تقرير اخباري: قطر تقول انها "أقوى" بعد عام من الأزمة الخليجية وتفتح مجددا باب الحوار

الدوحة 5 يونيو 2018 / يصادف اليوم (الثلاثاء) الذكرى الأولى لاندلاع الأزمة الخليجية بين قطر من جهة والسعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة ثانية، وهي أزمة مازالت عصية على الحل رغم كل الجهود الإقليمية والدولية المبذولة في سبيل كسر الجمود ونزع فتيل الخلاف.

وبهذه المناسبة أكدت قطر على لسان مسؤوليها أنها اليوم ليست كما كانت قبل عام، بل باتت "أقوى" وأنها نجحت في وجه المقاطعة، لكنها مع ذلك أبقت الباب مفتوحا أمام حوار "دون شروط وإملاءات".

وقال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني في سلسلة تغريدات على حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) "عام مضى وقطر وشعبها أقوى من قبل.. وتمضي قطر في مسيرتها نحو التقدم والازدهار وتحقيق التنمية المستدامة والاكتفاء الذاتي".

وأضاف "كثر الحديث عن انتصارات وهمية وسرديات بعزل قطر، وبعد مرور عام أثبت الواقع غير ذلك فقد خرجت قطر بصفة الشريك الدولي الموثوق به، والنموذج الحكيم لإدارة الأزمات".

وكرر الوزير دعوة بلاده أطراف الأزمة للحوار قائلا إن باب الحوار لا يزال مفتوحا لكن "بعيدا عن الإملاءات والشروط المسبقة".

الموقف نفسه عبر عنه وزير الدولة لشؤون الدفاع خالد العطية في حوار مع المجلة الرسمية لوزارة الدفاع والقوات المسلحة القطرية ((الطلائع)) اليوم في ذكرى مرور عام على الأزمة حيث قال "ما زلنا نجنح للحوار وما زلنا منفتحين ولدينا الشجاعة الكاملة لننخرط مع الجميع بدون استثناء في حوار، وتستطيع أن تصف هذا الحوار بأنه حوار بلا خوف ولا حواجز".

من جهته قال رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية القطري الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني في أول تغريدة له في حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي ((تويتر)) والذي دشنه اليوم "منذ سنة من الآن بدأت مرحلة جديدة وبتوجيهات سيدي سمو الأمير أن قطر بحاجة لكل من يعيش عليها لبناء اقتصادها وحماية أمنها والاجتهاد والإبداع من أجلها ".

وأضاف "وكان نداء الواجب حاضرا لدى كل من يعمل في القطاع العام والخاص من مواطنين ومقيمين فعملوا بجد واجتهاد، وها نحن نجني ثمار عملنا جميعا".

أما مدير مكتب الاتصال الحكومي الشيخ سيف بن أحمد آل ثاني فقد غرد في حسابه على (تويتر) قائلا "بعد مرور عام على الحصار، تبين للعالم صمود دولة قطر لأفعال دول الحصار الذين فشلوا في جميع محاولاتهم اليائسة".

وأضاف الشيخ سيف "ستستمر دولة قطر في أن تكون قوة للخير، وستسعى دائما لتحقيق الأمن والاستقرار إقليميا ودوليا".

واعتبر مكتب الاتصال الحكومي في بيان اليوم أن قيام الدول الأربع بقطع علاقاتها مع الدوحة كانت "بداية تصعيد متسارع وغير متوقع في الحملة الممنهجة والواسعة ضد دولة قطر، والتي تضمنت على نشر المعلومات المضللة والأخبار المفبركة، بما في ذلك قرصنة موقع وكالة الأنباء القطرية ".

وأكد المكتب أن الاتهامات الموجهة ضد قطر "غير مبررة وقائمة على ادعاءات ومزاعم لا أساس لها من الصحة".

فيما أعرب عن أسف دولة قطر على الإجراءات غير المسبوقة التي تتخذ ضدها، أكد أنها ما تزال متشبثة بإيمانها " بأن الحوار والنقاش هو السبيل لحل أي مسائل أو قضايا".

ونشر المكتب ووزارة الخارجية جملة من الإحصاءات لتبين موقف الدولة القوي اقتصاديا، مؤكدين أن الأزمة ساهمت في تسريع الخطط والاستراتيجيات لتحقيق الاكتفاء الذاتي من السلع الغذائية في الدولة.

