تقرير إخباري: عملية السلام في ميانمار تحقق إنجازا آخر مع اختتام مؤتمر بانغلونغ للسلام

نايبيتاو 17 يوليو 2018 / اختتمت يوم الاثنين الدورة الثالثة التي استمرت ستة أيام من مؤتمر بانغلونغ للسلام للقرن الـ21 في نايبيتاو باعتماد 14 مبدءا أساسيا آخر لتشكل الجزء الثاني من الاتفاق الاتحادي وليتم بذلك تحقيق إنجاز آخر في عملية السلام .

وقد وقع على هذه المبادئ الـ14المتفق عليها وفقا لاتفاق وقف إطلاق النار في عموم البلاد قادة المجموعات المشاركة من الحكومة، والبرلمان، والجيش، والجماعات العرقية المسلحة التي أوقف إطلاق النار، والأحزاب السياسية.

ومن بين المبادئ الأساسية الـ14 التي اقترحتها لجنة حوار السلام الاتحادية المشتركة من أجل إقامة اتحاد ديمقراطي وفدرالي، اختصت أربعة مبادئ منها بالسياسة وآخر بالاقتصاد وسبعة بالشؤون الاجتماعية واثنان بقضايا الأراضي والبيئة.

وقد أكدت مستشارة الدولة أونج سان سو تشي، التي تترأس كل من المركز الوطني للمصالحة والسلام ولجنة حوار السلام الاتحادية المشتركة، أن الجوهر الرئيسي للمؤتمر يكمن في القدرة على مواصلة عملية النقاش السياسي من خلال التفاهم والجهود المتبادلين، قائلة إن توقيع اتفاقات الجزء الثاني يشير إلى أن المؤتمر لم يتوقف أو يتراجع بل يمضى قدما رغم الصعوبات.

وأشارت سو تشي إلى أن المؤتمر لم يتمكن من التوصل إلى اتفاق في قطاع الأمن، مؤكدة أن ثمة حاجة إلى اتفاق اتحادي كامل للتوصل إلى اتفاقات في هذا القطاع.

وصرحت أثناء المراسم الختامية للمؤتمر بأنه من أجل حل هذه الصعوبة، يتعين إعادة النظر في الجهاز المعني بإطار النقاش السياسي وتغييره إلى إطار أكثر ملاءمة ، والسعي بجد إلى تحقيق مسيرة عمل أفضل.

كما لفتت سو تشي إلى أن المنظمات العرقية المسلحة، التي لم توقع على اتفاق وقف إطلاق النار في عموم البلاد ولكنها حضرت المؤتمر بناء على دعوة، تمكنت من رؤية المناقشات والمفاوضات المباشرة التي أجريت خلال المؤتمر وتمكن ممثلوها من مقابلة قيادات الحكومة بشكل منفصل والحصول على العديد من الفرص الممكنة الجيدة للمشاركة في عملية السلام من خلال مناقشاتهم المفتوحة والودية.

ودعت إلى البدء في الخطوة التالية لاستكمال الاتفاق الاتحادي للسلام عقب التوقيع على المبادئ الأساسية الـ14الأخري لتشكل الجزء الثاني من الاتفاق الاتحادي .

وأضافت أن التوقيع على المبادئ الأساسية الـ14 يتوقف على خطوة تالية نحو الخروج بمزيد من النتائج من أجل إحلال السلام.

وفي ختام مؤتمر بانغلونغ للسلام، تم إصدار بيان للمؤتمر تعهد فيه الممثلون بالسعي بجد من أجل وضع مبادئ أساسية أكثر صرامة لإقامة اتحاد ديمقراطي وفدرالي وذلك بعقد جلسة أخرى في وقت لاحق من هذا العام واثنتين أخريين في عام 2019.

حضر المؤتمر ما مجموعة 10 من الموقعين على اتفاق وقف إطلاق النار في عموم البلاد، فيما تعهد سبعة آخرون مدعوون من غير الموقعين على الاتفاق وينتمون للجماعات المسلحة لتحالف الشمال وحضروا المؤتمر على مدى أربعة أيام، تعهدوا بمواصلة اجتماعات عملية السلام مع الحكومة في موعد لاحق .

ومن بين المبادئ الأساسية الـ14 التي اعتمدت في ختام المؤتمر، تسلط المبادئ الأساسية الأربعة المتعلقة بالسياسة الضوء على المساواة بين الجنسين وإشراك 30 في المائة على الأقل من النساء في كل قطاع ومنع العنف ضد المرأة ورفع قدرة المرأة.

ويتعلق المبدأ الأساسي ذي الصلة بالاقتصاد بحقوق حكومات المناطق أو الولايات لوضع وتنفيذ سياسات ومشروعات التنمية الاقتصادية الخاصة بها، فيما تشمل المبادئ الأساسية السبعة المتعلقة بالشؤون الاقتصادية تنفيذ نظام التعليم الشامل للجميع، والتغطية الصحية الشاملة، وسن قوانين تضمن حقوق المرأة، والحد من الأضرار بالنسبة لمدمني المخدرات.

أما المبدأن الأساسيان المتعلقان بالأراضي والبيئة فهما يتعاملان مع المتطلبات التي تنص على أن أراضي البلاد تخص المواطنين المحليين فقط ولا يمتلكها الأجانب بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وإنه يتعين إجراء تقييم مسبق من حيث الأثر البيئي والاجتماعي والصحي فضلا عن تنسيق مع السكان المحليين قبل تنفيذ المشروعات المتعلقة باستخدام الأراضي.

وقد وصلت المبادئ الأساسية الـ14 التي اعتمدت في الدورة الثالثة بإجمالي عدد المبادئ المدرجة في الاتفاق الاتحادي للسلام إلى 51.

جدير بالذكر أنه بعد التوقيع بالأحرف الأولي على اتفاق وقف إطلاق النار في عموم البلاد في أكتوبر 2015، عقد مؤتمر بانغلونغ للسلام للقرن الـ21 مرتين خلال فترة الحكومة الحالية في أغسطس 2016 ومايو 2017 على التوالي.

وتمكنت الدورة الثانية من مؤتمر السلام من إدراج إجمالي 37 من المبادئ الأساسية المعتمدة في الاتفاق الاتحادي لتشكل الجزء الأول في عملية السلام بالبلاد.