حذره تجاه تأجيل بيونغ للحوار بين الكوريتين.
واتفق الجانبان على مواصلة التعاون الوثيق لتحقيق نزع كامل للسلاح النووي وإرساء السلام في شبه الجزيرة من خلال عقد قمة ناجحة بين كوريا الديمقراطية والولايات المتحدة بناء على نتائج قمة 27 إبريل بين الكوريتين.
وقالت وزارة الوحدة في بيان اليوم (الأربعاء) إن المحادثات بين الكوريتين يجب أن تستمر في الانعقاد لبحث القضايا التي أثارتها كوريا الديمقراطية.
وأضاف البيان أنه من أجل تنمية علاقات مستدامة بين الكوريتين وبناء سلام دائم عبر تنفيذ إعلان بانمونجوم، فإن حكومة كوريا الديمقراطية سوف تتخذ الإجراءات اللازمة من خلال التشاور الوثيق مع الوزارات المعنية.
وقالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية في بيان منفصل إن التدريبات الجوية الكورية الجنوبية-الأمريكية المشتركة ستجرى كما هو مخطط لأنها تهدف فقط إلى تحسين قدرة الطيارين.
وأوضحت الوزارة أن طائرات "أف-22" الشبح قد وصلت إلى كوريا الجنوبية في العام الماضي. لكن من غير الطبيعي أن يشارك مثل هذا العدد الكبير من طائرات "أف-22 رابتور" في ضوء ذوبان العلاقات بين الكوريتين.