وبينت الإحصاءات أن مائة سلعة كانت تستورد سابقا من دول المقاطعة باتت تنتج في قطر، وأن نسبة انتاج المزارع القطرية ارتفعت 300 بالمائة في الربع الأول والثاني من العام الحالي وبلغت نسبة الاكتفاء الذاتي من الألبان 80 بالمائة ومن الدواجن 98 بالمائة، مع توقعات ان تصل نسبة الاكتفاء من الأسماك الى 80 بالمائة بحلول أواخر هذا العام و90 بالمئة خلال عامين.

وأظهرت أن موانئ حمد والدوحة والرويس شهدت ارتفاعا في عدد السفن القادمة إليها لتصل إلى 83 بالمائة خلال الربع الأول من هذا العام مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، كما استقبل ميناء حمد والرويس قرابة 3 ملايين طن من البضائع في الفترة من يونيو السابق إلى أبريل هذا العام.

وأشارت الى ان نسبة نمو الناتج المحلي الإجمالي المتوقع للدولة هذا العام تبلغ 2.8 بالمائة حسب توقعات البنك الدولي في ظل توجه الدولة نحو الدعم الكامل للاستثمار الأجنبي ليحافظ على تفوقه بين دول المنطقة، لافتة إلى أن الصادرات ارتفعت إلى 18 بالمائة في العام الماضي مقارنة بالعام الأسبق لتصل إلى 67 مليار دولار إلى جانب ارتفاع فائض الميزان التجاري بنسبة 49.9 بالمائة في العام نفسه قياسا إلى الأسبق ليبلغ 37.75 مليار دولار.

وفيما يخص مونديال قطر 2022، لفتت الإحصاءات إلى اكتمال 90 بالمائة من مشروعات كأس العالم هذا العام.

على الصعيد العسكري أكد وزير الدولة لشؤون الدفاع في حواره مع مجلة ((الطلائع)) أن بلاده أصبحت من أهم دول المنطقة في نوعية التسليح، وباتت تطمح لعضوية كاملة في حلف شمال الأطلسي (ناتو).

وقال العطية "قطر لديها تعاون فعلي وحقيقي مع الناتو، يتطور يوما بعد يوم"، لافتا إلى أن "هذا التعاون قد يفضي إلى استضافة قطر لإحدى وحدات الناتو أو أحد مراكزه المتخصصة".

وأضاف أن بلاده حليف رئيسي خارج حلف الناتو وأن "طموحها" موجود لعضوية كاملة في حال تطورت شراكات الناتو، الذي أشار إلى أنه يقدر مساهمات بلاده في مكافحة الإرهاب ومكافحة تمويله.

وذكر أن بلاده قامت بإنشاء أول سرب عملياتي مع المملكة المتحدة، وهو أول سرب يتم إنشاؤه في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، موضحا أن مهمة هذا السرب المكون من طائرات (تايفون) الدفاع عن الدولتين والقيام بكافة المهام الدفاعية وسيدخل الخدمة في قطر مع نهاية عام 2021.

وعلى المستوى الشعبي تصدر وسم "عام الصمود" الذي دشنه قطريون في ذكرى مرور عام على الأزمة قائمة الوسوم الأكثر تداولا على (تويتر) قطر.

وتداول النشطاء عبر الوسم مقاطع مصورة وفيديوهات استعادوا فيها ذكريات المقاطعة واستعرضوا إنجازات بلادهم خلالها معتبرين أنها مثلت فرصة غير مسبوقة للتنمية الداخلية ولاستقلال قطر اقتصاديا.

وقطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها الدبلوماسية مع قطر منذ 5 يونيو العام الماضي وفرضت عليها إجراءات عقابية من بينها مقاطعتها اقتصاديا وإغلاق منافذها البرية والبحرية والجوية معها بدعوى دعمها للإرهاب والتدخل في شؤونها الداخلية، وهو ما تنفيه الدوحة بشدة.

ومع تطور الأزمة، طرحت دول المقاطعة 13 مطلبا كشروط مسبقة للحوار، لكن الدوحة أصرت على أن تلك المطالب "مرفوضة وغير قابلة للتطبيق" لأنها تتصل بـ"السيادة"، لتبقى الأزمة قائمة مع تمسك كل طرف بموقفه.